أكد حارس منتخب فرنسا وقائد الفريق في مونديال كأس العالم بقطر، هوغو لوريس، الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنه "يجب إظهار الاحترام" لقطر، في ظل الجدل القائم حيال مسائل عدة لاستضافتها البطولة العالمية، التي تنطلق يوم الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
لوريس، وهو حارس نادي "توتنهام" الإنجليزي، قال خلال مؤتمر صحفي في كليرفونتان؛ حيث المقر التدريبي للمنتخب: "قبل القيام بأي شيء أنت بحاجة إلى موافقة الفيفا والاتحاد (الفرنسي)، لدي رأي شخصي في هذا الموضوع، وهو مشابه إلى حد ما لرأي رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غريت".
أضاف لوريس رداً على سؤال حول ارتداء شارة مع خطوط ملوّنة، للتعبير عن رفضهم للتمييز ودعماً للمثليين: "عندما نرحب بالأجانب في فرنسا غالباً ما نريدهم أن يمتثلوا لقواعدنا ويحترموا ثقافتنا. سأفعل الشيء نفسه عندما أذهب إلى قطر، يمكنني أن أتفق أو لا أتفق مع أفكارهم، ولكن يجب أن أُظهر الاحترام".
كان العديد من قادة المنتخبات الأوروبية، بما فيها فرنسا، قد ارتدوا شارة مع خطوط ملونة، في سبتمبر/أيلول 2021، خلال دوري الأمم، تعبيراً عن "تضامنهم" مع المثليين ورفضهم التميير، ومن المتوقع أن يستمر ذلك في قطر، البلد الذي تُجرّم فيه المثلية الجنسية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
في غياب لوريس حينها، ارتدى القائد الثاني رافايل فاران الشارة، لكن رئيس الاتحاد الفرنسي لو غريت يرغب في أن يتخلى عنها لوريس في الدوحة.
لو غريت قال في تصريح لصحيفة "ليكيب"، في وقت سابق من الشهر الحالي: "أرغب في ألا يفعل ذلك، سنلعب في بلد يجب أن نحترمه، ولكن إذا كان علينا أن نرتديها فسنرتديها. الأمر لا يتعلق بأني أعارض هذه الشارة، لكن في بعض الأحيان أعتقد أننا نريد أن نلقي الدروس بدلاً من أن ننظر أيضاً إلى ما يحدث في بلدنا".
كانت قد طُرحت بشكل منتظم مسألة حقوق العمال المهاجرين والمثلية الجنسية في قطر من قبل المنظمات غير الحكومية، منذ منح الدولة الخليجية الغنية بالغاز حق الاستضافة في العام 2010.
تتم دعوة منتخب فرنسا بانتظام لأخذ موقف حيال هذه المسائل، ولا سيما من قبل منظمة العفو الدولية، وقال لوريس: "هذه مواضيع لا يمكننا أن نظل غير حساسين لها، لا يمكنني الرد عليكم الآن، ولكن سيكون هناك شيء ما، ستعرفون في الوقت المناسب، على ما أعتقد قريباً".
كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد قال إن بلاده تعرضت لحملات تشويه منذ أن فازت باستضافة كأس العالم، مشيراً إلى أن الحملة "بلغت من الضراوة ما جعل العديد يتساءل عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة".
أضاف الأمير أن الحملة التي تعرضت لها قطر "لم يسبق أن تعرض لها بلد مضيف لكأس العالم".
كذلك نددت الدوحة على لسان وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بـ"نفاق" المطالبين بمقاطعة كأس العالم التي ستقام لأول مرة على أرض دولة عربية وفي الشرق الأوسط.
الوزير محمد بن عبد الرحمن قال إن "الأسباب التي تساق لمقاطعة كأس العالم لا تمتُّ للمنطق بِصلة، هذا الهجوم ينطوي على كثير من النفاق، ويتجاهل كل ما حققناه".
من جانبه، ناشد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الدول المشاركة في كأس العالم لكرة القدم التركيز على كرة القدم، وعدم السماح بجر هذه الرياضة إلى "معارك" أيديولوجية أو سياسية.
جاء ذلك وفق رسالة لجياني إنفانتينو رئيس الفيفا، وفاطمة سامورا الأمين العام للاتحاد، موجّهة إلى 32 دولة مشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وأشاد إنفانتينو بتنظيم قطر لكأس العلم، وقال بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن بطولة كأس العالم 2022 في قطر، ستكون النسخة الأفضل على الإطلاق.