بدأ المدير الفني لنادي الزمالك المصري لكرة القدم، جيسوالدو فيريرا، في اتخاذ عدة إجراءات للرد على الهجوم العاصف الذي يتعرض له من داخل النادي وعلى القناة الرسمية للزمالك، وهو ما يهدد الاستقرار داخل جدران النادي.
وتسببت الخسارة الأخيرة المفاجئة لنادي الزمالك أمام نظيره أسوان بهدفين لهدف ضمن مباريات الجولة الـ11 من الدوري المصري الممتاز، في تداعيات مقلقة داخل جدران القلعة البيضاء بالنسبة للجماهير وما يتعلق بالمستقبل القريب لفريقهم المحبب.
إذ بدأ ما يمكن وصفه بـ"الحرب الباردة" بين مرتضى منصور رئيس النادي، والمدير الفني البرتغالي، والتي قد تنذر بنهاية العلاقة بين الطرفين.
البداية من طرف مرتضى وقناته
قبل التطرق إلى الإجراءات التي اتخذها المدير الفني، نشير إلى أن بداية هذه الحرب كانت بعد هجوم قناة النادي الرسمية على فيريرا، عن طريق طارق يحيى لاعب الزمالك ومدربه الأسبق ومقدم برنامج على القناة.
فقد انتقد طارق يحيى، فيريرا عمداً وعلناً، وأكد أنه أدار المباراة بشكل خاطئ، وهناك حالة تذمُّر من بعض اللاعبين على طريقة لعبه.
أضِف إلى هذا حالة الغضب داخل الجهاز المساعد للبرتغالي، بسبب عدم أخذ رأيهم في أي شيء من قبل البروفيسور، ووصفه بأنه ديكتاتور منفرد بقراره فقط، حتى لو كان على خطأ، ويتسبب في ضرر للزمالك وهو ما حدث بالفعل أمام أسوان.
فيريرا يردُّ بقوة ويُحرج منصور
وعلِم "عربي بوست" من مصادر مطلعة داخل نادي الزمالك، أن فيريرا غاضب بشدة من هذا الهجوم عليه من قبل قناة النادي الرسمية، ويعلم أن مرتضى منصور رئيس النادي موافق وعلى علم بذلك، بل هو من سمح لطارق يحيى بهذا الهجوم عليه، كنوع من العقوبة له؛ لخسارة لقاء أسوان والتفريط في الصدارة والتسبب في حزن كبير لجماهير الزمالك.
وقرر فيريرا الرد بشكل قوي على تلك الأفعال من قِبل مرتضى وإدارة الزمالك، بعدة قرارات مهمة توضح مدى غضبه الشديد من ذلك الوضع، خاصةً أن تجربته الأولى لم تكن موفَّقة مع مرتضى ورحل بعد مشادات كثيرة بينهما، غير أن العلاقة ليست على ما يرام بين الثنائي إجمالاً.
مقاطعة القناة ورفض السعيد والصفقات
كان أول قرار للبرتغالي هو مقاطعة قناة الزمالك الرسمية بشكل نهائي، وعدم الظهور بها ولا الحديث لها مطلقاً سواء هو أو جهازه الأجنبي بالكامل، في رد فعل سريع له عما تعرض له من نقد بها.
كذلك بدأ فيريرا في حرب باردة مع مرتضى بمعاكسة بعض قرارات الأخير، وأهمها تلك المرتبطة بسوق الانتقالات. فقد قرر فيريرا- وفقاً للمصادر الخاصة- إحراج الإدارة وكشفها أمام الجماهير بالتفريط في كافة الصفقات الصيفية التي جلبوها للنادي؛ لتواضع مستواها وضعفها وعدم تقديمها أي إضافة للفريق ولا للجهاز الفني.
فقد طلب فيريرا الاستغناء عن البنيني سامسون أكينولا والسنغالي إبراهيما نداي مثلما حدث مع زكريا الوردي، مؤكداً أنها صفقات ضعيفة والمسؤول الكامل عنها إدارة الزمالك والمشرف العام على الكرة أمير مرتضى، وجاءت رغماً عنه وأنه قد ثبت فشلها كاملاً للجماهير وكل المتابعين.
كما طلب صفقات بعينها لضمّها في فترة الانتقالات الشتوية في يناير/كانون الثاني، ولن يقبل بغيرها رغم علمه بصعوبة التعاقد معها؛ لتمسُّك أنديتها بها، مثل أحمد ياسين مدافع البنك الأهلي، هذا إضافة إلى طلبه مهاجماً أجنبياً "سوبر".
صعوبة هذه التعاقدات تأتي نتيجة للأزمة المالية التي يعيشها الزمالك والتي تجعله غير قادر على جلب هذا المهاجم وباقي طلبات فيريرا، مما يُظهرهم في موقع الضعف والفشل أمام الجماهير، ويبرئ ساحة فيريرا من أي نتائج سلبية قادمة لعدم وجود دعم جيد للفريق.
القرار الثالث الذي سيتخذه فيريرا للتضييق على إدارة الزمالك التي تحاول تحميله مسؤولية كل الإخفاقات بمفرده بحجة أنها قدمت كل الدعم له ولجهازه من لاعبين وصفقات واستقرار وجماهير وراء الفريق في كل مكان، هو التعنت في موافقته على ضم عبد الله السعيد نجم بيراميدز.
يذكر أن الزمالك أنهى مع عبد الله السعيد كل شيء كما سبق أن نشر "عربي بوست" كافة تفاصيل الصفقة.
فبعد أن وافق فيريرا من قبل على الصفقة بشروط معينة، عاد ليرفضها مؤخراً رداً منه على تجاوزات مرتضى في حقه مؤخراً عقب خسارة أسوان، وأبلغ المشرف العام على الكرة رفضه صفقة السعيد تماماً وأنه لن يسمح بوجوده طالما ظل مدرباً للزمالك.
هذا يضع الإدارة في حرج شديد؛ لاتفاقها الكامل مع اللاعب على كافة شيء، بل وصله كذلك جزء من مقدم التعاقد.
وأخيراً قرر الثعلب البرتغالي عدم الموافقة على أي صفقة يقترحها أمير مرتضى والإدارة في الفترة القادمة، دون موافقته الكاملة هو وجهازه الفني عليها، ولن يقدم أي تسهيلات معهم كما فعل في انتقالات الصيف لأسباب مختلفة.
وعبَّر فيريرا- بحسب المصادر- عن غضبه الشديد بتلك القرارات الحاسمة تجاه مرتضى منصور ممثلاً لإدارة الزمالك، بعد الذي قام به ضده في الأيام الأخيرة، ليشنّ حرباً باردة عليه ويبقى الزمالك على صفيح ساخن.