تطورت كأس العالم على مر السنين، وتقدمت بشكلٍ لافتٍ من خلال العديد من التغييرات التي شملتها هذه المنافسة من أوّل بطولة أقيمت سنة 1930 بالأوروغواي، إلى نسخة قطر 2022 التي ستنطلق الأسبوع القادم.
إذ تختلف كل نسخة من المونديال عن سابقتها، من البلد المضيف إلى الشعار والموسيقى التصويرية، وصولاً إلى كرة البطولة المستخدمة التي بات لها هوية خاصة بها اليوم، مع التصاميم البراقة المتجذرة في ثقافة الدولة المضيف.
وطوال نسخ بطولات كأس العالم كانت هناك العديد من الكرات والقصص التي ارتبطت بها، فيما يلي نلقي نظرة على كرات البطولة المستخدمة على مرّ السنين وتطور تصميمها.
مونديال 1930.. شوط بكرة الأرجنتين وشوط بكرة الأوروغواي
لم تكن الكرة المستخدمة الشغل شاغل لمنظمي أوّل نسخة من كأس العالم بالأوروغواي سنة 1930، حيث اعتمدت في المنافسة كرتان، الأولى خاصة بالمنتخب الأرجنتيني وتسمى "تايننتو"، والثانية للمنتخب الأوروغوياني المستضيف وتسمى "موديل تي".
ولم تظهر المشاكل حول الكرة إلّا في المباراة النهائية التي جمعت بين منتخبي الأرجنتين والأوروغواي.
أراد الفريق الأرجنتيني استخدام كرته في النهائي، وهي كرة عادية مكونة من 12 قطعة، ورفض خوض المباراة النهائية بالكرة التي قدمها أصحاب الأرض، كما رفضت الأوروغواي قبول الطلب الأرجنتيني وتوقفت الأمور.
تدخل فيفا، وقرر استخدام كرة الأرجنتين في الشوط الأول وكرة الأوروغواي في الشوط الثاني.
في الشوط الأول، تقدمت الأرجنتين صاحبة الكرة في النتيجة بـ2-1، لكن في الشوط الثانِي، اعتمد منتخب الأوروغواي على كرته الخاصة والتي كانت أكبر حجماً وأثقل وزناً، لتتغير النتيجة ويفوز منتخب أوروجواي بالمباراة.
وبعد تلك المباراة، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم، اعتماد وتقديم كرة واحدة رسمية فقط لكل بطولة، وفقاً لمعايير محددة.
"فيدرالي 102".. أول كرة رسمية لكأس العالم في مونديال إيطاليا 1934
في الدورة الموالية التي أجريت سنة 1934، تمّ اختيار إيطاليا لتكون الدولة المستضيفة، ووضع في الحساب أكثر الكرة المستخدمة، والمشاكل التي رافقتها في مونديال 1930.
في تلك الأثناء كانت غالبية كرات كرة القدم تصنّع في بريطانيا ويتم تصديرها إلى مختلف البلدان، ومع صعود النظام الفاشي بقيادة موسوليني للحكم في إيطاليا ورغبته الحثيثة في تنظيم المونديال، أصرّ موسوليني على استخدام كرات مصنوعة في إيطاليا بالبطولة التي ستجرى على أراضيها.
لذلك تمّ اعتماد كرة واحدة للبطولة مصنوعة يدوياً أطلق عليها اسم "فيدرالي 102″، وتم اختيار تصميم الكرة المقدم من شركة ECAS، والتي قدمت تصميماً جديداً من 13 قطعة بدل 12 قطعة كانت تصنع منها الكرات، كما تم استخدام أبعادٍ جديدة للكرة الجديدة، وصل محيطها لـ 69 سم، ووزنها لـ 480 غراماً.
"ألين" الكرة الفرنسية التي لم تكمل مونديال 1938
في كأس العالم 1938 الذي أقيم في فرنسا، تم الاتفاق مع شركة "ألين" على تصنيع الكرة الرسمية الخاصة بتلك النسخة، والتي تمّ تسميتها بـ"ألين"، نسبة للشركة الفرنسية.
تتمتع شركة ألين، وهي شركة تصنيع مقرها باريس، بامتياز، كونها أول شركة يُسمح لها بوضع العلامات التجارية على كراتها، وكانت الكرة "ألين"، نسخة شبيهة عن كرة "فدرالي102" الإيطالية، إذ تم زيادة وزنها لـ 485 غراماً، مع الالتزام بحجم محيطها المقدر بـ 69 سم.
