تركّزت الأنظار خلال الأيام القليلة الماضية، على إدارة نادي تشيلسي، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي نجحت في ضم عدد من اللاعبين، خلال سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة، مقابل مبلغ فلكي.
وأغلق تشيلسي "الميركاتو" الشتوي بضم الصفقة الأغلى في تاريخ الدوري الإنجليزي، حين حصل على توقيع الأرجنتيني إنزو فيرنانديز، القادم من بنفيكا، مقابل 121 مليون يورو، ومن قبله تعاقد مع سبعة لاعبين.
وبعد ساعات من إغلاق نافذة انتقالات يناير/كانون الثاني 2023، أكدت صحيفة the sun البريطانية أن مجموع ما أنفقه تشيلسي بلغ 326 مليون جنيه إسترليني (368 مليون يورو).
وأشارت الصحيفة إلى أن تشيلسي أنفق أكثر من جميع الأندية في الدوريات الأربعة الكبرى الأخرى معاً (إسبانيا – ألمانيا – إيطاليا – فرنسا)، بواقع 118 مليون يورو.
أما في المحصلة العامة، فمنذ امتلاك رجل الأعمال الأمريكي تود بويلي للنادي اللندني، أنفق تشيلسي مبلغاً فلكياً تجاوز حدود 600 مليون جنيه إسترليني (673 مليون يورو)، وفق ما ذكرت شبكة Sky Sports البريطانية.
هذه الأرقام أثارت الرأي العام الإنجليزي، وأندية "البريميرليغ" أيضاً، وحتى أندية الدوريات الأخرى، وعلت التساؤلات حول إمكانية أن يكون تشيلسي قد خالف قانون اللعب المالي النظيف.
ما هو قانون اللعب المالي النظيف؟
بدأت اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في العمل على سن قانون يحد من الإنفاق الهائل للأندية، والذي يهدف إلى الحد من الخسائر المادية على مدار 3 سنوات، ومن هنا بدأ اعتماد قانون اللعب المالي النظيف.
كان ذلك في عام 2009 في عهد الفرنسي ميشيل بلاتيني، ثم تم إقرار القانون رسمياً بدءاً من موسم 2011-2012.
ويفرض القانون على الأندية أن يكون حجم إنفاقها مساوياً تماماً لحجم إيراداتها، بمعنى ألا يكون هناك أي عجز مالي.
ويتعرض النادي المخالف لقانون اللعب المالي النظيف لعقوبات "اليويفا"، التي تبدأ بلفت النظر والتوبيخ، وخصم نقاط، وصولاً في آخر الأمر إلى الحرمان من المشاركة في المسابقات القارية.
وكان من أهم بنود قانون اللعب المالي النظيف ألا تزيد خسائر الأندية في موسم 2011-2012 على 45 مليون يورو، وفي الموسم التالي ألا تزيد على 30 مليون يورو، وفي الثالث ألا تتجاوز 15 مليون يورو، وصولاً إلى صفر خسارة في الموسم الرابع.
كيف نجح تشيلسي في إنفاق ذلك المبلغ الهائل؟
كشف الخبير المالي كيران ماغواير عن استغلال تشيلسي إحدى الثغرات في قانون اللعب المالي النظيف، والتي نجح من خلالها في إبرام كل تلك التعاقدات المثيرة للجدل.
وقال ماغواير: "كل في ما الأمر أن تشيلسي وزّع تكلفة اللاعبين على سنوات عديدة، من خلال التوقيع معهم على عقود طويلة الأمد".
وأوضح: "وقّع مع ميخايلو مودريك على عقدٍ مدته 8 مواسم ونصف الموسم، بتكلفة 100 مليون يورو، فعند تقسيمها على تلك المدة، نجد أن تشيلسي أنفق ما يقرب من 12 مليون يورو سنوياً".
وزاد ماغواير: "يبدو أن هذه هي استراتيجية تشيلسي التي استخدموها خلال العمليات الأخيرة".
وأضاف: "تشيلسي خطّط في اتجاهين مختلفين، إذا نجح هؤلاء اللاعبون فإنه حمى نفسه من عروض الأندية الأخرى، لأنه سيكون أمامهم سنوات طويلة، أما الجانب السلبي ففي حال عدم انسجامهم وتقديم المطلوب، فإنهم سيثقلون كاهل النادي بأجور مرتفعة على مدار ست أو سبع أو ثماني سنوات".
