يُعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم هو الهيئة المنظمة لهذه اللعبة الشعبية الأولى حول العالم، ومقره في مدينة "زيوريخ" السويسرية، ويُعرف اختصاراً باسم "فيفا"، في حين يترأسه السويسري جياني إنفانتينو منذ العام 2016.
قصّة تأسيس أول اتحاد دولي لكرة القدم
قبل تأسيس فيفا، كان المئات والمدارس والأندية في إنجلترا تمارس لعبة كرة القدم التي بدأت باكتساب شعبية كبيرة في البلاد، بقوانين خاصة وتختلف من مكان لآخر.
البعض كان لديه قوانينه الخاصة التي تسمح باستخدام اليدين والكتفين أثناء اللعب، بينما منع آخرون استخدامها بشكل تام.
ومع وجود هذه الاختلافات بالقوانين، قرر 12 مندوباً عن الأندية والجمعيات الإنجليزية الكبرى التي تمارس اللعبة أن يجتمعوا في باريس في العام 1863 من أجل التوصل إلى قوانين موحدة لهذه اللعبة الشعبية.
في حين تمخض عن هذا الاجتماع تأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والذي أصبح أول اتحاد في تاريخ لعبة كرة القدم.
استطاع هذا الاتحاد أن يحدد أصول اللعبة وأن يضع قوانين موحدة في جميع الأراضي الإنجليزية.
وبعد نحو عقد من الزمن، تأسس الاتحاد الويلزي، وتبعه الاسكتلندي والأيرلندي، في حين اتفقت الاتحادات الـ4 أيضاً في العام 1882 على تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي ينظم قواعد كرة القدم في أنحاء العالم.
ولكن في نهاية القرن الـ19، بدأت اللعبة بالتوسع بشكل كبير، إذ نقلها البحارة والتجار البريطانيون إلى جميع المناطق التي كانوا يذهبون إليها.
وقعت جميع الشعوب التي تعرفت على اللعبة في غرامها وبدأوا ممارستها وأنشأوا اتحادات خاصة بها وأندية ومسابقات سيما في الدول الأوروبية والبرازيل والأرجنتين.
تأسيس اتحاد كرة القدم الحالي، وما الذي يعنيه اسم "فيفا"؟
مع تنامي شعبية الساحرة المستديرة حول العالم، قررت 7 دول أوروبية بتحريض من فرنسا إلى عدم الاعتماد على الاتحاد السابق، دعتهم لعقد اجتماع في باريس في 21 مايو/أيار 1904 لتأسيس اتحاد دولي جديد يقوم بوضع أسس جديدة للعبة.
وبالفعل اجتمعت الدول الـ6 وهي بلجيكا وهولندا وإسبانيا والدنمارك والسويد وسويسرا، إضافة إلى فرنسا وأسسوا الاتحاد الجديد واتفقوا على أن تكون مدينة زيوريخ السويسرية هي مقره الدائم.
وعُرف الاتحاد الجديد اختصاراً باسم "FIFA" وهي كلمة فرنسية تتكون من الأحرف الأولى من اسم الاتحاد باللغة الفرنسية "Fédération Internationale de Football Association".
وعلى الرغم من أنّ الاتحاد توسع ليضم أكثر من 200 دولة حول العالم فإن اسمه لا يزال بالفرنسية حتى الآن.
ما هي قوانين وهيئات الفيفا؟
بحسب لوائح فيفا فإنه يسعى إلى تحسين كرة القدم باستمرار ونشرها في جميع أنحاء العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرها العالمي والتربوي والثقافي والإنساني بتنفيذ برامج للشباب والتنمية.
أما أبرز هيئات أجهزة فيفا فهي الجمعية العمومية "كونغرس" التي تضم ممثلاً واحداً عن كل دولة من الدول الأعضاء، وتختص بالبحث في القضايا الرئيسية وإقرار التعديلات على النظام الأساسي، كما تقوم بانتخاب رئيس الاتحاد وأمينه العام وأعضاء اللجنة التنفيذية.
أما اللجنة التنفيذية، فهي تمثل هيئة صنع القرارات الرئيسية، وتتخذ القرارات في كافة القضايا التي لا تدخل ضمن مسؤولية الجمعية العمومية. وتوجد أيضاً العديد من اللجان المتخصصة، فضلاً عن اللجان القضائية: وهي اللجنة التأديبية ولجنة الاستئناف ولجنة الأخلاقيات.
في حين تعقد الهيئة العليا في فيفا اجتماعاً كل 4 سنوات منذ عام 1998 لمناقشة تغيير بعض قوانين كرة القدم.
فيما تختار الهيئة العليا رئيس فيفا، والسكرتارية التابعة له، وأعضاء فيفا، ويهتم رئيس فيفا بالأعمال المكتبية في فيفا، بينما يقوم السكرتارية بالاهتمام بقضايا الـ209 أعضاء.