مرة أخرى، لم تهيمن كرة "ألين" بالكامل على البطولة، إذ تم رصد نماذج أخرى من كرات 12 قطعة.
"دابليو تي" كرة مونديال البرازيل 1950، والتي لعب بها الأرجنتينيون قبل سنوات
بعد نهاية مونديال فرنسا 1938، كان على العالم انتظار 12 عاماً كي تكون هناك نسخة جديدة من البطولة بسبب الحرب العالمية الثانية، وكانت النتيجة تطوراً كبيراً في صناعة الكرات.
في الواقع، كان التطور الكبير في صناعة الكرات التي ظهرت في بطولة 1950 التي احتضنتها البرازيل، قد تحقق عند جارتها الأرجنتين في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان ينتظر فقط في الفرصة التي تسمح بتجريبه في بطولات كأس العالم.
إذ تم استخدام كرة مونديال البرازيل لعام 1950، في الدوريات الأرجنتينية لعدة سنوات وسميت "سوبرفال"، ثم غيرت اسمها لاحقاً إلى "سوبر بول"، عندما أسست سوبربولا الأرجنتينية فرعاً لها بالبرازيل.
كان الابتكار الأمريكي اللاتيني هو القضاء على تضخم الكرات، من خلال صنع كرة جلدية مغلقة تماماً دون أربطة، تم نفخ هذه الكرات بمضخة وإبرة عبر صمام صغير، على غرار تلك الكرات التي لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا.
كان نموذج شركة سوبر بولا المستخدم في كأس العالم في عام 1950 هو نموذج "دابليو تي"، الذي كان أول نموذج يتم استخدامه بشكل موحد في جميع المباريات في بطولة واحدة.
"تي ألين سوبر" الكرة الرسمية لمونديال السويد 1954
في عام 1954، أقيمت نسخة كأس العالم في سويسرا، ما يعني أنّ كرة سويسرية ستكون الكرة الرسمية للمونديال، وبالفعل تمّ اعتماد كرة مصنعة من طرف شركة "كوست سبورت" السويسرية، وتم إطلاق اسم "بطل العالم السويسري" عليها، وعاد الاعتماد على الوزن القديم 480 غراماً وظل الالتزام بمحيطها 69 سم، وكانت أول كرة يتم استخدام منها 18 قطعة.
خطت كرة مونديال 1954، خطوة كبيرة أخرى إلى الأمام، من خلال اعتماد هيكل من 18 قطعة، مع تشابك القطع مع بعضها، في نمط متعرج سيستخدم في بعض الكرات لعقود قادمة.
لكن الأمر المزعج لشركة كوست سبورت، أنّ فيفا أعاد تطبيق قواعده التي تحظر ظهور أية علامة تجارية على الكرة في كأس العالم هذه.
"توب ستار" كرة نسخة 1958 التي لعب بها في أكثر من مونديال
في نسخة كأس العالم 1958 في السويد، ابتكر فيفا طريقة جديدة للإعلان عن الكرة المستخدمة في البطولة، كانت خطته في ذلك فتح المنافسة لتزويد البطولة بأفضل كرة.
حيث قام فيفا بدعوة الشركات المصنعة لإرسال كرات من دون علامة تجارية مع ظرفٍ يوضح الشركة التي صنعت الكرة.
استقبل فيفا 120 كرة للاختيار من بينهم الكرة الرسمية المستخدمة في البطولة، اجتمع 4 أعضاء من اللجنة المنظمة للفيفا بالإضافة إلى 2 من مسؤولي كرة القدم السويديين لفحص الكرات واختبارها بعد إعطاء كل كرة رقماً معيناً.
هذه المرة اعتمد فيفا على فكرة مبتكرة، من خلال عرض الكرات في اختبار للاعبين معصوبي العينين من قِبل اللجنة الرسمية.
وفي النهاية، تمّ اختيار الكرة رقم 55، ككرة رسمية لكأس العالم 1958.
كانت الكرة الفائزة، هي الكرة المسماة "توب ستار"، والتي صنعتها شركة من أنجلهولم، وكانت أول كرة تستخدم في كأس العالم تضم 24 قطعة، كما تم تزويد كل فريق بـ30 كرة.
