بعدما غاب عن “إفريقيا للمحليين”.. هل سيغيب المغرب عن كأس إفريقيا للناشئين بالجزائر؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/06 الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/06 الساعة 11:07 بتوقيت غرينتش
رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع / الشبكات الاجتماعية

تحتضن الجزائر نهاية شهر أبريل المقبل نهائيات كأس أمم إفريقيا (أقل من 17 سنة) المؤهلة إلى "مونديال بيرو" للفئة العمرية نفسها، نهاية السنة، بمشاركة 12 منتخباً تم توزيعهم على ثلاث مجموعات، من بينها منتخب المغرب الذي أوقعته القرعة في المجموعة الثانية رفقة نيجيريا وجنوب إفريقيا وزامبيا.

ستقام مباريات المنتخب المغربي في مدينة قسنطينة التي كان من المفترض أن تحتضن مباريات المنتخب المغربي في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي غاب عنها بسبب اشتراطه على لجنة التنظيم السفر على متن الخطوط الملكية المغربية مباشرة من الرباط إلى قسنطينة.
وهو الأمر الذي رفضته السلطات الجزائرية بسبب الحظر المفروض على الطيران الملكي منذ قطع العلاقات بين البلدين، وغلق الأجواء من طرف الجزائر، ما يثير تساؤلات حول مشاركة المغرب من عدمها في البطولة القادمة، خاصة إذا أصر الطرف الجزائري على رفض الاستجابة للطلب المغربي إلا إذا استقل طيراناً آخر غير المغربي.

قبل ثلاثة أشهر عن الموعد عادت إلى الواجهة تساؤلات وعلامات استفهام حول مشاركة المغرب من عدمها، وهل ستتقدم بطلب مماثل للاتحاد الإفريقي؟ وهل ستقبل الجزائر هذه المرة أم سترفض مجدداً؟

وهل سيغيب المنتخب المغربي للشبان مثلما غاب منتخب المحليين عن بطولة إفريقيا التي احتضنتها الجزائر، ويضيع فرصة المشاركة في "مونديال بيرو" نهاية السنة؟ خاصة أنه يملك منتخباً واعداً له مستقبل ينتظره، وقد بلغ نهائي كأس العرب للناشئين التي جرت في الجزائر، قبل أن يخسره بركلات الترجيح أمام المنتخب الجزائري في مباراة شهدت مشادات بين اللاعبين في نهاية اللقاء بسبب الاحتقان المتصاعد بين الطرفين، قبل أن يقف لاعبو المنتخب الجزائري يصفقون لنظرائهم المغاربة في ممر شرفي عند صعودهم المنصة لتسلم ميدالياتهم الفضية. 

أغلب التوقعات تشير إلى أن المغرب سيكرر طلبه السفر إلى الجزائر عبر الخطوط المغربية، والجزائر سترفض مجدداً، التزاماً بموقفها السياسي الثابت الذي يخص الطيران المغربي وليس المنتخبات المغربية.

لكن، على الأرجح، ستضطر الجامعة الملكية المغربية لامتطاء طيران أجنبي أو المرور عبر تونس القريبة من مدينة قسنطينة التي ستحتضن مباريات مجموعة المغرب. فتسقط على إثر ذلك التبريرات التي تحججت بها سابقاً عندما اشترطت ضرورة التنقل إلى الجزائر بواسطة ما وصفته بالناقل الحصري للمنتخبات الوطنية، للمشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، فضيعت فرصة الدفاع عن لقبها الذي توجت به في آخر نسختين، وستحرمه من المشاركة في النسختين القادمتين من البطولة بسبب العقوبة المرتقبة من طرف الاتحاد الإفريقي حسب لوائحه.

للتذكير فإن المغرب سبق له المشاركة بالمنتخب نفسه في بطولة العرب للناشئين التي احتضنتها الجزائر نوفمبر الماضي، والمشاركة بوفد كبير في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت في مدينة وهران الصيف الماضي، بعد أن دخل الأراضي الجزائرية عبر تونس دون أن يشترط الرحلة المباشرة بواسطة الخطوط الملكية.
وحظي باستقبال خاص بالزغاريد والتصفيق من طرف الجماهير الجزائرية رغم الشحن المتصاعد في وسائل الإعلام، والتي أدت ببعض الجماهير الجزائرية إلى إطلاق هتافات غير لائقة في إحدى مباريات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وتبادل الإساءات بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي في البلدين لدرجة لم يسبق لها مثيل زادت من حدة الشحن والاحتقان. 

الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لم يحرك ساكناً سابقاً، ولا يمكنه التدخل ليفرض على الجزائر فتح المجال الجوي المغلق بقرار سيادي يعود لأسباب سياسية وأمنية، لكنه مع ذلك حاول التوسط عشية بطولة إفريقيا للاعبين المحليين عندما نقل للطرف المغربي مقترحاً جزائرياً بفتح المجال الجوي للمنتخب المغربي بشرط تنقله بواسطة طيران مختلف، لكن السلطات المغربية رفضت ذلك، وفضلت ممارسة حقها في الانسحاب من البطولة.


والمشهد الكروي الإفريقي في انتظار معرفة موقفها من مشاركة منتخب الناشئين في بطولة إفريقيا، ومشاركة الوداد المغربي في مسابقة دوري أبطال إفريقيا التي تنطلق الأسبوع القادم، بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة فريق شبيبة القبائل الجزائري في دوري المجموعات دون أن تتقدم الجامعة الملكية بطلب التنقل مباشرة إلى الجزائر من مطار الدار البيضاء على متن الخطوط الملكية المغربية، ما يثير تساؤلات أخرى!

أمام الإصرار الجزائري على قراره السيادي بغلق المجال الجوي في وجه الطيران الملكي، ورغبة الطرف المغربي في كسر الحظر والتنقل إلى الجزائر مباشرة دون أن يضطر إلى استعمال طيران أجنبي أو المرور عبر بلد آخر، تبقى المشاركة المغربية في المسابقات التي تلعبها في الجزائر رهينة تدهور العلاقات السياسية بين الجزائر والمغرب، وتصاعد حدة التوتر والاحتقان في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بين شعبين تربطهما أواصر أخوة ممتدة عبر التاريخ، ونظامين تتعمق الهوة بينهما أكثر فأكثر منذ فضل المغرب تطبيع وتوطيد علاقاته مع إسرائيل وتوقيع اتفاقات أمنية وعسكرية معها، في وقت تصر الجزائر على مواقفها الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وهو الأمر الذي يعتبره المغرب تهديداً لوحدته الترابية على أراضٍ متنازع عليها على مستوى هيئة الأمم المتحدة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حفيظ دراجي
المُعلق الرياضي الجزائري
إعلامي شهير، ومُعلق رياضي جزائري.
تحميل المزيد