حقق المنتخب الياباني المفاجأة الثانية في مونديال قطر 2022، وذلك بعد أن نجح في قلب تأخره أمام الماكينات الألمانية في الشوط الأوّل إلى فوز بهدفين مع نهاية المباراة.
المفاجأة اليابانية الكبيرة ضد أحد أقوى منتخبات أوروبا وأحد أبرز المرشّحين للتتويج باللقب، كان وراءها المدرب المحلي لمنتخب الساموراي هاجيمي مورياسو، الذي قاد اليابانيين بفضل خطته وتوجيهاته إلى الصمود أمام الهجمات الألمانية، ثمّ التقدم بالنتيجة في ظرف ثماني دقائق فقط، متفوقاً على نظيره الألماني هانزي فليك في كل شيء.
هاجيمي مورياسو.. مدربٌ بدأ مسيرته التدريبية مع ناديه المفضل
كان هاجيمي مورياسو لاعباً دولياً قبل أن يصبح مدرباً، إذ لعب مع نادي وحيد هو نادي سانفريتشي هيروشيما الذي لعب له في الفترة ما بين 1987 وسنة 2001، كما خاض مع المنتخب الياباني 35 مباراة خلال تسعينيات القرن الماضي، وشغل منصب مدافع طوال مسيرته الكروية.
بدأ مورياسو مسيرته التدريبية مع ناديه السابق سانفريتشي هيروشيما في عام 2012، وكان قد قضى فترة ناجحة للغاية، حيث فاز بلقب الدوري الياباني في موسمه الأول وثلاث مرات إجمالاً خلال فترة توليه قيادة النادي الياباني التي استمرت حتى سنة 2017، كما قاد الفريق إلى المركز الثالث في كأس العالم للأندية 2015.
انضم المدرب البالغ من العمر 54 عاماً، إلى لجنة التدريب باليابان في عام 2017، حينها تم تكليفه بإدارة منتخب اليابان تحت 23 عاماً.
وفي عام 2018، حلّ محل المدرب أكيرا نيشينو قبل نهائيات كأس آسيا، حيث قاد الساموراي الأزرق إلى النهائي، وخسر أمام قطر.
فضّله اليابانيون على يورغن كلينسمان وآرسين فينغر
في يوليو/تموز 2018، أعلن الاتحاد الياباني لكرة القدم عن تعيين مدرب المنتخب الأولمبي هاجيمي مورياسو مدرباً للمنتخب الأول خلفاً للمدرب أكيرا نيشينو، واختار الاتحاد الياباني مورياسو من بين مرشحين أجانب لتولي المهمة، بينهم الألماني يورغن كلينسمان والفرنسي آرسين فينغر.
ومنذ تعيينه، قام المدرب هاجيمي مورياسو بعمل ثورة في المنتخب الياباني، الذي كان يضم لاعبين فوق 25 عاماً في كأس العالم 2018.
قام بترقية لاعب نادي أرسنال الحالي تاكيهيرو تومياسو إلى مركز أساسي.
في تشكيلته المؤلفة من 26 لاعباً لكأس العالم قطر 2022، لم يستدعِ هاجيمي مورياسو سوى اللاعب مايا يوشيدا وهيروكي ساكاي من اللاعبين الذين شاركوا مع اليابان في كأس العالم روسيا 2018، وقام بتشبيب المنتخب من خلال الاعتماد على لاعبين شباب والمنتخب الأولمبي.
أثارت هذه الخطوة انتقادات شديدة لمورياسو، خاصة بعد أن احتلت اليابان المركز الرابع في أولمبياد طوكيو 2020.
كانت كأس آسيا 2019، أوّل منافسة يدخلها هاجيمي مورياسو مع المنتخب الياباني، ونجح في قيادة منتخب بلاده إلى النهائي بالإمارات والخسارة أمام قطر.
نجح في قهر الألمان
كانت بصمة هاجيمي مورياسو في فوز اليابانيين على ألمانيا واضحة، بدأها المدرب الياباني من خلال تصريحه السابق حول هدف منتخب بلاده من المشاركة في كأس العالم.
ثم رفض الكشف عن أوراقه قبل مواجهة ألمانيا، حيث قال في رده على سؤال يتعلق بالتشكيل الأساسي، في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة بلاده مع ألمانيا، بالقول: "سأحاول اختيار أفضل اللاعبين، اللاعبون تدربوا بشكل جيد، لكن بالنسبة للتشكيلة الأساسية التي سنخوض بها مباراة الغد، فنحن لم نقرر بعد، لكننا مستعدون لهذه المباراة، في التدريبات رأيت حماسة من كل اللاعبين، ربما تكونت التشكيلة في رأسي؛ لكنني قد أجري بعض التغييرات، وهذا ما تحتمه عليَّ مصلحة المنتخب، وكما قلت سلفاً سأخبركم بالتشكيلة غداً".
وفي المباراة انتهج المدرب الياباني خطة دفاعية في الشوط الأوّل سمحت له بامتصاص ضغط الألمان رغم تقدمهم في النتيجة عبر هدفٍ من ركلة جزاء، سجلها لاعب مانشستر سيتي، إلكاي غوندوغان في الدقيقة 33.
في الشوط الثاني غيّر مورياسو من تكتيكه واعتمد في غالبه خطته المعتادة 4-2-3-1، التي منحت اليابانيين دفعة كبيرة نحو الأمام، مما خلق مساحات واسعة أمام اللاعبين اليابانيين الذي امتازوا بالسرعة وأرهق الألمان.
وفي الدقيقة 75 استطاع ريتسو دوان إدراك التعادل لليابانيين، وبعدها بـ8 دقائق أحرز تاكوما أسانو هدفاً رائعاً قبل النهاية بـ7 دقائق عندما استقبل تمريرة طويلة، وأطلق تسديدة قوية في سقف مرمى الحارس مانويل نوير.
ويُعرف مورياسو بالهجوم والدفاع الحذر، وهذه التقنيات كانت بادية على أداء المنتخب الألماني، خصوصاً في الشوط الثاني من مباراتهم أمام ألمانيا.
يهدف إلى الوصول باليابان إلى ربع نهائي كأس العالم
قبل مواجهته لمنتخب ألمانيا في كأس العالم، قال المدرب الياباني هاجيمي مورياسو إن "هدفنا في البطولة هو الوصول إلى ربع النهائي على الأقل"، وأضاف مورياسو: "نحن نعلم أن الأمر لن يكون سهلاً".
ووقعت اليابان في المجموعة الخامسة مع ألمانيا وإسبانيا وكوستاريكا، ونجحت في الاختبار الأوّل بالفوز على أصعب الخصوم في المباراة التي احتضنها ملعب خليفة الدولي، في انتظار مباراتها الثانية مع منتخب كوستاريكا على أمل الظفر بنقاط المباراة كاملة، والذهاب مُباشرة للدور القادم.
وتعدُّ هذه المشاركة هي الظهور السابع لليابان في نهائيات كأس العالم، فقد كانت وصلت إلى دور الـ16 في ثلاث مناسبات، في 2018 خسرت 3-2 في الوقت المحتسب بدل الضائع أمام بلجيكا بعد تقدمها 2-0، كما تم إقصاؤها من قبل باراغواي بركلات الترجيح في عام 2010، وخسرت أمام تركيا 1-0 في عام 2002 عندما استضافت اليابان الحدث مناصفةً مع كوريا الجنوبية.