كما أنشأ الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا الاتحادات القارية لتنظيم المسؤولية وتخفيف العبء عنه، وهذه الاتحادات هي:
- الاتحاد الأوروبي.
- اتحاد أمريكا الجنوبية.
- اتحاد أوقيانوسيا.
- الاتحاد الآسيوي.
- الاتحاد الإفريقي.
- اتحاد أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والبحر الكاريبي.
في حين ينص قانون فيفا على أن للدول الواقعة بين القارتين الأوروبية والآسيوية حق الاختيار في الاتحاد القاري الذي يرغبون الانضمام إليه.
وبالفعل فقد قررت العديد من الدول الواقعة في قارة آسيا الانضمام للاتحاد الأوروبي مثل روسيا وتركيا وأرمينيا وأذربيجان وكازاخستان.
في حين انضمت دولتا سورينام وغويانا إلى اتحاد أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والبحر الكاريبي، على الرغم من كونهم جزءاً من أمريكا الجنوبية.
بينما انضمت أستراليا إلى الاتحاد الآسيوي على الرغم من أنها في القارة الأوقيانوسية، وهو الأمر الذي سبب جدلاً بين الدول الآسيوية باعتبار أنّ الأستراليين من المنتخبات المتقدمة والتي بإمكانها دائماً حجز مقعدها في كأس العالم وتقليل فرص المنتخبات الآسيوية الأخرى.
رؤساء الاتحاد الدولي لكرة القدم
روبير جيرين (1904 – 1906)
وُلد 1876، وتُوفي 1952
وفقاً لما ذكره موقع FIFA الرسمي فقد كان الفرنسي روبير جيرين الشخصية الديناميكية التي وقفت وراء تأسيس FIFA عام 1904.
فبينما كان يعمل صحفياً بجريدة لوماتان، كان جيرين منخرطاً بشكل حيوي في كرة القدم، حيث شغل منصب سكرتير إدارة كرة القدم في اتحاد الجمعيات الفرنسية للألعاب الرياضية، وكان السبب في جمع ممثلي الدول الأوروبية لتأسيس فيفا.
في 22 مايو/أيار 1904، انتُخب جيرين رئيساً للاتحاد الدولي للعبة في مؤتمر FIFA التأسيسي، بينما كان عمره لا يتجاوز 28 عاماً.
دانييل بورلي وولفول (1906-1918)
وُلد 1852، وتُوفي 1918
كان دانييل بورلي وولفول يشغل منصب مدير اتحاد كرة القدم الإنجليزي عندما تم انتخابه رئيساً لـ FIFA بتاريخ 4 يونيو/حزيران 1906.
وكان من بين الأهداف الرئيسية خلال فترة رئاسته توحيد قواعد كرة القدم على المستوى الدولي، علماً أنه لعب دوراً بارزاً في صياغة دستور FIFA الجديد.
في عهد وولفول، المنحدر من مدينة بلاكبيرن، تم وضع قوانين اللعبة وفقاً للنموذج الإنجليزي، حيث أصبح تطبيقها إلزامياً وتم وضع تعريف واضح للمباريات الدولية.
وبعد عامين من توليه الرئاسة، ساعد في تنظيم أول مسابقة بارزة في تاريخ كرة القدم الدولية، وكانت في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها لندن عام 1908.
وخلال ولايته على رأس FIFA، انضمت إلى عضوية الاتحاد الدولي بلدان من خارج أوروبا لأول مرة منذ تأسيس FIFA، حيث كانت البداية مع جنوب إفريقيا والأرجنتين وتشيلي والولايات المتحدة، لكن العملية توقّفت بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، وانتهت رئاسة وولفول بوفاته في أغسطس/آب 1918.
جول ريميه (1921-1954)
وُلد 1873، وتُوفي 1956
(عُين رئيساً فخرياً لـFIFA بتاريخ 21 يونيو/حزيران 1954)
عندما أصبحت كأس العالم FIFA تحمل اسم كأس جول ريميه في عام 1946، كانت تلك الخطوة بمثابة تكريم مستحق لهذه الشخصية الفذة اعترافاً بالدور الذي لعبه ريميه في وضع اللبنات الأولى لما أصبحت في وقت وجيز المسابقة الأبرز على مستوى المنافسات الرياضية.
علماً أن عمر هذا الرجل الفرنسي لم يكن يتجاوز الخامسة والعشرين عندما اعتلى الرئاسة.
أنهى الرئيس البالغ من العمر 80 عاماً فترة رئاسته الطويلة -والتي شهدت ارتفاع أعداد الدول الأعضاء في FIFA من 20 إلى 85 دولة – ليُصبح فيما بعد أول رئيس فخري لـFIFA.
