تمكن اللاعب المصري محمد السيد، المحترف في لعبة سلاح سيف المبارزة، من الحصول على الميدالية الذهبية في بطولة كأس العالم بإيطاليا، بعد الفوز على 3 لاعبين إسرائيليين في الأدوار المختلفة للبطولة.
"عربي بوست" حاور البطل المصري للتعرف على مشاعره خلال تلك المواجهات واستعداداته الاستثنائية لها، وردود أفعال المسؤولين قبل وبعد تلك المواجهات وأيضاً طموحاته في المستقبل.
حدثنا أكثر عن نفسك وبداية معرفتك باللعبة؟
اسمي محمد السيد سامي. ألعب لمنتخب مصر في رياضة سلاح سيف المبارزة وعمري 19 عاماً.
بداية معرفتي بهذه اللعبة هو والدي الذي يمتلك صالة سلاح ويقوم بتدريب العديد من الأشخاص بداخلها في مركز طنطا بمحافظة الغربية. كنت أذهب مع والدي لصالة التدريب منذ صغري وأشاهد اللاعبين وتدريباتهم، ومنذ ذلك الوقت أحببت ممارسة رياضة سلاح سيف المبارزة وتعلقت بها وقررت أن أكون أحد أبطالها.
لماذا قررت مواجهة لاعب إسرائيلي في نهائي كأس العالم بإيطاليا؟
قررت مواجهة اللاعب الإسرائيلي لأنني ذهبت لبطولة كأس العالم لأحصل عليها. لا أنظر إلى جنسيات اللاعبين الذين أبارزهم في كل الأدوار، ولا أرى مثل تلك الأمور بمنظور سياسي على الإطلاق.
لكن في مثل تلك المواجهات، يكون لدي حافز أكبر على الانتصار ولا أريد الخسارة على الإطلاق، وأتعامل أني أبارز لاعباً عادياً، ولا أخاف على الإطلاق وأشجع نفسي على أن تكون ثقتي بنفسي لا حدود لها لأتمكن من هزيمة اللاعب خاصة عندما أكون واثقاً من إمكانياتي.
هل أنت صاحب قرار مواجهة اللاعب أم مسؤولو المنتخب؟
أنا صاحب القرار مع مدربي، لأنه لم يتحدث معي أي مسؤول بخصوص تلك المواجهات، خاصة أني أرفض تماماً فكرة الانسحاب أمام هؤلاء اللاعبين.
لا أنظر إلى جنسية اللاعب أو علم بلاده، وأعتبره لاعباً منافساً، وأبذل كل مجهود داخل المباراة لأتمكن من هزيمة الخصم، ولو حدث ذلك أحمد الله وأشكره وأجهز نفسي للمواجهة التالية، ولو حدثت الخسارة أحاول التركيز على عيوبي وأخطائي في تلك المبارزة لتصحيحها فيما بعد والاستفادة منها.
هل هناك أي لوم من أي مسؤول أو شخص بسبب قرار المواجهة؟
لا لم يحدث ذلك، ولم يتناقش معي أحد قبل المباراة على الإطلاق بخصوص مواجهة لاعبين إسرائيليين، وأيضاً لم يتناقش أي مسؤول مع المدرب الخاص بي في بطولة كأس العالم بإيطاليا.
وجهة نظري أن المواجهة داخل الحلبة هي أفضل حل، وأن الانسحاب من تلك المواجهات يعد هزيمة أكبر من خسارة المباراة. أنا بيدي سلاح والمنافس لديه سلاح وكلانا حصل على تدريباته، لذا فالمواجهة هي الحل المثالي والأفضل ودائماً ما يكون همي في مثل تلك المباريات هو التركيز الشديد لكسب المنافس.
البعض يعتبر مواجهة لاعبين إسرائيليين في أي رياضة نوعاً من أنواع التطبيع.. فما هو شعورك أثناء المواجهة؟
كما ذكرت مسبقاً، لا أنظر لمثل تلك الأمور من منظور سياسي على الإطلاق، وأراها رياضة فقط ومنافسة يجب أن تنتهي بفائز وخاسر.
في مثل تلك المواجهات أركز في تدريباتي قبلها ليكون هدفي الفوز فقط، وأيضاً في مواجهات اللاعبين الإسرائيليين أشعر في قرارة نفسي أنني أخوض "حرباً"، ويجب أن أنتصر. لا أريد الخسارة على الإطلاق لرفع علم بلدي مصر عالياً وتشريفها.
