خرج مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك المصري، قبل أيام قليلة، ليهدد جماهير وأعضاء ناديه بالرحيل وإغراق النادي في أزمات، حال عدم حل أزمة الحجز على أرصدة النادي في بنك مصر.
وكان رجل الأعمال ممدوح عباس ورئيس الزمالك الأسبق، حصل على 100 حكم قضائي ابتدائي واستئنافي عن مستحقاته المالية لدى نادي الزمالك، وذلك منذ عامي 2015 و2016، وتم الحجز على أرصدة نادي الزمالك في أحد فروع بنك مصر.
وقال مرتضى في تصريحات لقناة "الزمالك": "النادي يعاني من أزمة مالية طاحنة في الفترة الأخيرة، واللاعبون مستحقاتهم متأخرة من شهر أغسطس/آب بسبب الحجز"، مضيفاً أن جميع الفرق الرياضية بالنادي تعاني بسبب الأزمة المالية، كما أنه لا يعرف كيف سيدبر رواتب العمال والموظفين.
"عربي بوست" حاول معرفة حقيقة هذه التصريحات، وهل هناك بالفعل أزمة مالية في نادي الزمالك، وما الذي يجعل مرتضى منصور يخرج بمثل هذه التصريحات الآن.
هل توجد أزمة أموال داخل الزمالك؟
فجّر مصدر مسؤول داخل نادي الزمالك مفاجأة مدوية لـ"عربي بوست" عندما أكد أن مرتضى منصور "فجّر أزمة دون لازمة"، على حد تعبيره، وأن الحكم الذي حصل عليه ممدوح عباس بالحجز على الأرصدة لا يعيق النادي مالياً على الإطلاق.
وأوضح المصدر لـ"عربي بوست" أن نادي الزمالك لديه 10 حسابات مختلفة في بنوك متعددة غير بنك مصر، مثل البنك الأهلي وبنك البركة ومصرف أبوظبي وغيرها، ما يؤكد عدم وجود أزمة مالية مطلقاً.
وفسر المصدر تصريحاته قائلاً: "أمور الزمالك المالية مستقرة، وخزينة النادي استقبلت ما يقرب من 300 مليون جنيه منذ أغسطس/آب الماضي وحتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وتتمثل هذه الأموال في 4 ملايين دولار قيمة بيع مصطفى محمد لنادي غلطة سراي التركي، ومليون دولار نظير المشاركة في كأس سوبر لوسيل أمام الهلال السعودي بدولة قطر، ثم تجديد اشتراكات أعضاء الجمعية العمومية، وأخيراً تحصيل أموال من فتح باب الاشتراكات في فرع 6 أكتوبر المزمع بناؤه في الفترة المقبلة".
وكشف المصدر أن إدارة الزمالك جمعت أكثر من 300 مليون جنيه، مع سحب الأموال من جميع البنوك، ووضعها في خزينة كبيرة خاصة، بأحد المباني داخل ممر الملك فاروق، بجوار مبنى الفريق الأول لكرة القدم بالنادي.
وعن سبب تلك الخطوة قال: "مرتضى رجل عنيد، ويريد تصدير أزمة للجماهير والدولة بأن نادي الزمالك لا توجد به أموال، ويريد أي تحرك جماهيري ضد ممدوح عباس، حتى لو كلفه الأمر وجود اهتزاز وتخبط إداري، بل وخسارة بطولات، فلا يوجد شيء عند مرتضى أهم من نفسه".
مرتضى يُلهي الجماهير عن فشل نجله!
كما أكد أن مرتضى حاول إحياء قضية الديون من جديد للتغطية على فشل نجله أحمد مرتضى منصور في ملف ألعاب الصالات.
وأوضح: "الزمالك كان بطلاً لكرة اليد والطائرة في العام الماضي، وتسلم أحمد مرتضى ملف ألعاب الصالات هذا الموسم والذي شهد تراجعاً رهيباً، ما أثار حفيظة جماهير الزمالك ضد مرتضى ونجله، خاصة بعد أن أثبت فشله في الفترة من 2017 حتى 2019 مع فريق كرة القدم، وعاد ليفشل مرة أخرى مع ألعاب الصالات".
