أشعل مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك المصري، الأجواء داخل جدران القلعة البيضاء، بعد اتهامه للثنائي أحمد فتوح وعبد الله جمعة، لاعبي الفريق الأول لكرة القدم، بتعاطي مواد مخدرة.
فعقب هزيمة الزمالك أمام الداخلية، الخميس، 5 يناير/كانون الثاني في الدوري المصري، أعلن مرتضى منصور إيقاف أحمد فتوح وعبد الله جمعة، وإحالتهما للتحقيق، وإجراء تحاليل لهما بمعرفة طبيب الفريق محمد أسامة، "لتعاطيهما المخدرات"، على حد قوله.
وقبل المباراة أعلن جوسفالدو فيريرا، مدرب الزمالك، استبعاد أحمد فتوح وعبد الله جمعة؛ للاشتباه في إصابة الثنائي بفيروس كورونا، ولكن مرتضى منصور "قلب الطاولة" على الجميع.
مرتضى يُطلق قنبلة "المخدرات"
وأفلت الزمالك من تلقي خسارته الثانية على التوالي في بطولة الدوري المصري لكرة القدم هذا الموسم، بعد أن تعادل بشق الأنفس 1-1 مع ضيفه الداخلية، الخميس، في الجولة 12 للمسابقة.
عقب تلك النتيجة المخيبة، خرج مرتضى منصور عبر صفحته الرسمية وقال إنه قرر إيقاف كلٍّ من أحمد فتوح وعبد الله جمعة وإحالتهما للتحقيق وإجراء تحاليل لهما بمعرفة الدكتور محمد أسامة "لأسباب لن نفصح عنها، والتأكيد على أنهما غير مصابين بفيروس كورونا مع عرضهما للبيع".
ولم يكتفِ مرتضى بهذا التصريح، بل خرج على الهواء مباشرة بقناة "الزمالك" وأعلن أن عبد الله جمعة وأحمد فتوح يتعاطيان المواد المخدرة، وعلى رأسها الحشيش، وأن اللاعبين فوجئا بوجود تحليل للمنشطات فقررا الخروج من القائمة.
فتوح ينفي ويطالب مرتضى بالدليل
ونفى أحمد فتوح، لاعب نادي الزمالك اتهامات مرتضى منصور له بتعاطي المواد المخدرة، مؤكداً أنه اتهام لا أساس له من الصحة.
وقال فتوح في تصريح خاص لـ"عربي بوست" إنه تعرض لنزلة برد خلال وجوده في أسوان بالجولة الماضية، وتحامل على نفسه، ولكن طبيب الفريق شك في وجود أعراض كورونا أو الفيروس المتحور منه، فقرر استبعادي مع زميلي عبد الله جمعة.
وأكد فتوح أنه لاعب دولي كبير، وتدرّج في الفئات السنية المختلفة مع منتخب مصر، وخضع لعشرات الاختبارات للمواد المنشطة، وجاءت جميع النتائج سلبية، ما يثبت أنه لا يتعاطى أي نوع من عقاقير أو مواد مخدرة.
وطلب فتوح من مرتضى منصور أن يخرج بأي أوراق أو نتائج تحاليل تثبت أنه يتعاطى أي شيء، وفي هذه الحالة "سأعتذر له، وأعتزل كرة القدم".
لماذا اختار مرتضى فتوح وعبد الله جمعة تحديداً؟
تواصل "عربي بوست" مع مصدر مسؤول داخل نادي الزمالك حول حديث مرتضى منصور بشأن تعاطي أحمد فتوح وعبد الله جمعة المواد المخدرة.
وفجّر المصدر – الذي رفض ذكر اسمه – مفاجأة بأن مرتضى منصور كان متربصاً بهذا الثنائي مع 3 لاعبين آخرين، كي يطردهم من النادي.
وكشف المصدر عن السبب "الصادم" الذي جعل مرتضى يتهم الثنائي بتعاطي مواد مخدرة، قائلاً إن مرتضى ما زال غاضباً وناقماً على 5 لاعبين، وهم أحمد فتوح وعبد الله جمعة ومحمود حمدي الونش وإمام عاشور، بسبب قيام هذا الخماسي بتجديد تعاقدهم مع الزمالك في عهد اللجنة المؤقتة برئاسة حسين لبيب.
وأوضح: "مرتضى منصور لا يحب إلا نفسه، ولو طال هدم النادي لمصلحته الشخصية فلن يتأخر. خلال تجديد اللجنة المؤقتة برئاسة حسين لبيب مع الخماسي السابق تواصل مرتضى وابنه أمير معهم وطالبهم بعد التجديد كي يظهر حسين لبيب أمام الجماهير بالفاشل، ولكن هؤلاء اللاعبين قالوا إنهم سيتعاقدون مع الزمالك وليس مع أشخاص، ما تسبب في غضب مرتضى عليهم والتربص بهم".
