تعرَّض منتخب إيران لصدمة كبيرة بعد دقائق من انطلاق مباراته الأولى بكأس العالم 2022 في قطر، بخروج حارسه علي رضا بيرانفاند بداعي الإصابة.
واعترض بيرانفاند عرضية هاري كين، قائد منتخب إنجلترا، ونجح في إبعادها قبل أن يصطدم بأحد زملائه، بالوجه، لتتوقف المباراة عدة دقائق من أجل تلقي العلاج.
ولم يتمكن بيرانفاند من إكمال المباراة التي لُعبت على استاد خليفة الدولي، ليترك مكانه في الدقيقة الـ19 لزميله سيد حسين حسيني، والنتيجة تشير إلى التعادل السلبي، قبل أن ينتهي اللقاء بفوز كاسح لإنجلترا بنتيجة 6-2.
وبسبب هذه الإصابة وتوقف اللعب فترة طويلة، احتسب حكم المباراة، البرازيلي رفائيل كلاوس 14 دقيقة كوقت بدلاً للضائع.
قصة حارس منتخب إيران
وبخروجه مصاباً توقف رصيد بيرانفاند الدولي مع منتخب إيران عند 54 مباراة، استقبلت شباكه فيها 24 هدفاً، كما نجح في الحفاظ على نظافة شباكه في 35 مباراة، ومن ضمنها لقاء اليوم ضد إنجلترا.
وكان علي رضا بيرانفاند أحد عناصر إيران، المشارك في مونديال روسيا 2018، حيث لعب المباريات الثلاث في الدور الأول، فاستقبل هدفين وخرج بشباك نظيفة في مباراة واحدة، قبل أن يودع المنتخب المنافسات.
ودافع بيرانفاند عن ألوان أندية محلية وأوروبية، هي نفط طهران وبيرسيبوليس الإيرانيين وبوافيستا البرتغالي ورويال أنتويرت البلديكي.
وحفلت حياة حارس المرمى الإيراني بعديد من المواقف الصعبة، والتحديات التي نجح في تجاوزها في طريقه لممارسة كرة القدم وصولاً إلى تمثيل منتخب إيران في المحافل القارية والدولية.
عمِل في رعي الأغنام
أولى هذه الصعوبات، وفق صحيفة The Guardian البريطانية، تمثلت في نشأة بيرانفاند بأسرة بدوية فقيرة، عاشت متنقلة من مكان آخر؛ بحثاً عن مقومات الحياة الأساسية (مياه وطعام)، كما عمِل مع والده في رعي الغنم، وكان كذلك عاملاً للنظافة.
وبدأ بيرانفارد مسيرته في كرة القدم بعمر 12 عاماً، فكرة قوبلت برفض قاطع من والده، الذي قام بتمزيق قمصانه وقفازاته أكثر من مرة، فما كان منه إلا أن هرب إلى طهران، وهناك نام على عتبة أحد مباني الأندية أياماً، حتى حصل على فرصة مجانية للتدريب في نادي نفط طهران.
قبل ذلك عمل بيرانفارد في العديد من المهن إلى جانب رعي الغنم، حيث تسلّم وظيفة بسيطة في مصنع للملابس، تركها بسبب قلة الأجر واتجه للعمل في تنظيف السيارات والشوارع، فضلاً عن عمله في مطعم بيتزا.
وخلال عمله في تنظيف السيارات، أهدى له القدر مفاجأة جميلة، حين جاء علي دائي، أسطورة كرة القدم الإيرانية، بغسل سيارته، لكنه لم يستثمر هذه الفرصة، وخجل أن يطلب المساعدة في إيجاد نادٍ يلعب له كرة القدم.
وتألق رضا مع فريقه الجديد حتى تم استدعاؤه لمنتخب إيران تحت 23 عاماً، ثم أصبح حارساً بديلاً في منتخب إيران الأول، قبل أن يصبح الحارس الأول في عام 2015.
دخل موسوعة غينيس
ويملك بيرانفارد إنجازاً تاريخياً شخصياً، حيث نجح في تسجيل رقم قياسي عالمي في أطول رميةٍ باليد، باعتراف موسوعة "غينيس" الشهيرة.
حدث ذلك في الفترة التي لعب فيها الحارس الإيراني في بوافيستا الإيراني، بعدما رمى الكرة إلى مسافة وصلت إلى 61.26 متر، خلال مباراة منتخب بلاده ضد كوريا الجنوبية يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016، في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018.
وأوصلت هذه التمريرة الطويلة الكرة إلى المهاجم وحيد أميري، الذي سيطر عليها أمام عدة مدافعين، لكن لسوء الحظ لم يستطع إنهاءها في الشباك، حارماً زميله ربما من أطول وأطرف تمريرة حاسمة في تاريخ كرة القدم.
ولم توثق "غينيس" هذا الرقم إلا بعد خمس سنوات، باعتباره صاحب أطول تمريرة طويلة لحارس مرمى، في تاريخ كرة القدم.