رودولف ويليام سيلدرايرز (1954-1955)
وُلد 1876، وتُوفي 1955
ساعد رودولف ويليام سيلدرايرز الذي كان مسؤولاً رياضياً ومحامياً ينحدر من بروكسل في تأسيس الاتحاد البلجيكي لكرة القدم وشغل عدة مناصب في اللجنة الأولمبية الدولية.
وخلال عمله في FIFA، شغل منصب نائب الرئيس لمدة 27 عاماً قبل أن يخلف رفيق دربه جول ريميه.
وقد ترأّس سيلدرايرز بطولة كأس العالم FIFA 1954 وأيضاً احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس FIFA في نفس العام، قبل أن توافيه المنية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1955 وهو لا يزال يشغل منصب الرئيس.
آرثر دريوري (1955-1961)
وُلد 1891، وتُوفي 1961
شغل آرثر دريوري منصب رئيس FIFA مؤقتاً لمدة ستة أشهر بعد وفاة رودولف ويليام سيلدرايرز، ثم أصبح رئيساً فعلياً في يونيو/حزيران 1956.
وقد أمضى دريوري خمس سنوات في رئاسة FIFA – من انتخابه في 1956 إلى وفاته في 25 مارس/آذار 1961 عن عمر يناهز 70 عاماً- علماً أن فترة رئاسته شهدت إقامة بطولة كأس العالم في السويد عام 1958.
السير ستانلي روس (1961-1974)
وُلد 1895، وتوفي 1986
كان السير ستانلي روس قد ساهم بشكل رائع في تطوّر كرة القدم داخل الملعب وخارجه، حتى قبل أن يصبح رئيساً لـFIFA.
فبصفته حكماً من الدرجة الأولى، تولى إدارة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وما لا يقل عن 36 مباراة دولية. وعندما أصبح سكرتيراً للاتحاد الإنجليزي في عام 1934، ساعد في إعادة صياغة قوانين اللعبة في عام 1938 بينما ساعدت دبلوماسيته الصبورة في تمهيد الطريق أمام انضمام الدول البريطانية إلى FIFA في عام 1946.
جواو هافيلانغ (1974-1998)
وُلد 1916، وتُوفي 2016
(عُين رئيساً فخرياً لـFIFA بتاريخ 8 يونيو/حزيران 1998)
كانت السنوات الـ24 التي قضاها الدكتور جواو هافيلانغ على رأس FIFA فترة تغييرات كبيرة، حيث تميّزت على وجه الخصوص بتوسيع دائرة المنافسة في كأس العالم FIFA من 16 فريقاً إلى ضِعف البلدان المشاركة بحلول نهاية ولاية الرئيس البرازيلي في عام 1998.
وبينما كان هافيلانغ سباحاً أولمبياً ولاعباً في رياضة كرة الماء خلال أيام شبابه، فإن أعظم إنجازاته الإدارية في كرة القدم تتمثل في ضمان زيادة مشاركة منتخبات آسيا وإفريقيا وأوقيانوسيا وأمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي في بطولة كأس العالم، بعدما كانت النهائيات تقتصر فقط على 3 مقاعد موزعة بين هذه الاتحادات القارية الأربعة إلى حدود عام 1974.
وبينما كان مقر FIFA في زيوريخ يضم 12 موظفاً فقط عندما تولى هافيلانغ منصبه، تضاعف هذا الرقم عشر مرات تقريباً.
جوزيف بلاتر (1998-2015)
وُلد 1936 ويعيش حتى الآن
في 8 يونيو/حزيران 1998، تم انتخاب جوزيف بلاتر خلفاً للدكتور جواو هافيلانغ، ليصبح السويسري ثامن رئيس في تاريخ FIFA.
وتحت قيادة الرئيس السويسري، تمكّن FIFA من توسيع نطاق بطولاته بشكل كبير، من خلال إحداث كأس العالم للأندية وكأس العالم لكرة القدم الشاطئية وكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة وكأس العالم للسيدات تحت 20 سنة.
وفي العام 2015 أزيح بلاتر من منصبه بعد أن توجهت ضده العديد من دعاوى قضايا الفساد.
جياني إنفانتينو (2016- الآن)
وُلد في 1970 ويعيش حتى الآن
جياني إنفانتينو هو رجل أعمال سويسري-إيطالي انتخب في 26 فبراير/شباط 2016 ليشغل منصب رئيس فيفا بعد أن كان يشغل منصب السكرتير العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
أشرف إنفانتينو على توسيع عدد المشاركين في بطولة أمم أوروبا 2016 وكأس العالم 2026.
كما لعب دوراً في تنظيم دوري الأمم الأوروبية وكأس الأمم الأوروبية 2020، التي تقام في 13 دولة أوروبية.