رفض رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، اتهامه بـ"قلة الأدب" خلال حضوره جنازة أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه، وذلك في أول رد له على الانتقادات التي وُجهت لرئيس أكبر هيئة رياضية في العالم بسبب تصرفاته في الجنازة.
حيث تناقل عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023، صورة تظهر جياني إنفانتينو وهو يلتقط صور سيلفي مع مجموعة من الأشخاص، على مقربة من جثمان الراحل، بينما تعلو الابتسامة محياه، ما أثار استهجان وغضب العديد من عشاق الأسطورة البرازيلي.
كما انتقد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إدلاء جياني إنفانتينو بتصريحات تلفزيونية خلال جنازة بيليه، واعتبروا أن رئيس الفيفا لم يحترم الحدث الحزين الذي تمر به البرازيل، ولم يتعامل بلباقة مع ظروف المناسبة.
جياني إنفانتينو يرد على الانتقادات
رد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يتأخر كثيراً، ونشر رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، رفض فيها كل الانتقادات التي تصف سلوكه بـ"قلة الاحترام" تجاه الأسطورة بيليه.
كما كتب إنفانتينو في رسالته قائلاً: "وصلت للتو من رحلتي الطويلة قادماً من البرازيل، وأُخبرت بأنني تعرضت للانتقاد من طرف بعض الأشخاص، بسبب التقاطي صور سيلفي أثناء مراسم التأبين".
أضاف جياني إنفانتينو: "أريد التوضيح أنه كان لي الشرف أن طلب مني بعض الزملاء السابقين، وأفراد عائلة بيليه، التقاط صور معهم، وكما لاحظتم استجبت لهم مباشرة".
رئيس الفيفا أوضح أيضاً: "بخصوص صور السيلفي، لقد طلب مني أحد الزملاء السابقين لبيليه أن ألتقط معه صور سيلفي جماعية، وهو لا يعرف كيف يقوم بذلك، لذلك أخذت هاتفه والتقطت الصورة لنا جميعاً من أجله".
كذلك، شدد إنفانتينو على أنه سيكون دائماً "مساعداً وفي خدمة زملاء بيليه، باعتبارهم من صناع تاريخ كرة القدم"، على حد تعبيره. وختم "أحب بيليه كثيراً، وأنا من أشد المعجبين به، ولا يمكنني أبداً أن أقوم بأي شيء يقلل من احترامه خلال المراسم".
كما طالب جياني إنفانتينو الأشخاص الذين "نشروا هذه الأخبار دون التأكد من المعلومة بأن تكون لهم الجرأة أن يقروا بأنهم كانوا على خطأ".
جنازة بيليه
شيع الآلاف في البرازيل، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني، جنازة أسطورة كرة القدم العالمية بيليه، وذلك في وداع مهيب للاعب، الذي يعتبره الكثيرون الأحسن في تاريخ كرة القدم.
إذ توفي بيليه يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن عمر 82 عاماً. ووصل جثمانه الإثنين إلى سانتوس، حيث اصطف آلاف المشيعين لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، واضطر بعضهم إلى الانتظار ليلة كاملة.
رفع المشجعون لافتة ضخمة بالأسود والأبيض؛ ألوان فريق سانتوس، وارتدى الكثير منهم القميص رقم 10، الذي اشتهر به بيليه في مشواره الكروي. وكانوا يرقصون ويهتفون في الشارع "وحده بيليه سجل ألف هدف".
يوم الثلاثاء، سار النعش فوق سيارة إسعاف 7 كيلومترات في شوارع سانتوس، بينما كانت الطائرات العمودية تحوم فوق الموكب، مثلما هو حال الجنازات الرسمية.
كما مر الموكب أمام بيت والدة بيليه، التي بلغت هذه السنة 100 عام من عمرها. وهناك طلب أحد الأقارب الوقوف دقيقة صمتاً، فساد الصمت، بينما رفعت دونا سيليست يديها إلى السماء تضرعاً. وقد توقف النشاط في مدينة سانتوس الساحلية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
فيما رحب الكثيرون بوحدة المشاعر في البلاد، بعد شهور من التوتر منذ الانتخابات الرئاسية. ويقول ديوفيلو دوفريتاس وهو ينتظر دوره بطابور المشيعين: "بيليه وحّدنا جميعاً".
مع أنه كان من بين أول من ألقوا نظرة على الجثة يوم الإثنين، أحب أن يلقي نظرة ثانية على لاعبه المفضل، "لم يكن أحسن لاعب في العالم فحسب، بل كان إنساناً رائعاً أيضاً".