وأشار الخبير المالي إلى أن تشيلسي قد يتعرض لصدمة مدوية، في حال عجز الفريق عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا للموسم القادم 2023-2024.
ويحتل تشيلسي حالياً المركز العاشر من جدول تريب الدوري الإنجليزي، بفارق 10 نقاط كاملة عن المركز الرابع، مع تبقي 16 مباراة على نهاية المسابقة.
وأتم ماغواير: "أعتقد أن الأمر (حجم الإنفاق) فاجأ كثيراً من الناس مقارنة بما رأيناه في عهد الروسي رومان أبراموفيتش".
تشيلسي متهم بالتحايل
في هذه الأثناء أكدت صحيفة daily mail البريطانية، أن تشيلسي متهم بالتحايل على قواعد اللعب المالي النظيف في الدوري الإنجليزي الممتاز، عبر إبرامه عقوداً طويلة الأجل في صفقاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم يسمح للأندية بمنح اللاعبين عقوداً تصل إلى 5 سنوات، لكن "البلوز" تجاوز ذلك.
وإضافة إلى مودريك، فقد ربط تشيلسي، الأرجنتيني إنزو فيرنانديز بعقد طويل الأجل مدته ثمانية مواسم ونصف الموسم، بينما يمتد عقد الفرنسي بينوا بادياشيل لمدة ستة مواسم ونصف الموسم، ومع ويسلي فوفانا ومارك كوكوريلا لمدة سبعة وستة مواسم على التوالي.
ووضع تشيلسي بنداً يسمح له بتمديد العقد من طرفه فقط، وهو الأمر الذي أكدت "ديلي ميل" أن "البلوز" تجاوز من خلاله قواعد "الفيفا"، في وقت ترى أندية "البريميرليغ" أن هذه الطريقة تُعد احتيالاً على قواعد الاتحاد المحلي أيضاً.
اليويفا يتحرك لمنع تكرار ذلك
ذكرت صحيفة the times البريطانية، أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تحرك سريعاً وقرر فرض قواعد جديدة، لتجنب تكرار ما فعله تشيلسي في المستقبل.
وقرّر "يويفا" السماح للأندية بالتعاقد مع اللاعبين لمدة لا تزيد على خمسة مواسم، وهو قرار سيبدأ تطبيقه اعتباراً من صيف عام 2023، ولم يُنظر إليه بأثر رجعي، ما يعني أن تشيلسي استفاد كثيراً من الثغرة.
وقالت الصحيفة في تقريرها: "لن تتمكن الأندية من استنساخ تجربة تشيلسي في المستقبل، مع تحرك الاتحاد الأوروبي لسد الثغرة حول تمديد رسوم النقل على العقود الطويلة".
وأضافت: "اعتباراً من الصيف المقبل، ستكون الأندية قادرة فقط على توزيع رسوم الانتقال على خمسة مواسم".
صفقات تشيلسي في يناير 2023
1– بنوا بادياشيل من موناكو الفرنسي (40 مليون يورو – ينتهي عقده يوم 30 يونيو/حزيران 2030)1
2– ديفيد داترو فوفانا من مولدة النرويجي (32 مليون يورو – ينتهي عقده يوم 30 يونيو/حزيران 2029)
3– أندري سانتوس من فاسكو دي غاما البرازيلي (15 مليون يورو – ينتهي عقده يوم 30 يونيو/حزيران 2030)
4– جواو فيلكس إعارة من أتلتيكو مدريد الإسباني حتى نهاية الموسم الحالي مقابل 11 مليون يورو
5– ميخايلو مودريك من شاختار الأوكراني (100 مليون يورو – ينتهي عقده يوم 30 يونيو/حزيران 2031)
6– نوني مادويكي من أيندهوفن الهولندي (32 مليون يورو – ينتهي عقده يوم 30 يونيو/حزيران 2030)
7- مالو غوستو من ليون الفرنسي (30 مليون يورو، وسيبقى مع ليون ثم ينضم إلى تشيلسي بدءاً من موسم 2023-2024، ويستمر عقده مع البلوز حتى يوم 30 يونيو/حزيران 2030)
8– إنزو فيرنانديز من بنفيكا البرتغالي (121 مليون يورو – ينتهي عقده يوم 30 يونيو/حزيران 2031).