وللعلم، في حالة الانسحاب من الممكن أن تصل العقوبات الموقعة على اللاعب المنسحب إلى حد الشطب، وبالتالي ستكون الخسارة قاسية على الجميع، بداية من اللاعب مروراً بالاتحاد وأيضاً المسؤولين.
كيف كانت استعداداتك لتلك المواجهة الاستثنائية؟
استعددت لتلك المواجهة بتدريبات وتركيز أعلى من كل المواجهات الأخرى، وتكون المباراة جادة ومهمة لي أكثر من غيرها، لأن مثل تلك المواجهات تكون محل حديث المصريين خاصة بعد انتهائها؛ نظراً لحساسيتها ووجود منافس إسرائيلي أمام لاعب مصري.
الجميع يعرف خلفية الصراع القديم بين المصريين وإسرائيل، ولكن أنا دائماً أكون شديد التركيز على تدريباتي ودراسة الخصم ولا أركز عليها سياسياً لأكون في قمة تركيزي، وأتمكن من الفوز بخطة معينة تمكنني من الفوز.
ماذا فعلت بعد الفوز على اللاعب الإسرائيلي وحصلت على الميدالية الذهبية؟
كانت فرحتي عارمة بعد الفوز بالميدالية الذهبية لبطولة كأس العالم بإيطاليا لسلاح سيف المبارزة، ولا أخفيك سراً أن الفرحة كانت مضاعفة بعد الفوز على لاعب الكيان الصهيوني، خاصة أن البطولة كانت صعبة للغاية وشعرت براحة كبيرة بعد الفوز لأني ومدربي وجميع المسؤولين المرافقين لي في الرحلة جميعاً بذلنا مجهوداً كبيراً لتحقيق تلك البطولة.
هل صافحت اللاعب الإسرائيلي قبل أو بعد المباراة؟
في مثل تلك المواجهات أعمل على تحية اللاعب وجهازه الفني فقط دون المصافحة، خاصة أن الجميع لا يركز مع المصافحة بالأيدي مع انتشار فيروس كورونا في الفترة الماضية.
ولو كانت هناك ملاحظات من الاتحاد الدولي لرياضة سلاح سيف المبارزة حول ممارسات سياسية داخل المباريات يتم تطبيق عقوبات تصل للشطب، وسيكون وقتها الانتصار للاعب المنافس.
أنا مبدئي في مثل تلك المباريات أنه لا ينبغي على الإطلاق الانسحاب وتخسر مباراة أو بطولة بسبب لاعب صهيوني، ولكن لا بد من الثقة بالنفس ومواجهته والفوز عليه، ووقتها تكون الفرحة والسعادة مضاعفة.
هل هناك قواعد خاصة بلعبة سلاح المبارزة بخصوص مصافحة اللاعبين لبعضهم؟
نعم، هناك قواعد خاصة بتحية اللاعب والجهاز الفني قبل وبعد أي مباراة ويجب الالتزام بذلك، ولكن المصافحة بالأيدي لم تعد ذات أهمية بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا وبالتالي فلا تكون هناك ملاحظات عند عدم مصافحة لاعب الكيان الصهيوني باليد، وتكون التحية بالسيف من مسافة بعيدة فقط.
لكن لو رفضت التحية سيعتبرك الاتحاد الدولي ضد قواعد اللعب النظيف ويوقع عليك عقوبات قاسية.
كيف رأيت ردود الأفعال عقب فوزك في تلك المواجهة وحصولك على الميدالية الذهبية؟
كل ردود الأفعال كانت إيجابية للغاية وأسعدتني تماماً، خاصة أن تلك البطولة لاقت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حالة الخسارة أتابع أيضاً ردود الأفعال لأتمكن من تصحيح أخطائي لأتمكن من الفوز في المرات المقبلة.
هل حصلت على الدعم الكافي خلال بطولة العالم من حيث التدريبات والاهتمام؟
بالفعل حصلت على كل الدعم من قبل اتحاد سلاح سيف المبارزة، وأنا حالياً أدرس في أمريكا وأحصل على تدريباتي داخل الجامعة، والاتحاد يشارك في كل البطولات الدولية ويهتم مسؤولو اللعبة بالتدريبات والتجهيز الجاد لكل بطولة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والميداليات، وفي كل بطولة أشارك بها تكون كل السفريات الخاصة بي على نفقة الاتحاد.