كانت الكرة "توب ستار" بطريقة ما، أول كرة تُستخدم في أكثر من كأس عالم، وهو ما نلحظه فيما بعد.
"الكراك" كرة مونديال تشيلي 1962 التي لُعب بها في شوط واحد
في مونديال 1962 بالتشيلي، تم اختيار التصميم المقدم للكرة الرسمية من شركة "كوستوديو زامورا"، والذي أطلق عليه اسم "كراك"، لكن هذه الكرة لم يتم تقبلها بشكل جيدٍ من المنتخبات المشاركة في تلك الطبعة.
ورغم أنّ كرة "الكراك" كانت تحتوي على 18 قطعة مثل كرة "توب ستار"، إلّا أنّ شكل تقسيم قطعها كان غريباً، فكان البعض يراها سداسية، والبعض الآخر يراها مستطيلة الشكل.
وكما سبق ذكره لم تلقَ كرة "الكراك" الإعجاب من جميع الفرق المشاركة، خاصة الأوروبية منها، ففي المباراة الافتتاحية، شكك الحكم كين أستون، في الكرة، فتم الاعتماد على كرة النسخة الماضية "توب ستار" في الشوط الثاني من المباراة الافتتاحية.
أصبحت كرة توب ستار المستخدمة في كأس العالم 1958، ذات شعبية كبيرة في أوروبا، وقبل بداية بطولة كأس العالم في تشيلي، تم شحن 100 كرة منها واستخدامها بديلاً عن كرة الكراك التي لم تكن في المستوى، وبالتالي شهد مونديال تشيلي هو الآخر استخدام عدة كرات.
"تشالنج 4 ستار" كرة مونديال إنجلترا 1966
تم اختيار الكرة الخاصة بكأس العالم 1966 في إنجلترا من خلال اختبار تعصيب العينين، كما كان الحال في عام 1958، وكانت الكرة الأولى التي يتم تصنيعها بواسطة علامة تجارية حديثة كبرى.
اتخذ الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عدة إجراءات لضمان عدم امتلاك أي شخص مشارك في عملية الاختيار، التي تم إجراؤها في اجتماع مكتب فيفا في لندن، أي معرفة مسبقة بـ 111 كرة تم إرسالها.
في الأخير، كان الفائز هو كرة "تشالنج 4 ستار"، التي صنعها سالزنجر، والمعروفة بمعداتها الرياضية، كانت هذه الكرة مشابهةً لتوب ستار ولكن كان بها 25 قطعة، وتم الاعتماد على مزيج بين اللونين البرتقالي والأصفر لأوّل مرة، وكانت بوزن 470 غراماً ومحيطها وصل لـ 69 سم.
كانت عملية الاختبار والتطوير لبطولة 1966 هي الأكثر تقدماً في تاريخ كأس العالم حتى تلك اللحظة، تم طلب 400 كرة قدم بثلاثة ألوان مختلفة للنهائيات، في حين تم إرسال الكرة لكل اتحاد وطني منافس قبل 6 أشهر من البطولة للحصول على فرصة للتعود عليها.
"تلستار" أوّل كرات أديداس في المونديال
شهدت نسخة كأس العالم سنة 1970، أكثر التطورات الدراماتيكية في تاريخ الكرات الرسمية للمونديال، وذلك بعد أن طفت على السطح شركة أديداس العالمية وتولت مهمة صناعة كرة ذلك المونديال.
فبعد النجاح الذي حققته الشركة في كأس أوروبا للأمم عام 1968، والألعاب الأولمبية في المكسيك في العام نفسه أيضاً، قرر فيفا تكليف الشركة الألمانية بتصميم كرة للبطولة في المكسيك عام 1970.
نتيجة لذلك، ابتكرت أديداس كرة "تلستار"، والتي تميزت قطعها باللونين الأبيض والأسود لتحسين الرؤية على شاشة التلفزيون في أول بطولة لكأس العالم تُبث في جميع أنحاء العالم.
"تلستار دورلاست" كرة مونديال ألمانيا 1974
حققت كرة تلستار نجاحاً كبيراً في مونديال المكسيك عام 1970، لدرجة أنه تم تعديله قليلاً، ولم يتم إعادة تطويره بالكامل، لبطولة 1974 في ألمانيا الغربية، موطن الشركة المصنعة أديداس.
