الرياضة الأكثر شهرة وشعبية في العالم كله هي كرة القدم، وعند ذكر هذه الرياضة الجماعية الحماسية، لا بد أن يتم ذكر منتخب البرازيل في نفس الوقت باعتباره الفريق الأشهر والأكثر تفوقاً في لعب كرة القدم.
إذ من المعروف أن البرازيليين شغوفون بكرة القدم لدرجة أن معظم مواطنيها يشيرون إلى كرة القدم باسم "جوجو بونيتو" أو "اللعبة الجميلة". كما يُطلق على البلد اسم "o País do Futebol"، مما يعني "بلد كرة القدم"، وهي العبارة التي يتغنى بها أشهر فناني الدولة الإفريقية.
عندما تعرفت البرازيل على شغفها الحقيقي
ومع ذلك، لم تكن البرازيل هي الموطن الأصلي لكرة القدم، ولم يتم تقديمها إليها إلا من قبل مواطن يُدعى تشارلز ميلر في عام 1894.
سافر ميلر إلى إنجلترا من أجل الدراسة، وعاد إلى منزله في ساو باولو، حاملاً معه كرتين وكتاب قواعد إنجليزي. وشارك لاحقاً معرفته وحبه للعبة ويعتبر الآن "أب كرة القدم في البرازيل". ومن هُنا وجد البرازيليون تدريجياً حب حياتهم، بحسب موقع Trafalgar.
واليوم، ما يقرب من 10.000 شخص في البرازيل يختارون كرة القدم كمهنة أساسية ومصدر أساسي للدخل؛ حيث ترتبط جميع أندية كرة القدم البرازيلية بتحالفاتها الحكومية، والتي ترتبط بدورها بالاتحاد البرازيلي لكرة القدم.
وبهذه الطريقة، لكل مدينة هرمها الخاص الذي تُلعب فيه كرة القدم. هرم فيدرالي يسير بالتوازي معه أيضاً. نتيجة لذلك، يتنافس كل نادٍ في بطولات الولاية الخاصة به، مع وجود عدد قليل فقط من الأندية الأكبر التي تتنافس في البطولات الوطنية الدولية. وبالطبع أكثر فرقة احترافية تتشكل في الدولة هي منتخبها الوطني الذي يشارك في كأس العالم.
موقع البرازيل في مسابقات كأس العالم
كأس العالم لكرة القدم هي واحدة من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة في العالم، والتي تُقام كل أربع سنوات بمشاركة من جميع القارات، بما في ذلك أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
وبالطبع، تُعتبر البرازيل بلا شك أحد أكثر فرق كرة القدم الوطنية فوزاً في تاريخ كأس العالم على الإطلاق.
حيث فاز منتخب البرازيل بخمس كؤوس عالمية حتى الآن وحلت في المركزين الثاني والثالث والرابع مرتين. وبخلاف الأرجنتين وإسبانيا وألمانيا، فإن البرازيل هي الدولة الوحيدة التي لعبت وفازت بكأس العالم خارج قارتها.
وفاز المنتخب بالكأس في بطولة السويد عام 1958، وتشيلي عام 1962، والمكسيك في 1970، والولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، ثم في كوريا الجنوبية واليابان في العام 2002.
كذلك، يُعد المنتخب البرازيلي هو الفريق الوحيد في تاريخ كأس العالم FIFA الذي شارك في كل نسخة من نهائيات كأس العالم.
ومع 73 انتصار في 109 مباراة، وبفارق 124 هدفاً للفريق، و237 نقطة، مقابل 18 خسارة فقط، حققت البرازيل أفضل أداء إجمالي في نهائيات كأس العالم.
وبخلاف الأرجنتين أيضاً، تُعد البرازيل واحدة من أكبر دول أمريكا الجنوبية المشاركة في المنافسة. وبالتالي لطالما كانت الأرجنتين الخصم الرئيسي للبرازيل في البطولة وفي كرة القدم بشكل عام، والند الأقرب لها.
وبالنظر إلى تاريخ بطولة كأس العالم، فقد التقى البلدان أربع مرات وجهاً لوجه، حيث فازت البرازيل مرتين في ألمانيا الغربية عام 1974 وفي إسبانيا 1982، بينما فازت الأرجنتين بواحدة في إيطاليا عام 1990، وتعادل الفريقان في المباراة الأخيرة بنسخة عام 1978 من المسابقة التي كانت الأرجنتين هي الدولة المضيفة لها.
وكانت السويد هي الدولة التي واجهت البرازيل في نهائيات البطولة معظم المرات بإجمالي سبع مرات؛ حيث فازت البرازيل خمس مرات فيها، وتعادلت مرتين.
تقديم أعظم لاعبي كرة القدم في العالم
أشهر لاعبي كرة القدم البرازيليين الذين حققوا نجومية عالمية دخلت في تاريخ اللعبة هم رونالدو وبيليه ورونالدينيو وروماريو وروبرتو ريفيلينو.
فاز رونالدو بالكرة الذهبية التي تُمنح للاعب الأفضل على الإطلاق في نهائيات كأس العالم 1998، بينما فاز أيضاً بالحذاء الذهبي الذي يُمنح للاعب الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في كأس العالم 2002.
هذا يعني أن رونالدو نازاريو، أو فينومينو "الظاهرة" كما يُطلق عليه شعبياً، لديه سجل مذهل في كونه لا يزال اللاعب الوحيد الذي فاز بالكرة الذهبية والحذاء الذهبي في نسختين مختلفتين.
ولا يزال بيليه اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم عن عمر يناهز 17 عاماً فقط. ويحتفظ هذا الأسطورة البرازيلية بسجل هداف منتخب بلاده على المستوى الدولي برصيد 77 هدفاً.
كذلك فإن نيمار جونيور يحتل المركز الرابع في القائمة بالنسبة لمعظم الأهداف ضمن المجموعة الحالية من البرازيليين النشطين كلاعبي كرة قدم محترفين.
أرقام قياسية أحدها صادم!
وتمكن لاعبو منتخب البرازيل المعروفون بلقب "السيليساو" من جعل بلدهم هي الدولة الوحيدة التي لعبت أكبر عدد من المرات في المراكز الثمانية الأولى في البطولة.
وقد سُجلت أكبر هزيمة للبرازيل في مباراة كأس العالم ضد ألمانيا 1-7 في كأس العالم 2014. في المقابل، كان أكبر فوز في النهائيات هو النتيجة العكسية لأكبر خسارة لهم؛ حيث فازت البرازيل على السويد 7-1 في نسخة 1950.
وفي واقعة مؤسفة احتلت الأرقام القياسية للدولة الإفريقية، تعرضت البرازيل لخسارة فادحة عام 1970 عندما استحوذت على كأس العالم وسمح لها الفيفا بالحفاظ على الكأس، التي كانت تُعرف آنذاك باسم كأس جول ريميه؛ حيث تمت سرقة الكأس في العام 1983، ولم يتم العثور عليه أبداً.