يمتلك المنتخب الإسباني، لقباً فريداً يميزه عن بقية المنتخبات العالميّة الأخرى، وهو لقب "الماتادور"، نسبة إلى حدث مصارعة الثيران الشهير في البلاد.
لماذا يطلق على إسبانيا لقب الماتادور؟
يعرف المنتخب الإسباني عالمياً بعدّة أسماء أشهرها لقب الماتادور المعروف على مستوى أكبر في الوطن العربي، فيما هناك ألقاب أخرى من بينها لقب "لافوريا روخا" والذي يعني باللغة الإسبانية الغضب الأحمر؛ وهو اللقب الأشهر في إسبانيا لمنتخبهم الوطني، أو "لا روخا" الأحمر، بالإضافة إلى لقب "لوس توروس" والذي يعني "الثيران"،
و"Bullfighters" التي تعني مصارعي الثيران.
واكتسب المنتخب الإسباني لقب الماتادور نسبة إلى رياضة مصارعة الثيران الشهيرة في إسبانيا، إذ يطلق على المصارع اسم "الماتادور" الذي يحاول خلال معركته مع الثور أن يشل حركة الثور أو يخضعه أو حتى أن يقتله في كثير من الأحيان.
ولا تكون مصارعة الثيران مجرد نزال عشوائي؛ إذ تخضع لقواعد وقوانين ضابطة، كما تحكمها التقاليد والمعايير الثقافية في بعض البلدان أحياناً، وفقاً لما ورد في موقع Spain Traveler الإسباني.
وعلى الرغم من شهرة مصارعة الثيران في إسبانيا على وجه التحديد، إلا أنها تمارس أيضاً في بلدان أخرى مثل البرتغال والمكسيك وكولومبيا وبيرو وجنوب فرنسا وغيرها.
مصارعة الثيران تقليد مهم في إسبانيا
لا تعتبر مصارعة الثيران في إسبانيا مجرد نوع من أنواع الترفيه، بل تعدت ذلك إلى كونها تقليداً مهماً وجزءاً من ثقافة البلاد وتاريخها، كما أنها من أبرز عوامل الجذب السياحية في البلاد.
ويعرف الإسبان مصارعة الثيران على أنها شكل من أشكال الفن، عدا عن ذلك تعتبر مصارعة الثيران في إسبانيا قانونية تماماً، بل يتم التشجيع عليها من قبل الحكومة، ويكمن السر في أنها جزء من الثقافة والتراث الإسباني.
وفي حين تعلو الدعوات حول العالم لحظر هذه الممارسة، إلا أن إسبانيا على وجه التحديد تعتبرها شيئاً مهماً، بل تنتشر في البلاد مدارس لتعليم مصارعة الثيران للأطفال.
وفي عام 2013، أصدرت الحكومة الوطنية الإسبانية قانوناً ينص على أن مصارعة الثيران هي في الواقع جزء لا جدال فيه من التراث الثقافي الإسباني.
جاء ذلك بعد أن صوت برلمان كتالونيا، وهي منطقة إسبانية، على حظر مصارعة الثيران في المنطقة؛ إذ دخل الحظر حيز التنفيذ في عام 2012، ولكن تم إلغاؤه في عام 2016 بسبب القانون الذي أقرته الحكومة الوطنية قبل 3 سنوات.
بعد عام، في عام 2017، أصدرت جزيرة مايوركا قانوناً يحظر قتل ثور أثناء مصارعة الثيران، لكن لم يعتبر ذلك القانون دستورياً بسبب قانون 2013 الذي ينص على شرعية مصارعة الثيران.
وبعيداً عن كونها "شكلاً من أشكال الفن" كما يقول الإسبان، تلعب مصارعة الثيران في إسبانيا دوراً مهماً ومتعدد الأوجه ومثيراً للجدل في صناعة السياحة في البلاد، كما أنها مورد تجاري مهم أدخلت الملايين للاقتصاد الإسباني.
إذا حظَر الاتحاد الأوروبي مصارعة الثيران سنغادر الاتحاد!
على الرغم من الحصول على موافقة الحكومة على استمرار مصارعة الثيران، هناك ضغط شعبي متزايد لحظرها في إسبانيا لأسباب أخلاقية.
فهناك العديد من الأسباب التي تجعل مصارعة الثيران في إسبانيا غير أخلاقية، من الطريقة التي يتم بها تدريب الثيران، إلى الطريقة التي يقتل بها الكثيرون للأسف أثناء وبعد المعارك. مثل هذه الأنشطة لا تحدث في أجزاء كثيرة من العالم في العصر الحديث، لكنها تستمر في إسبانيا.
مع ذلك تريد الحكومة الإسبانية والملك نفسه مواصلة "تقليد" مصارعة الثيران في إسبانيا؛ لأنه ينظر إليه على أنه جزء مهم من تراثهم وثقافتهم، وهو نشاط سياحي أصيل.
ويزعم أن الملك الإسباني كان قد صرح بأن اليوم الذي يحظر فيه الاتحاد الأوروبي مصارعة الثيران هو اليوم الذي تغادر فيه إسبانيا الاتحاد الأوروبي، وفقاً لما ورد في موقع Tourismteacher.
لكن في المقابل يعتبر كثيرون أن نشاطاً قاسياً و"غير أخلاقي"، مثل مصارعة الثيران، سيندثر قريباً في إسبانيا والعالم، ومع زيادة وعي الناس بحقوق الحيوان أصبحت أيام مصارعة الثيران معدودة.
ويعدّ المنتخب الإسباني لكرة القدم أحد أشهر المنتخبات في العالم، وقد بدأ نجاحهم الفعلي عالمياً في بداية العقد الثاني من القرن الـ21 عندما حصلوا على بطولتين أوروبيتين في 2008 عندما فازوا في المباراة النهائية على ألمانيا بهدف مقابل لا شيء، وفي 2012 على إيطاليا بأربعة أهداف للاشيء.
فيما توجوا بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا بعد الفوز بالمباراة النهائية على منتخب الطواحين هولندا 1-0.
يذكر أن المنتخب الإسباني في مونديال قطر 2022 يقع في المجموعة الخامسة، إلى جانب كل من ألمانيا واليابان وكوستاريكا.
قد يهمك أيضاً: السيليساو ليس اللقب الوحيد بل هناك الكناري والراقصون! تعرف على أسماء منتخب البرازيل وسرّ تسميتها