إذا كنت من أولئك المحظوظين الذين ستتاح لهم فرصة حضور مباريات كأس العالم في قطر، فعليك بزيارة المتحف الأولمبي الرياضي بملعب خليفة.
هنا، تتواجد مقتنيات تاريخية لا تُقدر بثمن، القميص الذي خاض به الأسطورة الراحل مارادونا مباراة إنجلترا الشهيرة في ربع نهائي مونديال 1986 بالمكسيك، حينما سجل هدفه الخالد من منتصف الملعب. ستجد قميص بيليه عام 1970، وكرة نهائي مونديال 1930.
المقتنيات لا تقتصر على كرة القدم فقط، بل سيمكنك مشاهدة قفاز محمد علي كلاي الذي استعاد به لقبه العالمي في كينشاسا، وسيارة الأسطورة مايكل شوماخر.
نعم، كل هذه المقتنيات وغيرها تتواجد الآن في مكان واحد، وبإمكان الضيوف الذين سيزورون قطر لمشاهدة مباريات المونديال مشاهدتها على الطبيعة والتقاط صور تذكارية خلال كأس العالم، وذلك في ملعب خليفة الدولي.
يقول عبد الله الملا، مدير المتحف الأولمبي الرياضي لـ"عربي بوست" إن أبواب المتحف ستكون مفتوحة في وجه الزوار في الأيام التي لا تقام فيها المباريات على استاد خليفة الدولي، وهو الذي سيستضيف ثماني مباريات، منها مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وقال الملا إن هذه المقتنيات بعضها تم شراؤه والبعض الآخر تمت استعارته من متاحف عالمية.
نبذة عن المتحف
يعد متحف قطر الأولمبي والرياضي أرقى المتاحف الرياضية في العالم، حيث يقدم لزواره مجموعة متنوعة من المعارض التفاعلية والقصص الملهمة والأنشطة الترفيهية التي تحتفي بالثقافة الرياضية في قطر وخارجها.
وتُبرز معروضات المتحف دور الرياضة كواحدة من أهم التطورات الثقافية، وكذلك تاريخ الألعاب الأولمبية وأهميتها في هذا العصر، وقصص أبطال الرياضة حول العالم، والقصة الملهمة لتطور الرياضة في قطر، طبقاً لما جاء في الموقع الرسمي للمتحف.
يتألف المتحف من سبع صالات عرض تحتضن مقتنيات من جميع أنحاء العالم، من البدايات الأولى للرياضات وحتى يومنا هذا.
عندما دخلنا إلى صالة العرض الثانية "التاريخ العالمي للرياضة"، شاهدنا ما يشبه رحلة عبر تاريخ الرياضة في العالم من العصور القديمة إلى العصور الحديثة.
تحوي صالة العرض حوالي 100 من المقتنيات الأصلية والنسخ، يمتد تاريخها من القرن الثامن قبل الميلاد إلى أوائل القرن العشرين، مقترنة برسومات، وعناصر رقمية سمعية وبصرية وتفاعلية.
تنقسم صالة العرض إلى أجنحة مصنفة بحسب التوزيع الجغرافي والمواضيع، وتُركز على فترات تاريخية مختلفة في أوروبا، وآسيا، وأوقيانوسيا، والأمريكيتين، وإفريقيا والشرق الأوسط. ومن خلال هذه الحضارات المعروضة، تُظهر الصالة كيف تطورت الرياضة في جميع أنحاء العالم، مُستعرِضة أوجه التشابه التي دفعت المجتمعات إلى تطوير الرياضات استجابة لاحتياجات الإنسان العميقة وقتها.
بينما تأخذنا صالة عرض "الأولمبياد" في رحلة تمتد من العصور اليونانية القديمة حتى يومنا هذا مستكشفة الألعاب القديمة إلى ولادة الألعاب الأولمبية الحديثة.
وفي "قاعة الرياضيين" يمكن للزوار مقابلة الأبطال، القدامى منهم والجدد، واستمداد الإلهام من مسيرة نجاحهم وإنجازاتهم. تمتد صالة العرض هذه على ثلاثة طوابق، وتُلقي الضوء على 90 رياضيّاً من جميع أنحاء العالم عاصروا القرنين العشرين والحادي والعشرين، ويمثلون مجموعة كبيرة من الرياضات الدولية.
أبرز المعروضات
من أبرز المعروضات، القميص الذي ارتداه الأرجنتيني العظيم دييغو مارادونا، والذي يصفه الكثيرون بأنه أعظم لاعب كرة قدم في العالم على الإطلاق، عندما سجل هدفين في مرمى إنجلترا في مباراة ربع نهائي كأس العالم 1986 لتفوز الأرجنتين بنتيجة 2-1.
كما اُختير هدفه الثاني في نفس المباراة في استطلاع للفيفا على أنه "هدف القرن العشرين". أُعير القميص للمعرض بعد بيعه في مزاد في مايو/أيار 2022، وأصبح حينها أغلى قطعة تذكارية رياضية تم شراؤها على الإطلاق.
ومن القطع الأخرى في المعرض، كرة القدم التي لُعبت بها نهائيات أول بطولة لكأس العالم عام 1930؛ وأول دليل مكتوب لقواعد كرة القدم يوضح كيفية ممارستها؛ وقميص بيليه الذي لعب به مع فريق سانتوس عام 1973، نفس العام الذي أتى فيه للمنافسة في الدوحة؛ والقمصان التي ارتداها بعض عظماء الرياضة على مر التاريخ.
من جهته، قال عبد الله الملا، مدير المتحف الأولمبي: "الجميع يعرف أن كرة القدم هي أكثر الألعاب شعبية على مستوى العالم، وهذا المعرض سيُمَكِّن زواره من إدراك الدور المحوري الذي تضطلع به الرياضة، لا سيما كرة القدم، في تقريب الناس من بعضهم البعض على الرغم من تنوع ثقافاتهم".
بالإضافة إلى ذلك، سيوضح معرض "عالم كرة القدم" كيف تحظى الرياضة بشعبية خاصة في قطر، علاوة على مدى التأثير الذي تحمله استضافة قطر لكأس العالم، محليًا وإقليميًا.
تنتمي القطع والأفلام والصور المعروضة إلى مجموعة متنوعة من المؤسسات المحلية والدولية، كما يندرج بعضها تحت إطار إعارات من هواة جمع المقتنيات.
هذا إلى جانب قطع مأخوذة من مجموعة كرة القدم الخاصة بالمتحف الأولمبي الرياضي، ومن أجل تمثيل الامتداد العالمي للعبة، تُعرض أيضاً قطع بارزة من المتاحف الشريكة الدولية الكبرى بما فيها المتحف الوطني لكرة القدم في المملكة المتحدة، ومتحف الفيفا، والمتحف الوطني للرياضة في فرنسا.