الدوري الإنجليزي بين انهيار ليفربول وثورة أرسنال

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/19 الساعة 12:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/19 الساعة 12:16 بتوقيت غرينتش

لاشك أن الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هو من أكثر المواسم إثارة في تاريخ البطولة الأقوى في العالم، لأن ليفربول تحت قيادة الألماني، يورجن كلوب، الذي صنع المجد رفقة الريدز منذ قدومه عام 2015، أي قبل نحو 8 سنوات تقريباً، هو نفسه الفريق الذي انهار فجأة هذا الموسم.

وأيضا التطور الرهيب الذي يعيشه فريق أرسنال في الموسمين الأخيرين، بقيادة شابة لتدريب الفريق؛ حيث يتصدر أرسنال ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 47 نقطة، ويحتل ليفربول المركز الثامن برصيد 28 نقطة.

ونستعرض معكم أهم أسباب سقوط الليفر المدوي هذا الموسم، وتفوق مدفعجية لندن من جهة أخرى، من خلال النقاط التالية:

1- عدم تغيير طريقة اللعب

عدم تغيير هوية الفريق داخل أرض الملعب هو من أخطر أسباب سقوط ليفربول، حيث تم بيع أحد أهم لاعبي الفريق خلال السنوات الماضية، وهو السنغالي ساديو ماني، الذي يشغل مركز الجناح الأيسر، بالإضافة إلى استقدام لاعب آخر في مركز قلب الهجوم، وهو الأوروغوياني داروين نونيز مهاجم بنفيكا، الذي كان في أزهى مستوياته مع فريقه السابق بنفيكا البرتغالي، بالإضافة إلى التعاقد في الانتقالات الشتوية الحالية مع الهولندي الذي تألق في كأس العالم 2022 كودي جاكبو، وبالتالي فإن كلوب كان عليه تغيير طريقة اللعب لكي تناسب الصفقات الجديدة، كأن يلعب الفريق بطريقة 4-4-2 مثلاً.

2- الإصابات الطويلة للاعبين

وهناك شق آخر لا يلتفت إليه بعض المشجعين، وهو الإصابات التي ضربت عدد من لاعبي الريدز قبل فترة كأس العالم قطر 2022، حيث تعرض البرتغالي دييجو جوتا إلي الإصابة قبل أسابيع من انطلاق البطولة، وهي التي أدت لغيابه عن منافسات الحدث العالمي، بالإضافة إلي زميله الكولومبي لويز دياز الذي سيغيب لمدة 3 أشهر، بدأت في نوفمبر الماضي، وستنتهي في فبراير المقبل.

2- سياسة التعاقدات

على مدار السنوات الماضية كانت سياسة ملاك نادي ليفربول هي ضم لاعبين مواهب، من مختلف الدوريات وتحويلهم إلى أساطير داخل قلعة "أنفيلد"، مثل لويس سواريز، الذي قدم مستويات خرافية ساهمت في منافسة فريقه على لقب الدوري موسم 2013-2014، قبل أن ينتقل إلى العملاق الكتالوني برشلونة، وصولاً إلى الجيل الحالي الذي يوجد فيه محمد صلاح، الهداف التاريخي للجيل الحالي من لاعبي ليفربول، إضافة إلي المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك والسنغالي ساديو ماني، الذي تم بيعه إلى بايرن ميونيخ الألماني.
 

ولكن كانت توجد مشكلة تواجه الإدارة دائماً، وهي وضع سقف في عقود اللاعبين أو أثمان انتقال اللاعبين إلى ليفربول، الأمر الذي يجعل أمر حسم التعاقد مع هؤلاء اللاعبين يبدو مستحيلاً، على الرغم من أن بعضهم قد يكون مناسباً لأسلوب لعب الفريق، أو في بعض الأحيان يكون عائق في طريق تجديد عقود بعض لاعبي الريدز.

وهنا نأتي إلى الشق الثاني، وهو الثورة الكروية التي يقوم بها أرسنال، متصدر ترتيب البريميرليغ، بفارق 8 نقاط عن حامل لقب آخر موسمين، وهو مانشستر سيتي.

وإليكم بعض نقاط تفوق أرسنال خلال الموسم الحالي:

1- الصبر والإيمان

كانت مشكلة أرسنال منذ رحيل آرسين فينجر، المدرب التاريخي للمدفعجية، هي عدم وجود مشروع حقيقي، لعودة الفريق إلى منصات التتويج، حيث تم استقدام المدرب الإسباني أوناي إيمري ووصل معه الفريق إلي نهائي الدوري الأوروبي ولكن خسروا أمام تشيلسي 4-1.

وهو ما دعا إلى الصبر في اختيار المدرب القادم مع التخلص من بعض لاعبي الفريق الذين يتقاضون رواتب ضخمة دون تحقيق ألقاب.

وهنا جاءت اللحظة التي أعلن فيها ميكيل أرتيتا رحيله عن مانشستر سيتي، بعد مسيرة تدريبية كمساعد مع بيب غوارديولا، حيث أعلن الفريق اللندني عن تعيين أرتيتا مدرباً للفريق عام 2019

وبدأت القصة تؤتي ثمارها بحصد لقب كأس الاتحاد الإنجليزي على حساب تشيلسي بهدفين مقابل هدف، ومن هذه اللحظة بدأ الإيمان بمشروع مدرب شاب، وهو في ذات الوقت لاعب سابق للنادي، من أجل العودة.

2- إظهار الشخصية والحماسة الكبيرة

وسريعاً ما أظهر ميكيل أرتيتا شخصية قوية، أمام لاعبي الفريق، وذلك مع دعم إدارة النادي، مثلاً عندما حاول الغابوني، بيير إيمرك أوباميانغ، خرق قواعد الفريق، عاقبته الإدارة بموافقة أرتيتا بسحب شارة القيادة منه قبل أن يتم الاستغناء عنه إلى برشلونة.

وفي خلال إدارته للمباريات مع الجانرز تجده دائماً ما يوجه لاعبيه بحماسة كبيرة، وحتى داخل غرف الملابس تجد أرتيتا يصرخ في وجه لاعبيه ويحثهم على بذل مزيد من الجهد.

3- تطور لاعبي الفريق

دائماً كانت مشكلة الفريق هي عدم منح فرص حقيقية لبعض لاعبي فريق الشباب والأكاديمية فرصة الظهور مع الفريق الأول، ولكن عندما تم منحهم الفرصة ظهروا بصورة رائعة، بالإضافة إلى حسن انتقاء المواهب من جميع أنحاء العالم، فمثلاً جاءت إدارة الفريق بلاعب مثل غابرييل مارتينيلي من فريق في الدرجة الرابعة بالبرازيل.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

يوسف السكري
صحفي رياضي
صحفي رياضي
تحميل المزيد