ظهرت الكرة الجديدة القديمة لأديداس باللونين الأسود والأبيض، لكن بتصميم هندسي مختلف عن النسخة الأخيرة، وأطلقت على كرتها الجديدة اسم "تيليستار دورلاست"، وتم نقش بعض المصطلحات عليها باللون الأسود.
الخبر السار لشركة أديداس خلال تلك البطولة كان إعلانها كشريكٍ رسميٍّ لفيفا، وتم السماح لها بترك علامتها التجارية على الكرة.
"تانجو" الكرة التي فاجأت الجميع بجمالها
في مونديال عام 1978، قدمت أديداس كرة "التانغو"، التي سميت على اسم الرقصة الشهيرة للبلد المنظم الأرجنتين.
أصبحت "التانغو" واحدة من أكثر كرات كأس العالم شعبية على الإطلاق، رغم ذلك كانت شركة أديداس غير متأكدة من قبول كرتها الجديدة في مونديال الأرجنتين، فقد وضعت تصميماً ثانياً كخطة احتياطية في حال فشلت كرة التانغو، وذلك من خلال إنتاجها عدداً من كرات تلستار 1978.
لكن كرة "تانجو" التي تخلت عن القطع السوداء لتصبح بيضاء بالكامل، مع مثلثات سوداء مرتبة في نمط دائري، شكلت إحدى المميزات الرائعة لذلك المونديال، إذ بيعت الكرة بأعدادٍ ضخمة وسرعان ما أصبحت الكرة الأكثر شهرة في العالم.
"تانجو إسبانا" أديداس تهدي إسبانيا كرة المونديال
لم تعبث أديداس كثيراً بتصميمها السابق للفوز بفرصة أخرى لتصميم كرةٍ لكأس العالم 1982 في إسبانيا، حيث قدمت كرة "تانجو إسبانا" مع إجراء تعديل بسيط من خلال إبراز الأشكال الهندسية الموجودة عليها، كما قامت ببعض التحسينات للكرة على مقاومة الماء ومتانة الكرة، كما أنها لم تعد بحاجة إلى طلاء.
"أزتيكا" المكسيكية أوّل كرة اصطناعية
في تلك النسخة التي أقيمت في دولة المكسيك، قامت شركة أديداس لأول مرة بتقديم أول كرة اصطناعية يتم استخدامها في كأس العالم، بعد أن كانت الكرات السابقة تصنع من الجلد الطبيعي، كما تمت خياطة الكرة يدوياً، وأطلق عليها اسم "أزتيكا".
كانت جاذبية كرة أزتيكا واضحة، فقد كانت تعود إلى شكلها الأصلي فور ركلها، وتمّ اختبارها بشكل أفضل من الكرات الجلدية في كل جانب تقريباً، بما في ذلك مقاومة الماء والمتانة.
تم استلهام تصميم أنماط العلامات التجارية لمثلثات أزتيكا وأديداس في الكرة الجديدة من الهندسة المعمارية والجداريات في أزتيك.
ومثلما فعلت مع إسبانيا في النسخة الماضية، حرصت شركة أديداس في صناعتها لكرة أزتيكا على إطلاق كرة خاصة بالبلد المضيف تكريماً له، وهذا ما سيستمر كتقليدٍ منذ ذلك الوقت.
الكرة الإيطالية "إتروسكو يونيكو"
استمراراً لموضوع تكريم الدولة المضيفة بطريقة ما، تم تسمية كرة مونديال إيطاليا 1990، على اسم "إتروسكو يونيكو"، وهي حضارة إيطاليا قديمة.
والجدير بالذكر أن "الثلاثيات" المعتادة على طراز التانغو كانت مزينة برؤوس أسود إتروسكان، وهو موضوع شائع للفنون الجميلة خلال هذه الفترة.
واصلت شركة أديداس العمل على مواد وخصائص الكرة الاصطناعية بالكامل، وكان اختلاف كرة إتروسكو يونيكو هو وزنها الجديد الذي يصل إلى 455 غراماً.
الكرة الأمريكية "كويسترا"
بمناسبة أوّل كأس للعالم يقام في الولايات المتحدة، قدمت أديداس كرة باسم "كويسترا".
كان الموضوع هذه المرة هو السفر إلى الفضاء، والذي كان واضحاً في كل من تصميم الكرة ومحاولة جعلها النموذج الأكثر مستقبلاً وعالي الأداء المستخدم في كأس العالم حتى الآن.
