وصل إلى العالمية من مدينة صغيرة في المغرب، عُرف منذ صغره بين أصدقائه وجيرانه بحبه لكرة القدم وإتقانه للعبة، ما دفع والده إلى تسجيله في نادٍ رسمي؛ ليبدأ مسيرته بشكل احترافي.
عبد الرزاق حمد الله، وُلد بمدينة آسفي المغربية في 12 ديسمبر/كانون الأول 1990، وسط عائلة فقيرة، انضم إلى فريق نجمة آسفي المعروف في المغرب باسم "النجيمة"، منذ طفولته، بدأ بالتدرج في الفئات العمرية بشغف وحب للرياضة تحت تدريب المدرب عبد الإله الحصيني، ثم انتقل إلى فريق أولمبيك أسفي، النادي الاحترافي بالمدينة.
حمد الله.. التشبث بالحلم رغم التهميش
حسب وثائقي ظهر فيه عبد الرزاق حمد الله، كانت البداية صعبة بحكم بُعد مكان تدريب النادي عن حيه السكني، ما جعل هناك صعوبة في الاندماج مع الفريق، بالإضافة إلى تغيير مدرب الفريق الذي لم يتح لحمد الله الفرصة لإظهار موهبته.
رغم ذلك لم ييأس من المحاولة، وتشبث بحلمه أكثر، خلال مباراة استعدادية للموسم الجديد لفريق أولمبيك آسفي للشباب، دار نقاش حادّ بين حمد الله ومدرب الفريق، الأمر الذي لفت انتباه مدرب فريق أولمبيك آسفي للمحترفين؛ لتبدأ من هناك المسيرة الاحترافية للاعب.
بدأ حمد الله في الموسم الأول سنة 2010 مع النادي، في لائحة الاحتياط، لكن لتألقه اللافت خلال الموسم تمكن من الفوز بجائزة أفضل لاعب ناشئ في البطولة، الأمر الذي دفع المدرب بيم فيربيك إلى نداء حمد الله للمشاركة مع فريق كرة القدم لأقل من 23 سنة في أولمبياد لندن سنة 2012.
خلال الموسم المقبل بدأ بمسيرة احترافية مع الفريق، لكن في هذه المرة في اللائحة الأساسية تمكن من خلالها تسجيل العديد من الأهداف بالموازنة مع إقصائيات ألعاب لندن، خاصة بعد تسجيل هدف ضد الكونغو الديمقراطية، ما مكن المغرب من الوصول إلى الألعاب الأولمبية، لكن في قرار مفاجئ تمت إزالته من لائحة اللاعبين المشاركين في ألعاب لندن.
لم يتمم حمد الله الموسم الثاني مع أولمبيك آسفي بسبب استدعائه من قبل المدرب إيريك غيريتس للمشاركة في مباراة ودية مع الفريق الوطني المغربي "أسود الأطلس" ضد فريق بوركينا فاسو في 29 فبراير/شباط 2012، دخل فيها بديلاً في الدقيقة 71 من المباراة، وبعد المباراة غاب حمد الله عن باقي المقابلات وسط استغراب تام لجمهور الكرة المستديرة.
خلال الموسم الثاني مع فريق أولمبيك آسفي تميز حمد الله خلال النصف الأول من الإقصائيات بتسجيله 12 هدفاً، من بينهم هاتريك ضد نادي وداد فاس، وأكمل اكتساحه في الشطر الثاني بتسجيل 3 أهداف حصيلة كانت كافية ليكون محط اهتمام الأندية العالمية لينهي مسيرته مع أولمبيك آسفي في مارس/آذار 2013 بعد اتفاقه مع نادي أليسوند النرويجي.
البداية مع النوادي الاحترافية
غادر حمد الله فريق أولمبيك آسفي في الدور العشرين من البطولة أي على بُعد 12 مباراة فقط على النهائي، لكن رغم ذلك تمكن من الحصول على لقب أكثر هداف في البطولة بمجموع 15 هدفاً في 18 مقابلة.
بداية حمد الله بالدوري النرويجي لم تكن سهلة بحكم صعوبة اللغة والمناخ، لكن رغم ذلك تمكن من إبراز نفسه داخل الفريق؛ ليصبح ضمن اللائحة الرسمية، وبدأ ينافس على صدارة الهدافين في الدوري النرويجي؛ ليسجل 15 هدفاً في البطولة و4 بالكأس.
بسبب أهدافه أصبح حمد الله بسرعة من بين أكثر اللاعبين شهرة، ما دفع أشهر شركة ألعاب إلكترونية FIFA بوضعه في غلاف نسختها الجديدة سنة 2014، وفي نهاية الموسم تلقى حمد الله عدة عروض، لكن عكس البقية لم يختر التألق في الأندية الأوروبية، بل اختار الانضمام إلى فريق "غوانغجو آر اند إف" الصيني.
