من المتوقع أن تتضمن اللائحة النهائية التي سيُشارك بها مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وليد الركراكي، في كأس العالم قطر 2022، اللاعب عبد الرزاق حمد الله، مهاجم اتحاد جدة السعودي.
وكان غياب عبد الرزاق حمد الله عن كأس العالم شبه محسوم من طرف مدرب المنتخب المغربي، الذي قال إنه ينتظر منه مستوى فنياً أعلى وجاهزية بدنية أكثر، رغم أن حمد الله كان يُحقق نتائج إيجابية مع الفريق السعودي.
وكان سبب غياب المهاجم المغربي عن اللائحة الأولية التي وضعها وليد الركراكي للمشاركة في كأس العالم، بسبب خلاف مع فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي، الذي احتوى الملف بطريقة ذكية.
هل كان يحتاج المنتخب لمهاجم
خرج المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله بتصريح رسمي، يعتذر خلاله للمغاربة والمسؤولين في الاتحاد المغربي لكرة القدم، عن الخطأ الذي ارتكبه سنة 2019، عندما غادر معسكر المنتخب المغربي، الأمر الذي أغضب رئيس الاتحاد بشكل شخصي.
موقع "كود" المحلي كشف أن الاعتذار الذي تقدّم به عبد الرزاق حمد الله أسهم في خلق جوٍّ من الإيجابية في ملفه لدى الاتحاد المغربي لكرة القدم، رغم أن المسؤولين في هذا الجهاز لا يتدخلون في اختيارات المدرب.
الموقع قال إن استدعاء عبد الرزاق حمد الله للمنتخب المغربي هو قرار للمدرب وليد الركراكي والطاقم الفني المرافق له، لأنهم كانوا بصدد البحث عن حلول هجومية، في ظل تراجع مستوى مجموعة من المهاجمين، وخوفاً من بعض الإصابات.
الخلاف مع لقجع
ومنذ 2019، حين كان المنتخب يخوض آخر تجمع إعدادي قبل السفر إلى مصر، للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، حزم حمد الله أمتعته وقرر مغادرة التجمع دون إذن.
وتدخَّل حينَها لقجع شخصياً- حسب المصدر- من أجل ثنيه عن قراره، لكنه رفض الاستماع إليه، وسافر عائداً إلى مسقط رأسه بمدينة آسفي، تاركاً وراءه المنتخب المغربي، الذي شارك في "كان مصر 2019" من دونه.
وحسب مصادر من محيط المنتخب المغربي، فإن ما زاد في توتر العلاقة بين حمد الله ولقجع هو تعمّده تكذيب تصريح صدر حينها لتبرير غياب حمد الله، حيث قال الاتحاد المغربي إن حمد الله يعاني إصابة في الظهر، حرمته من المشاركة في كأس إفريقيا.
وظهر حمد الله في فيديو مثير، إثر ساعات قليلة بعد هذا الإعلان، وهو يقوم بتمارين رياضية قوية، تُظهر أنه بصحة جيدة ولا يعاني من شيء، حينَها قرّر لقجع "عدم استدعائه مرةً أخرى لصفوف المنتخب".
ومن الأمور التي زادت إشعال التوتر بين الاتحاد وحمد الله، المنشوراتُ التي كان يضعها اللاعب على مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد كل إخفاق للمنتخب المغربي، ما كان الاتحاد المغربي في شخص فوزي لقجع يعتبره استفزازاً مقصوداً.
معاناة قديمة مع الاتحاد المغربي
معاناة عبد الرزاق حمد الله مع الاتحاد المغربي لكرة القدم قديمة جداً، تعود لعام 2012، حينما كان هدافاً للدوري المغربي مع ناديه الأم أولمبيك آسفي.
يقول حميد وركة، المدير الفني السابق للمنتخب المغربي تحت 23 سنة، والمشرف العام الحالي لنادي شباب المحمدية، إن "حمد الله تلقى أول صدمة له حينما حُرم من مرافقة المنتخب الأولمبي المغربي إلى لندن، للمشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية".
وأضاف المتحدث أن "عبد الرزاق حمد الله كان وراء معظم الأهداف التي سجلها المغرب في التصفيات حينها، بل كان وراء هدف التأهل في المباراة الفاصلة أمام الكونغو".
وأكد المتحدث أن "حمد الله عانى من الإقصاء حينما كان أولمبياً، واليوم يعاني الأمر ذاته وهو مع الكبار، أعرفه جيداً، وأعرف وطنيته وحبَّه الكبير لبلده، ولن أسمح لأي شخص بالمزايدة عليه في هذا الجانب".
وأشار المدير الفني السابق لمنتخب المغرب تحت 23 سنة، إلى أن حمد الله أكثر لاعب تعرَّض للظلم في العقد الأخير، لأنه يرى تعاملاً غير متكافئ بينه كنجم كبير انطلق من الدوري المغربي، وبين لاعبين آخرين قادمين من أوروبا، بعضُهم لا يضمنون حتى مراكزهم في فرقهم.
وقال حميد وركة: "مؤسف حقاً ما أشاهد وأسمع وأقرأ حول هذا الموضوع من أشخاص يحاولون شيطنته، وجب على الاتحاد المغربي غلق هذا الملف بسرعة؛ لأنه بسيط جداً، ولا يحتاج إلّا إلى حُسن النية فقط، وتواصل أفضل ومباشر بين الطرفين".