في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، تقوم أندية الدوري الإنجليزي لكرة القدم بوضع زهرة حمراء على قمصان لاعبيها، وبالتحديد في الفترة التي تسبق اليوم الحادي عشر من ذلك الشهر.
يأتي ذلك لإحياء ذكرى الجنود البريطانيين القتلى في الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى جميع القتلى في الحروب الأخرى، حيث شهد يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918 توقيع الهدنة بين الدول الحلفاء وألمانيا.
ما قصة زهرة الخشخاش في الدوري الإنجليزي؟
ظهرت الفكرة للمرة الأولى عام 1919، بطلب من ملك بريطانيا في ذلك الوقت جورج الخامس، الذي أوصى بتخصيص يوم للتذكير بقتلى الحرب العالمية الأولى.
ويتم إحياء ذكرى هؤلاء الجنود بوضع هذه الزهرة المعروفة بـ"زهرة الخشخاش" على صدر اللاعبين، بحيث تكون واضحة لجميع المشجعين على المدرجات، والمتفرجين عبر شاشات التلفزة.
وعبرت رابطة الدوري الإنجليزي عبر موقعها الرسمي عن فخرها بدعم الفيلق البريطاني الملكي، المعروف سابقاً باسم الفيلق البريطاني، وذلك منذ عام 2012.
والفيلق البريطاني هو مؤسسة خيرية بريطانية، تقدم دعماً مالياً واجتماعياً لأفراد القوات المسلحة البريطانية، ولقدامى الجنود وعائلاتهم.
ويتم طرح هذه القمصان للبيع في مزاد علني خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول، بعد قيام اللاعبين بالتوقيع عليها (كل لاعب يوقّع على قميصه)، ويتم جمع ريع هذه الأموال والتبرع بها لجمعية الفيلق البريطاني.
ويؤكد الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي، أنه وعلى مدى السنوات العشر الماضية، انتعشت خزينة تلك الجمعية بأكثر من 3.35 مليون جنيه إسترليني (حوالي 3.81 مليون يورو).
لاعبون رفضوا وضعها
وعلى الرغم من التزام جميع الأندية، وغالبية لاعبي "البريميرليغ" إلا أن بعضاً منهم يرفضون وضع هذه الزهرة على القميص الخاص بهم، بسبب انتماءاتهم ومعتقداتهم الوطنية.
ومن هؤلاء اللاعبين الإيرلندي جيمس ماكلين، الذي يرفض وضع الزهرة على القميص، احتجاجاً منه على مقتل 6 من مواطنيه في مدينة ديري في مارس/آذار 1972، بعدما فتحت القوات البريطانية النار على 28 شخصاً، خلال مسيرة سلمية.
وحسب موقع goal العالمي، فإن ماكلين لم يضع تلك الزهرة على قميصه، كونها ترمز إلى الجنود البريطانيين ككل، وليس الذين قُتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ورفض ماكلين وضع هذه الزهرة طوال فترته في الملاعب الإنجليزية، حيث دافع عن أندية سندرلاند وويغان أثلتيك، وويست بروميتش ألبيون وستوك سيتي.
وحول موقفه صرّح ماكلين: "أعرف أن الكثير من الناس لن يوافقوني في قراري، وحتى لن يكونوا مهتمين بمعرفة الأسباب التي دفعتني إلى ذلك".
وأضاف: "أنا أقبل ذلك وأتفهم، ولكني أطلب من الناس احترام خياراتي، تماماً كما أحترم الأشخاص الذين يختارون ارتداء الخشخاش".
وحصل ماكلين على ما أراد، حين أصدر ناديه ستوك سيتي، بياناً رسمياً أكد فيه تفهمه لقرار اللاعب الإيرلندي، مؤكداً في الوقت ذاته التزامه كناد في إحياء الذكرى.
وجاء في بيان ستوك سيتي: "ندرك أن زهرة الخشخاش تعني أشياء مختلفة للأفراد والمجتمعات الأخرى، لذا لا نعتقد أنه يجب إجبار أي شخص أو حتى الضغط عليه لارتداء الخشخاش على عكس رغبته".
وتابع البيان: "أبلغنا جيمس أنه لن يرتدي قميصاً عليه زهرة الخشخاش في مباراتينا المقبلتين، نحن نحترم قراره وحقه في اتباع قناعاته الخاصة".
وانضم الصربي نيمانيا ماتيتش، لاعب روما الحالي، ومتوسط ميدان مانشستر يونايتد السابق، إلى ماكلين، ورفض ارتداء قميص عليه زهرة "البوبي" في موقعة "الشياطين الحمر" وأرسنال، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وبرّر اللاعب الصربي قراره بالقول: "أتفهم سبب ارتداء بعض الناس واللاعبين لزهرة البوبي، أما أنا فأتذكر القصف العنيف الذي ضرب قريتي عام 1999 عندما كنت طفلاً".