بعد بطولة مملة إلى حد ما في إيطاليا، كان الفيفا يأمل في إثارة الأمور، كان الابتكار الرئيسي عبارة عن طبقة من رغوة البوليسترين على السطح الخارجي للكرة، والتي قيل إنها تجعلها أكثر نعومة عند اللمس ويسهل التحكم فيها مع زيادة سرعتها في الوقت نفسه.
كان تأثير كرة "كويسترا" واضحاً، إذ لم يحافظ أي فريق في البطولة على شباكه نظيفة في ربع النهائي، كما أنّ 3 فقط من أصل 16 منتخباً شاركوا في ثمن النهائي حافظوا على شباكهم.
كرة "تريكولور" الفرنسية أول كرة تعتمد على الألوان
في مونديال فرنسا 1998، لم يتغير شكل الكرة كثيراً عن النسخة الماضية، لكن تعمدت شركة "أديداس" إظهار الألوان عليها بدلاً من الاعتماد على اللونين الأبيض والأسود، لتصبح أوّل كرة في تاريخ البطولة تعتمد على الألوان الأحمر والأزرق والأبيض لتتناسب مع العلم الفرنسي، وأطلقت على الكرة اسم "تريكلور".
الكرة الآسيوية "فيفرنوفا"
في مونديال 2002، الذي احتضنته القارة الآسيوية لأوّل مرة بعد احتضانه في كلٍ من اليابان وكوريا الجنوبية، قامت شركة أديداس باعتماد الشكل المثلثي في تصميمها لتلك الكرة، لتصبح أول كرة في تاريخ البطولة يتم تصميمها بهذا الشكل، كما اعتمدت على إبراز الألوان أكثر عن النسخة الماضية، فتم استخدام اللون الأخضر والذهبي والأحمر إلى جانب اللون الأبيض.
استمرت أديداس في تحسين الجوانب الفنية للكرة، حيث لاحظ العديد من اللاعبين أن فيفرنوفا كانت أخف وزناً من نسح الكرات السابقة، على الرغم من أنها وصلت إلى الحد الأقصى للوزن الذي فرضته الفيفا.
ديفيد بيكهام، سفير أديداس الذي ساعد في اختبار فيفرنوفا، أيد مزاعم الشركة المصنعة بأن هذه كرة دقيقة عما تم صنعه في أي وقت مضى، من ناحية أخرى، أشار الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون إلى أن كرة فيفرنوفا "كرة مجنونة".
"تيمغايست" كرة مونديال ألمانيا 2006
في مونديال ألمانيا 2006، قامت شركة أديداس الألمانية بتغيير تصميمها للكرة تماماً، لتتخلى عن الشكل الهندسي التقليدي، وتمنح مرونة للتصميم، وقدمت أديداس تصميماً مكوناً من 14 قطعة فقط، وهو الأمر الذي جعل الكرة أكثر استدارة وثباتاً، كما تم اختبارها بشكل أفضل من أي كرة في العالم عند إطلاقها.
أطلق على الكرة اسم "تيمغايست"، التي تعني روح الفريق، تكريماً لتقاليد ألمانيا المضيفة في العمل الجماعي.
اشتكى بعض اللاعبين من تأثير "كرة القدم" عندما تكون الكرة في الهواء، زاعمين أن اتجاهها كان غير متوقع للغاية، وتمّ تسليط الضوء على هذا الأمر من خلال المباراة الافتتاحية، عندما سجّل اللاعبان الألمانيان فيليب لام وتورستن فرينجز أهدافاً رائعة تراجعت بشكل واضح وانحرفت في الهواء.
والشيء الجديد في النسخة كان إنتاج شركة أديداس لكرة مخصصة ومطبوعة بتفاصيل المباراة لكل مباراة في البطولة، وقدمت أيضاً نسخة ذهبية خاصة باسم "تيمغايست برلين" للمباراة النهائية.
"جابولاني" الكرة الإفريقية التي تلقت انتقادات واسعة
في عام 2010، سافرت كأس العالم لتحط الرحال بالقارة الإفريقية، حين احتضنت جنوب إفريقيا المونديال لأوّل مرة على أرض إفريقية.
خلال تلك النسخة، أصدرت شركة أديداس كرة جابولاني التي باتت الكرة الأكثر شهرة على الإطلاق بفضل شهرتها السيئة.
حاولت أديداس ابتكار كرة أكثر استدارة من أي وقت مضى عن طريق تقليل عدد القطع مرة أخرى، من 14 في "تيمغايست" إلى 8 فقط في "جابولاني".
