بدأت رحلة ألفونسو ديفيز لقيادة كندا على نحو مفاجئ إلى أول مشاركة بكأس العالم لكرة القدم خلال أربعة عقود تقريباً من معسكر للاجئين غرب إفريقيا؛ حيث غطت على أحلام الأطفال الحاجة للبقاء على قيد الحياة.
وولد ديفيز، الظهير الأيسر لبايرن ميونيخ، في معسكر بودوبورام للاجئين في غانا لأبوين من ليبيريا هربا من الحرب الأهلية في بلادهما.
وهاجرت العائلة إلى كندا حين كان يبلغ الخامسة من عمره، بينما في مثل سنه كان العديد من أطفال كندا يتعلمون كيفية التزلج والتحكم في عصا هوكي الجليد.
وساهم اللاعب البالغ عمره 21 عاماً في الارتقاء بكرة القدم الكندية إلى آفاق جديدة، وأصبح أصغر لاعب يشارك مع المنتخب الأول في سن 16 عاماً، وأول كندي يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
وبدأت رحلة الصعود الصاروخية لديفيز، الذي تعهد بالتبرع بمكافأته بكأس العالم لأعمال خيرية، من مدرسة ابتدائية في إدمونتون، المدينة الكندية الشهيرة بالثلوج.
ولاحظ المعلمون تمتعه بالحيوية والقوة البدنية الطبيعية ومهارات مبكرة وشجعوه على المشاركة في مسابقة لكرة القدم بعد انتهاء اليوم الدراسي بين أطفال المدينة.
وقال ديفيز لموقع دوري الدرجة الأولى الألماني على الإنترنت: "بمجرد أن بدأت لعب كرة القدم المنظمة أخبرني أبواي والمدربون وزملائي بأن أواصل اللعب وبأنني يمكنني أن أصبح شيئاً، لذا بدأت الإيمان بذلك".
وأضاف: "من هنا بدأت رغبتي في أن أصبح لاعباً محترفاً".
جرأة في الفعل
كان ديفيز معجزة في سن 14 وتم تسجيله ببرنامج المعايشة بنادي فانكوفر وايت كابس المنافس بالدوري الأمريكي للمحترفين، وسرعان ما شارك بانتظام مع الفريق الأول.
وانضم ديفيز إلى بايرن ميونيخ في صفقة قياسية في 2018 وتحول بفضل ابتسامته العريضة وأسلوبه الحماسي في الملعب إلى معشوق للجماهير، وفي 2020 أصبح أول لاعب من أمريكا الشمالية يحصل على تصويت من زملائه لدخول التشكيلة المثالية لاتحاد اللاعبين المحترفين.
وقال جون هيردمان، مدرب كندا، بشأن انتقال ديفيز إلى كندا: "أعتقد أنه خاض تجارب كثيرة في حياته؛ ما ساعده في امتلاك قدرة تحمل أكبر من معظم الأشخاص ليكون أكثر جرأة في الفعل مع استحضار هويته".
وأضاف: "يلعب دائماً بهذه الابتسامة في وجهه، يتعرض لضربات في الملعب وينهض سريعاً بدون تمثيل أو تألم على الأرض".
ولا يمكن إنكار براعة ديفيز في الفوز 4-1 على بنما بتصفيات كأس العالم، وفي لقطة واحدة شاهدها مئات الآلاف عبر يوتيوب اجتاز 80 ياردة على جانب الملعب وواصل الاحتفاظ بالكرة برشاقة وتخطى الدفاع وأنهى الهجمة بتسديدة منخفضة ليضع كندا في المقدمة.
وكتب أحد المعلقين أسفل مقطع الفيديو: "هدف ألفونسو يسرد قصة حياته.. جهد شاق، مثابرة، إصرار وعدم استسلام أبداً".
وتبدو مهمة كندا في التفوق على ظهورها السابق في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بسيطة إذ إنها تحتاج لتسجيل هدف واحد في قطر.
وشاركت كندا مرة واحدة في نهائيات كأس العالم في 1986، عندما خرجت من الدور الأول بثلاث هزائم أمام فرنسا والمجر والاتحاد السوفييتي دون أن تسجل هدفاً واحداً.
ويعتبر تأهل كندا إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في نحو أربعة عقود إنجازاً في حد ذاته، يعكس أن البلد المشهور بقوته في منافسات هوكي الجليد لم يعد غريباً عن عالم كرة القدم للرجال.
وبقيادة الرائع ألفونسو ديفيز لاعب بايرن ميونيخ، كانت كندا أول دولة في اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) تحجز مقعداً في النهائيات.
وتضم المجموعة السادسة أيضاً كرواتيا وصيفة بطلة 2018، والمغرب الذي لم يخسر أي مباراة في مشواره بالتصفيات الإفريقية، وبلجيكا بقيادة دي بروين.