وواصل: "مع ثورة جماهير الزمالك ضد مرتضى منصور ونجله خرج ليبرر فشل أحمد ابنه بأن ممدوح عباس هو السبب لأن اللاعبين لا يتقاضون مستحقاتهم المالية"، مشيراً -والكلام على لسان المصدر- إلى أن مرتضى يريد إبعاد الأنظار عن فشل نجله وإلصاق الأزمة بممدوح عباس.
فشل مساعي وزير الرياضة لحل الأزمة مع مرتضى
في السياق نفسه، كشف مصدر داخل وزارة الشباب والرياضة لـ"عربي بوست" عن مفاجأة جديدة في هذه القضية، تتمثل في قيام الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بالتدخل ومحاولة تقريب وجهات النظر بين مرتضى منصور وممدوح عباس لإنهاء هذه الأزمة.
وقال المصدر -الذي رفض نشر اسمه- إن أشرف صبحي عقد اجتماعاً يوم الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 مع مرتضى منصور، وأكد له أنه تحدث مع ممدوح عباس وأقنعه بتقسيط مبلغ الديون الذي يبلغ 50 مليون جنيه فقط، ووافق بالفعل ممدوح عباس.
وعند عرض الأمر على مرتضى -خلال الاجتماع- رفض الأخير رفضاً قاطعاً، وأكد أنه لن "يدفع أي مليم" لصالح ممدوح عباس حتى لو كلفه الأمر خسارة كل البطولات في كل الألعاب الفردية والجماعية، ما تسبب في فشل الجلسة وعودة الأمور إلى نقطة الصفر.
واختتم المصدر تصريحاته لـ"عربي بوست" قائلاً: "أشرف صبحي وزير الرياضة قرر ترك الملف للجهات القضائية، والتي ستصدر حكمها النهائي يوم 21 ديسمبر/كانون الأول المقبل".
أزمة جديدة بشأن عقود الرعاية
من جهة أخرى كشف مصدر داخل شركة "بريزنتيشن" لـ"عربي بوست" حقيقة عرض مقابل مادي ضعيف على نادي الزمالك مقابل عقود رعاية الفرق الجماعية لمدة 3 سنوات، كما زعم مرتضى منصور في تصريحاته لقناة ناديه.
وأكد المصدر في تصريحات خاصة أن الزمالك حصل على بطولة الدوري لمدة موسمين متتاليين، وبالتالي لا بد أن يحصل على مقابل مادي جيد لرعاية قمصانه، ولكن "لسان مرتضى منصور" كان سبباً في تعطيل تلك العقود، على حد قوله.
وفسّر المصدر تصريحاته قائلاً: "الزمالك كان قد وقع عقداً في عهد اللجنة المؤقت برئاسة حسين لبيب مع أحد أكبر شركات الأغذية والحلويات التي يمتلكها رجل الأعمال هاني برزي. ورغم نجاحه مع الزمالك إلا أنه لم يسلم من شتائم مرتضى منصور، فقام بسحب عرضه لتجديد الرعاية بمبلغ ضخم.
وواصل: "مرتضى أيضاً قام بتوجيه شتائم للمذيع يعقوب السعدي رئيس مجموعة قنوات أبوظبي الرياضية، ما تسبب في إيقاف عرض ضخم من إحدى الشركات الإماراتية الكبرى، خاصة أن تلك الشركة أكدت أن اسمها (براند) ولا يصح أن تتعامل مع مؤسسة رئيسها يقوم بتوجيه سباب وشتائم للجميع أو مع من يختلف معه، وهذا يؤثر على اسم وسمعة الشركة".
وعن تأكيدات مرتضى بأن الدولة هي من تدعم الأهلي ولا ترغب في تدعيم الزمالك قال: "هذا كلام لا يصح، وما يروجه مرتضى هو توجيه ضغط للدولة المصرية عن طريق إثارة جماهير الزمالك كي تُجبر الدولة على تقديم عرض مالي قوي للقلعة البيضاء.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”