تعرّضت كرة جابولاني إلى انتقاداتٍ شديدة من حراس المرمى، إذ قارن الحارس البرازيلي جوليو سيزار كرة "جابولاني" بالكرات الرخيصة التي تباع في السوبر ماركت، بينما وصفها الحارس الإسباني إيكر كاسياس بأنها "مروّعة".
ردت شركة أديداس على هذه الانتقادات بالادعاء أنها كانت تختبر الكرة لمدة 6 أشهر، وأشارت إلى المديح من قبل اللاعبين الذين ترعاهم أديداس مثل فرانك لامبارد ومايكل بالاك.
في النهاية، استغرق الأمر إلى دراسة من قبل "ناسا" للوصول إلى جوهر المشكلة، فقد كشف أن "جابولاني" تتحرّك في الهواء بسرعة أعلى من الكرات السابقة بسبب سطحها الأكثر نعومة مع شقوق أقل.
"برازوكا" كرة مونديال البرازيل 2014
كانت كرة "جابولاني" بمثابة كابوس للعلاقات العامة لشركة أديداس، لذا كان على الشركة الألمانية أن تمحو تلك التجربة من الأذهان سريعاً في مونديال 2014 بالبرازيل.
وفي سبيل ذلك، صمّمت أديداس كرة "برازوكا"، التي تعني "البرازيلية"، والتي وفقاً للفيفا، تصف "الفخر الوطني في طريقة الحياة البرازيلية"، والتي تتميز بشرائط متعددة الألوان.
مرة أخرى، قامت شركة أديداس بتقليل عدد القطع في الكرة الرسمية للمونديال، حيث كان لدى "برازوكا" 6 قطع فقط.
تم إرسال "برازوكا" إلى اللاعبين والفرق والاتحادات الوطنية لإجراء اختبارات مكثفة وردود الفعل قبل البطولة، حتى إن أديداس أرسلت نسخة من الكرة لاستخدامها في بعض مباريات الدوري للمنتخبات المشاركة.
أديداس تعود إلى السبعينيات في مونديال روسيا عبر "تلستار 18"
في مونديال روسيا 2018، استعادت أديداس روح تصميم كرة "تلستار"، بإصدار نسخة "تلستار 18″، لكن مع منح الأشكال الهندسية زوايا مرنة أكثر، وإظهار اللون الأسود بلمعان مميز، بجانب تزويد الكرة بشريحة للتواصل قريب المدى.
كان اللون الوحيد في "تلستار 18″ هو شعارات أديداس و"تلستار" وكأس العالم الذهبية المطبوعة على السطح الأبيض للكرة، مع إعطاء المقاطع السوداء تأثير فسيفساء متدرج.
مثل برازوكا، كانت كرة "تلستار 18" تحتوي على 6 قطع فقط، ولكن تم ترتيبها في شكل جديد تماماً، وأعطت التأثير البصري لكونها تشبه كرة 1970 المكونة من 32 قطعة.
تم اختبار الكرة على نطاق واسع في الفترة التي سبقت البطولة، واستخدمت في مسابقات بطولات العالم للشباب المختلفة، بما في ذلك كأس العالم تحت 20 سنة.
الرحلة أسرع كرة في التاريخ
في عام 2022، توقفت رحلة كأس العالم في منطقة الشرق الأوسط، وبالضبط في دولة قطر التي تحتضن النسخة الـ22 من المونديال، وكانت "الرحلة" كرة المونديال الرسمية التي تنتجها أديداس.
يختلف تصميم كرة "الرحلة" إلى حد ما عن كرات كأس العالم السابقة، حيث تم استخدام 20 قطعة، لكن تظل السرعة والدقة من المبادئ الأساسية للمصنعين، حيث تم تصميم "الرحلة" للحفاظ على سرعات طيران عالية.
إذ إنّ كرة "الرحلة" صمّمت لدعم أعلى سرعات اللاعبين، إذ تتحرك كرة الرحلة أسرع من أي كرة سبق أن ظهرت في المونديال عبر التاريخ.
مثل سابقاتها، تدمج الرحلة التي أخذت اسمها من اللغة العربية، جوانب البلد المضيف في التصميم، مع الألوان والزخارف التي تمثل إيماءة لعلم قطر والهندسة المعمارية العربية الإسلامية.