تميزت فترة اللعب مع فريق بتسجيله "هاتريك" مرتين متتاليتين، الأمر الذي دفع مدرب المنتخب الوطني المغربي بادو الزاكي، لندائه للعب بعد ضغط كبير من الجمهور المغربي. خلال المباريات ساهم حمد الله بتسجيل 6 أهداف في 3 مباريات، وهاتريك بمباراة إفريقيا الوسطى، وتمريرة حاسمة ضد كينيا وهدفين ضد البينين.
بعودته إلى الصين كان حمد الله أبرز لاعبي البطولة الصينية، إذ ساعد الفريق الصغير بإنهاء الموسم في المركز الثالث، ويعتبر هذا أفضل إنجاز للفريق منذ تأسيسه سنة 1986 ليتأهل لأول مرة إلى دوري أبطال آسيا.
انتقل حمد الله بعدها إلى فريق الجيش القطري، إذ تمكن من تسجيل 3 أهداف في أول مباراة، وانتهى الموسم بتتويجه هداف موسم قطر، ثم هداف كأس قطر، لكن بعد مدة أعلن فريق الجيش عن اصابة حمد الله في المعسكر الفريق بالنمسا إصابة بليغة على مستوى الركبة، ما جعله يغيب لموسم كامل مع الفريق، وانتهى بعده العقد لينتقل إلى فريق نادي الريان الرياضي القطري.
إصابات عديدة والحلم واحد
رغم التوقف عن اللعب لمدة سنة، تمكن حمد الله من تسجيل أول أهدافه مع الفريق الجديد في المباراة الأولى له وانتهى الموسم بتألقه، إذ تمكن من تسجيل 18 هدفاً في 19 مقابلة، لكن في آخر مقابلة له ضد النادي الأهلي أصيب حمد الله في الدقيقة 13.
بعد معاينة من طبيب الفريق والفحص بالأشعة تلقى حمد الله خبر أنه لم يعد في إمكانه اللعب مجدداً بسبب خطورة الإصابة، الشيء الذي دفع مدرب النادي يبحث عن بديل لحمد الله تفسخ عقدها مع اللاعب المغربي.
لم تسبب الإصابة إحباطاً للاعب المغربي، فمباشرة بعد التعافي تمكن حمد الله من توقيع عقد مع نادي النصر السعودي، الذي وثق في موهبة اللاعب المغربي، فبعد إصابتين خطيرتين متتاليتين في مدة لا تتجاوز السنتين عاد حمد الله إلى المغرب وبدأ في تدريبات قاسية للرجوع إلى لياقته البدنية.
في أول مباراة تمكن حمد الله من تسجيل هدفين وهدف في المباراة الثانية، انتهى الموسم الأول مع الفريق بفوزه بأفضل لاعب في الدوري السعودي للمحترفين أفضل ممرر في الدوري وهداف كأس الملك للأبطال ولاعب الموسم بالنصر، وأنهى السنة بفوزه بجائزة "الجولدن جلوب العالمية".
كل هذا جعل الجماهير المغربية تتساءل عن سبب غيابه المستمر في صفوف الفريق الوطني المغربي، تمت مناداة حمد الله للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية المقامة في مصر عام 2019 لكن في لائحة الاحتياط.
ظهر حمد الله في الشوط الثاني من المباراة الودية ضد غامبيا لكن في الدقائق الأخيرة من المباراة في مشادات بين حمد الله واللاعب المغربي فيصل فجر على ضربة جزاء قام بتنفيذها فجر انتهت المباراة لكن كانت آخر مرة يظهر فيها حمد الله في صفوف أسود الأطلس.
بدأت الشائعات تخرج من قبل المشجعين عن سبب مغادرة حمد الله للفريق ليخرج هذا الأخير تدوينة على حسابه بالإنستغرام أنه لا توجد خلافات مع لاعبي المنتخب الوطني، بل خروجه كان بسبب المدرّب الوطني "هيرفي رونار".
استمر غياب حمد الله عن الفريق الوطني فيما انتقل من فريق النصر السعودي إلى نادي الاتحاد السعودي سنة 2021. واثر استعداد المنتخب المغربي إلى خوض مونديال قطر 2022 استدعى المدرب الوطني المغربي "وليد الركراكي" اللاعب المغربي حمد الله ضمن التشكيلة الأساسية للاعبين المشاركين في المونديال، وجاء ذلك بالتوازي مع ضغوطات من محبي الكرة المستديرة بالمغرب.