وواصل: "حاول مرتضى الموسم الماضي تأليب الجماهير على أحمد زيزو، وأنه سيرحل لقطر أو الإمارات بسبب عرض ضخم، وأنه سيبيع الزمالك بسبب الشرط الجزائي الذي وضعه حسين لبيب، ولكن زيزو كان ذكياً وأبطل المخطط وأوصل للجماهير أنه يريد البقاء في الزمالك، ما جعل مرتضى يوافق على تمديد عقده بالمبلغ الذي يرضيه، تجنباً للصدام مع الجماهير، ولكن خرج في بروباغندا بأنه أنقذ الفريق من رحيل لاعب كبير بحجم زيزو بسبب شرط جزائي ضعيف وضعه حسين لبيب".
وتابع: "منذ حوالي شهرين وفي عز تألق إمام عاشور، رفض مرتضى توثيق العقد الجديد الذي وقعه إمام عاشور في عهد حسين لبيب كي يدفع للاعب مبالغ صغيرة على عقده القديم و(يلوي دراعه) بالتجديد بشروطه، ولكن اللاعب رفض وقال له أنا موافق على الفلوس القديمة وعقدي ما زال به عامان، ما سبّب صدمة لمرتضى ونجله أمير الذي فوجئ برد فعل إمام غير المتوقع".
ووفقاً للمصدر، فإن مرتضى ونجله طالبا عبد الله جمعة ومحمود حمدي الونش بكتابة عقدين جديدين بدلاً من الموقعين في عهد حسين لبيب، إلا أنهما رفضا، مع جعل مرتضى ينتظر أي فرصة للتخلص منهما.
واستطرد: "جاءت الفرصة لمرتضى على طبق من ذهب عندما تم استبعاد عبد الله جمعة وأحمد فتوح من قائمة مباراة الداخلية، فانتهز مرتضى الفرصة وقام باتهام هذا الثنائي بتعاطي المواد المخدرة، كي يشفي غليله أولاً من رفضهما لطلباته بتمزيق العقود القديمة وكتابة عقود جديدة، وثانياً أنه كان متوقعاً أن تقف الجماهير في صفه وتهاجم اللاعبين".
"ما حدث هو العكس، أن الجماهير وقفت في صف اللاعبين ضده، واتهمته بأنه يريد هدم المعبد على الجميع، خاصة بعد تصريحات فيريرا مدرب الفريق، والتي نفى فيها تعاطي اللاعبين للمخدرات، بالإضافة إلى تأكيد فتوح أنه مستعد للتحاليل، ما جعله يشعر بالغضب والضيق والندم، بعد أن فشل في مسلسل الإلهاء وانقلبت الآية عليه".
واختتم: "مرتضى يشعر بالندم، ليس لأنه اتهم أشخاصاً أبرياء، ولكن لأنه ورَّط نفسه أمام الجماهير، كونه مضطراً لإظهار دليل مادي وحسي على تعاطيهما المخدرات، وهو ما لا يستطيع فعله، كما أنه وحد الجميع خلف مدرب الفريق".
يُذكر أن جماهير الزمالك أطلقت هاشتاج #فيريرا_فوق_الجميع بعد أن قام مرتضى بتوجيه عبارات لوم ونقد لاذع للمدرب البرتغالي.
الزمالك يرفض الاستمرار في الدوري
يُذكر أن نادي الزمالك أعلن أمس رفضه الاستمرار في المشاركة ببطولة الدوري المصري لكرة القدم، أو أي مسابقة تحت رئاسة اتحاد الكرة ببلاده.
وقال رئيس النادي مرتضى منصور، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، إن مجلس الإدارة قرر عدم الاشتراك فيما وصفه بالتمثيلية الهزلية التي يقودها اتحاد الكرة مع لجنة الحكام، والتي هدفها إهداء النادي المنافس بطولة الدوري.
وعقب خسارته 1-2 أمام أسوان، العائد للمسابقة هذا الموسم، ابتعد الزمالك خطوة جديدة عن الصدارة التي يتربع عليها غريمه التقليدي الأهلي، بعد تعادله مع الداخلية، الصاعد الآخر للبطولة هذا الموسم.
وأصبح في جعبة الزمالك 25 نقطة، في المركز الثاني بترتيب المسابقة، بفارق 5 نقاط خلف الأهلي، بينما رفع الداخلية رصيده إلى 9 نقاط في المركز السادس عشر (الثالث من القاع)، ليفرط في فرصة ابتعاده عن مراكز الهبوط.