يؤمن جلال القادري مدرب منتخب تونس بقدرة "نسور قرطاج" على إلحاق الهزيمة بالمنتخب الفرنسي بطل كأس العالم 2018، في المباراة التي تجمع بينهما الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على ملعب المدينة الرياضية في العاصمة القطرية الدوحة.
مباراة تونس وفرنسا
وقال القادري إنه لا يوجد مستحيل قبل مواجهة فرنسا في المجموعة الرابعة لكأس العالم 2022، في مباراة قد تحدد ما إذا كان فريقه سيتأهل لأدوار خروج المغلوب لكأس العالم للمرة الأولى في ست محاولات.
لكن في كأس العالم 2022 التي شهدت العديد من المفاجآت هل من المستحيل أن تتغلب تونس على حامل اللقب؟ بالتأكيد لا، المهمة صعبة: ربما.
ومع تذيلها للمجموعة وعدم تسجيل أي هدف، فإن الشيء الوحيد المؤكد هو أن نسور قرطاج يواجهون تحدياً هائلاً ضد فرنسا المتألقة.
وقال القادري: "رسالتي للاعبين هي أنه لا يوجد مستحيل، فرصنا لا تزال موجودة ولم نفقد حماسنا وشغفنا، وفي كامل الجاهزية للمعركة الأخيرة وتحدونا آمال كبيرة".
وأضاف: "أثق في هذه المجموعة وأتمنى أن يحالفنا الحظ ونتأهل للدور المقبل".
وتأمل تونس ألا تلعب فرنسا بكامل طاقتها بعد أن ضمنت مكانها في دور الستة عشر، لكن المدرب ديدييه ديشامب وعد رجاله بألا يتعاملوا مع تونس التي ستهددهم باستخفاف.
وقال ديشامب في المؤتمر الصحفي: "ستبذل التشكيلة التي تلعب غداً قصارى جهدها لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة حتى إذا كانت لدى الفرص لإجراء تغييرات".
وانتزعت تونس ما بدا أنه غير مرجح في المباراة الافتتاحية ضد الدنمارك بعد تعادلها دون أهداف والذي أعقبه خسارة 0-1 من أستراليا.
مواجهة المستعمر السابق
وولد عشرة من لاعبي المنتخب التونسي الحالي في فرنسا وبعضهم لعب لمنتخبات الشباب الفرنسية قبل تغيير ولائهم إلى تونس.
ويعيش اثنان آخران في فرنسا منذ صغرهما ويحملان جنسية البلدين.
وولد المهاجم التونسي المخضرم وهبي الخزري في جزيرة كورسيكا الفرنسية ويلعب في نادي مونبلييه الفرنسي.
وقال الخزري: "أردت أن نكون في مجموعة فرنسا قبل القرعة. إنه حلم تحقق. أحاول أن أمثل تونس في فرنسا أسبوعياً من خلال الأداء الجيد وأحب أن أمثل كورسيكا أيضاً، لأنني ولدت هناك. أحمل الكثير من الرايات على كتفي، إنه جميل. أنا تونسي 100% وفرنسي ومن كورسيكا 100% أيضاً وليس لدي أي حرج من ذلك".
ومع ذلك، فإن موقف الخزري السلس تجاه المباراة التي ستقام في استاد المدينة التعليمية ليس هو القاعدة، حيث كانت المباريات السابقة بمثابة متنفس للمهاجرين المهمشين في فرنسا للتعبير عن إحباطهم.
ويوجد نحو 700 ألف تونسي يعيشون في فرنسا، وشاهد العديد منهم مباراة ودية أمام فرنسا عام 2008 في باريس، حيث أطلقوا صافرات الاستهجان أثناء عزف النشيد الوطني الفرنسي وصاحوا مع كل لمسة للكرة من البديل الفرنسي حاتم بن عرفة ذي الأصول التونسية.
وأدى ذلك إلى ردة فعل غاضبة من الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، الذي دعا الاتحاد المحلي إلى اجتماع وطالب بعدم إجراء المزيد من المباريات في فرنسا ضد منتخبات وطنية للمستعمرات السابقة من شمال إفريقيا.
وأصرت الحكومة الفرنسية أيضاً على ضرورة إيقاف المباريات المستقبلية في حال أطلقت صيحات استهجان أثناء عزف النشيد الوطني.
واستفاد المنتخب التونسي في كأس العالم الحالية من الدعم الحماسي من مواطنيه المقيمين في قطر، ومن المتوقع أن يستقبلوا الفريق الفرنسي بشكل عدائي في المباراة، والتي يجب أن يفوز بها المنتخب الإفريقي حتى يتجنب الوداع المبكر للبطولة.