احتفل منتخب المغرب قبل المباراة بإنجازه التاريخي بعدما أصبح أول فريق أفريقي وعربي يصل إلى قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم، لكن المشاكل البدنية عرقلت استمرار القصة الخيالية.
وقبل إعلان التشكيلة الأساسية ثارت شكوك حول مشاركة ثنائي الدفاع القوي المكون من نايف أكرد والقائد رومان سايس والظهير الأيسر نصير مزراوي في ظل إصابتهم في مباريات سابقة.
سبب خسارة المغرب أمام فرنسا
ولم يشارك أكرد ومزراوي خلال الفوز 1-0 على البرتغال في دور الثمانية، بينما خرج سايس مصاباً أمام فريق كريستيانو رونالدو.
ورغم ذلك أعلن وليد الركراكي مدرب المغرب التشكيلة الأساسية بوجود الثلاثي معاً. لكن بعد الاستراحة، لم يظهر أي منهم.
وبدأت مبكراً آثار المعاناة البدنية للمغرب، وخرج أكرد من التشكيلة قبل بداية المباراة مباشرة بسبب تجدد الإصابة خلال الإحماء وشارك أشرف داري بدلاً منه بشكل مفاجئ.
ولم يكن المغرب يتوقع بداية أسوأ حين استقبل هدفاً في الدقيقة الخامسة عبر الظهير الأيسر تيو هرنانديز ليجبر الجمهور المغربي الكبير في استاد البيت على الصمت مؤقتاً.
وبعد خطأ دفاعي وصلت الكرة إلى أنطوان غريزمان ومرر إلى كيليان مبابي الذي التف حوله سبعة لاعبين وسدد كرة ارتدت إلى هرنانديز غير المراقب ورفع ساقه ليسدد في الزاوية الضيقة للحارس ياسين بونو.
وكان بإمكان أوليفييه جيرو هداف فرنسا التاريخي مضاعفة النتيجة حين استغل معاناة القائد رومان سايس البدنية وأفلت منه لكنه سدد في القائم في الدقيقة 17.
وطلب سايس التغيير بعد هذه الفرصة ليفقد المغرب المنهك عقله وقائده ويتعرض لضربة جديدة، واضطر الركراكي للتراجع عن اللعب بخمسة مدافعين في الخلف وأشرك سليم أملاح في خط الوسط وتحسن الأداء.
تبديلات اضطرارية
وقال الركراكي للصحفيين: "لم نكن متأكدين من مشاركة رومان قبل المباراة وهو لاعب مهم جداً وقائدنا، وكذلك نايف".
وأضاف المدرب الذي حقق إنجازاً تاريخياً رغم توليه المسؤولية قبل أسابيع من انطلاق المسابقة بعد إقالة وحيد خليلوجيتش: "اخترنا اللعب بثلاثة مدافعين في الخلف مع وجود جناحين، وكنا نريد إيقاف الثنائي كيليان مبابي وعثمان ديمبلي".
وبين الشوطين خرج الظهير مزراوي المنهك أيضاً وشارك يحيى عطية الله، الذي صنع هدف الفوز 1-0 على البرتغال في دور الثمانية، وكاد أن يساهم في إدراك هدف التعادل.
وشن عطية الله هجمة خطيرة في بداية الشوط الثاني حين اخترق من اليسار ومرر إلى المهاجم يوسف النصيري لكن المدافع إبراهيما كوناتي قطع الكرة أمام المرمى في الوقت المناسب.
وتخلى المغرب، الذي استقبل هدفاً واحداً في البطولة قبل مباراة الأربعاء، عن حذره الدفاعي المعتاد وضغط في الهجوم لكنه افتقد الكفاءة في اللمسة الأخيرة، خاصة بعد نزول عبد الرزاق حمد الله الذي تعثر أمام المرمى بغرابة في أكثر من محاولة.
هدف حسم مباراة المغرب وفرنسا
وفي ظهور نادر لمبابي اخترق نجم باريس سان جيرمان من اليمين وراوغ عدة مدافعين ثم سدد كرة غيرت اتجاهها لتصل إلى البديل راندال كولو مواني ليسجل بسهولة من أول لمسة له بالدقيقة 79 وحسم الانتصار لحامل اللقب الذي سيجد نفسه في اختبار صعب أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي يوم الأحد المقبل.
وقال سايس قائد المغرب في تصريحات تلفزيونية: "لعبنا منقوصين من المصابين والحمد لله وصلنا إلى هذا المستوى وحققنا إنجازاً وكان بإمكاننا الأفضل ونحن سنبحث عن المركز الثالث".
وستكرر المواجهة بين المغرب وكرواتيا، التي بلغت نهائي كأس العالم 2018، على المركز الثالث يوم السبت المقبل، بعدما تعادل المنتخبان دون أهداف في دور المجموعات.