صاحب أول ذهبية مصرية ببطولات العالم للسباحة لـ”عربي بوست”: كلمة السر كانت أمي وأطمح لميدالية أولمبية

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/04 الساعة 09:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/04 الساعة 10:46 بتوقيت غرينتش
السباح المصري مروان القماش

فقط 465 ثانية هي كل ما احتاج إليه السباح المصري، مروان القماش، لتحقيق الميدالية الذهبية في منافسات سباق 800م حرة ضمن بطولة كأس العالم للسباحة، فى الجولة الثانية التي أقيمت في مدينة تورنتو بكندا.

تلك الثواني المعدودات كان خلفها جهد وتعب كبير لسنوات طويلة، بدأت وهو في الخامسة من عمره. يروي مروان القماش لـ"عربي بوست" رحلة العمر التي وصلت لـ23 عاماً من العمل الجاد والمثابرة وتحدي الصعاب؛ ليحقق النجاح في 465 ثانية فقط.

الصدفة وراء ممارسته السباحة

يقول القماش إنه بدأ ممارسة السباحة منذ أن كان عمره 5 سنوات فقط، "كانت الصدفة وحدها صاحبة الفضل، ومن ثم عائلتي (جده ووالدته) اللذان بذلا كل جهد لأن أستمر في مزاولة رياضة السباحة". 

في مدينة الإسكندرية الساحلية، بدأ مروان القماش رحلته، بالتحديد في نادي سبورتنج، حيث كانت العائلة تبحث عن رياضة يُخرج فيها طاقته، فكان الاختيار السباحة، نظراً لتميز عدد من المدربين داخل النادي فيها.

يقول القماش "في الحقيقة لم أكن أحب السباحة بشكل كبير، فهي لم تكن سوى مجرد لعبة أمارسها في وقت الفراغ، لكن الإشادة التي تلقيتها والدعم الكبير من العائلة جعلاني أستمر فيها سنة تلو الأخرى".

وأوضح أن المشقة التي كانت تتحملها والدته دفعته إلى مزيد من الالتزام، "كانت والدتي تتحمّل عبء تنظيم يومي منذ الساعة الخامسة فجراً حتى وقت الخلود إلى النوم"، على حدّ قوله.

الأم.. ورحلة الصعاب

لم يكن الطريق ممهداً بالورود، فالرحلة التي قضاها القماش حملت الكثير من الصعاب والأزمات واحدة تلو الأخرى. 

كانت والدته ترمومتر الحياة بالنسبة له، يقول "كانت والدتي صاحبة الفضل الأكبر في أي خطوة ناجحة اتخذتها، الرياضة واحدة من ضمنها، وكذلك الدراسة.

كانت والدته تتولى تنسيق اليوم، ما بين أداء التمارين والذهاب إلى المدرسة والدروس الخصوصية. في النهاية، نجح مروان القماش في تحقيق كل شيء، فهو الآن بطل مصري في السباحة، وخريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة إنديانا العريقة.

"كل ما أفعله هو محاولة لرد الجميل لوالدتي، فهي صاحبة كل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى".

مروان القماش
مروان القماش

السباحة.. من الهواية للاحتراف

قبل 7 سنوات بالتمام والكمال، كانت اللحظة الحاسمة لمروان القماش، حينما بدأ يضع كل تركيزه في احتراف السباحة بشكل أكثر وضوحاً، يقول "التأهل للأولمبياد كانت اللحظة الأكثر سعادة في حياتي المهنية، خصوصاً بعدما تأهل ضمن أفضل 16 سباحاً في العالم".

في رأيه، لم يكن هذا مجرد تمثيل مشرف – مثلما يقال دائماً، لكنه تمثيل عن جدارة واستحقاق، كانت لحظة كاشفة لتحديد مستقبله واختياره أن يكون محترفاً لرياضة السباحة، وأن يرفع علم مصر في كل محفل دولي وعالمي.

العقبات التي واجهها القماش لم تثبط من عزيمته، بل كانت دافعاً لأن يحقق المزيد من التقدم. يقول "تعرضت للكثير من محاولات التحطيم، لكن كل أزمة كانت توضع في طريقي كانت تمثل دافعاً لي لأحقق مزيد من النجاح، العقبات كانت الوقود لتقديم كل ما لديّ لأحقق نجاحاً أكثر صخباً".

يوضح القماش في حديثه لـ"عربي بوست" أنه منذ طفولته وهو شخص تنافسي. بالنسبة له فإن لحظة الهزيمة أهم من لحظة النجاح، فهي أفضل طريقة للتعلم، لذا كانت الأخطاء التي ارتكبها في السابق هي الدافع لمزيد من الجهد والعمل والنجاح.  

الروتين اليومي لمروان القماش

يبدأ القماش يومه مع بزوغ أول شعاع للشمس، في الخامسة فجراً، موعد التدريب الأول الذي يبدأ الاستعداد له في تمام الساعة الـ4 فجراً.

ومن ثم يبدأ العمل داخل الصالة الرياضية لمدة ساعة كاملة، ويأخذ وقتاً للراحة لمدة 3 ساعات تقريباً، ثم يبدأ التدريب الثاني في تمام الساعة الـ3 عصراً لمدة ساعتين ونصف.

مروان القماش خلال تمارينه اليومية
مروان القماش خلال تمارينه اليومية

يقول القماش "وضعت روتيناً يومياً لا يمكن أن يتم تجاوزه، انحصرت حياتي في التدريب فقط والعمل على ارتفاع المستوى أكثر فأكثر، حقيقة كنت أشعر ببعض الروتين والملل، ولكن عندما تحقق النجاح تدرك أن الأمر كان يستحق".

يهدف القماش إلى تحقيق بطولة أولمبية لتكون المرة الأولى في تاريخ السباحة في مصر "هو هدف أسعى إليه بكل جهد وعزيمة. الوصول إلى نهائي الأولمبياد هو الهدف الأعظم في حياتي المهنية، سيكون حدثاً تاريخياً، كل ما مررت به سوف يسقط فور الوصول وتحقيق نجاح لم يسبقني إليه مصري من قبل، حلمي أن أرفع علم مصر في الأولمبياد بجانبه الميدالية الذهبية".

يتابع القماش "أي نجاح أحققه، فأنني أهديه لكل المصريين والرئيس عبد الفتاح السيسي، وطبعاً عائلتي التي بذلت جهداً خرافياً لتحقيق أي نجاح في حياتي".

أما عن مثله الأعلى فيقول "مثلي الأعلى جدي، الله يرحمه، لأنه كان أكثر الناس الذين كانوا يحبون العمل بشكل كبير، فهو من رباني ودعمني طوال حياته، وأكنّ له كل الاحترام والتقدير وأتمنى أن يكون فخوراً بي تحت التراب".

ويوضح أنه رأى بنفسه كيف كان جده يبذل كل جهد ممكن في العمل حتى آخر يوم في حياته، فهو مثال صارخ على هؤلاء الذين يبذلون كل جهد ممكن في العمل، ولا يدخرون جهداً، على حدّ تعبيره.

واختتم القماش حديثه مع "عربي بوست" قائلاً "مركزي الخامس عالمياً، وأحاول أن أصل إلى النهائي، وأتمنى أن أحقق نجاحاً كبيراً. أتمنى أن أمثّل مصر بأفضل طريقة ممكنة في كل المحافل الدولية، حلمي أن أحقق رقماً لم يحققه مصري من قبل.

تحميل المزيد