هل حدث أي تواصل بينك وبين مسؤولي اللجنة الأولمبية قبل أو بعد مواجهة اللاعب الإسرائيلي؟
لم يحدث أي تواصل بيني وبين مسؤولي اللجنة الأولمبية قبل أو بعد تلك المواجهة.
وللعلم في بطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في إيطاليا واجهت 3 لاعبين من إسرائيل وتمكنت من هزيمتهم جميعاً.
ففي دور الـ16 فزت على لاعب إسرائيلي بنتيجة 15 مقابل 14، وفي دور الثمانية واجهت لاعباً إسرائيلياً آخر وتمكنت من الفوز عليه بنتيجة 15 مقابل 11، وفي النهائي واجهت أيضاً لاعباً إسرائيلياً وتُوجت بالميدالية الذهبية على حسابه بنتيجة 15 مقابل 13.
كيف ترى دعم الدولة ووزارة الشباب والرياضة للرياضيين في الفترة الأخيرة؟
لا أحد يستطيع أن ينكر ما تقدمه وزارة الشباب والرياضة من دعم لا محدود لكل الرياضيين في الفترة الأخيرة، وأيضاً هناك دعم خاص لاتحاد وبطولة سلاح سيف المبارزة.
دائماً ما تصلنا رسائل من وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي لتحفيزنا وأيضاً تلبية كل طلبات الرياضيين، وبالنسبة للأمور المالية فلم تكن هناك أي أزمة على الإطلاق وشاركنا في كل البطولات خارج مصر على نفقة الاتحاد، ولم نشعر بالأزمات المالية التي ضربت العالم أجمع خلال الفترة الماضية.
كيف كان دعم أسرتك لك في تلك الرياضة؟
دائماً ما تدعمني أسرتي بشكل كامل دون حدود على الإطلاق. كما يساعدونني جميعاً في الحصول على أفضل تدريبات ممكنة دون أية ضغوط، كما يقدمون لي العون من خلال تشجيعهم على خوض مباريات أكثر والاشتراك في بطولات أكثر للحصول عليها وكسب الثقة أكثر من خلال حصد المزيد من الألقاب والبطولات.
توفر أسرتي لي المناخ الجيد للتدريبات وأيضاً للتركيز في البطولات. والدتي لها دور كبير في تنظيم الأوقات الخاصة بي وترتيب أموري اليومية دون أزمات، وأيضاً تنظم حياتي خارج التدريبات والرياضة، وذلك يساعدني أكثر في التركيز.
والدي ومدربي دائماً ما يساعداني في التدريبات اليومية والتحضيرات الخاصة بأي مباراة في أي بطولة أخوضها.
هل تتذكر أول بطولة لك؟
بالطبع أتذكرها. كانت أول بطولة لي في ألمانيا تحت سن 11 و13 سنة، وهي أول بطولة دولية لي على الإطلاق في رياضة سلاح سيف المبارزة، وحصلت خلالها على الميدالية الذهبية تحت 11 سنة، وأيضاً تحت 13 سنة.
هذه البطولة كانت بداية الانطلاق لي في خوض مباريات أكثر، والمشاركة في بطولات دولية أكثر، وتمثيل منتخب مصر في أكثر من بطولة منذ ذلك الوقت.
لا أستطيع نسيان مشاركتي في أولمبياد طوكيو 2020 رغم عدم اكتمال الحلم الذي انتهى في دور ربع النهائي بعد الهزيمة أمام البطل الأوكراني بنتيجة 15 مقابل 13.
أيضاً لا أنسى تحقيقي المركز الرابع في أولمبياد الشباب بالأرجنتين عام 2018، والمركز الثالث ببطولة كأس العالم للناشئين عام 2021.
متى قررت أن تكون لاعباً محترفاً؟ وما هي طموحاتك في المستقبل بخصوص رياضة سلاح المبارزة؟
بدأت ممارسة رياضة سلاح سيف المبارزة منذ عامي السادس واحترفت تلك الرياضة عند عامي العاشر، وشاركت في بطولات دولية مع منتخب مصر وكان عمري إحدى عشر سنة.
طموحاتي في المستقبل هي بذل كل ما هو ممكن من مجهود لصالح تلك الرياضة لأتمكن من تحقيق أكبر قدر من البطولات والإنجازات في فترة لعبي وممارستي للرياضة، وتشريف مصر في كل المحافل الدولية والبطولات العالمية، وفي النهاية تخليد اسمي ضمن أبطال رياضة سلاح سيف المبارزة.