لم يخيّب الإسباني فليكس سانشيز أمل مسؤولي كرة القدم القطرية، التي منحته كامل ثقتها حين أسندت إليه مهمة الإشراف على تدريب الفئات السنية الشابة للمنتخب، وصولاً إلى المنتخب الأول الذي سيشارك تحت إدارته في كأس العالم 2022 لأول مرة في تاريخه.
فيليكس الذي وُلد يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 1975، عمل مع فرق الناشئين والشباب في نادي برشلونة، لمدة 10 سنوات، واللافت أنه لم يلعب كرة القدم في حياته إطلاقاً.
من هو فيليكس سانشيز مدرب منتخب قطر؟
ويقول الموقع الرسمي للنادي "الكتالوني" عن سانشيز: "مع جذوره في نادي برشلونة، غرس فيليكس سانشيز الحمض النووي لبرشلونة في سيرجي روبرتو ومارك مونيسا وجيرارد ديولوفو ومارتن مونتويا، حتى سافر إلى قطر عام 2006".
وأضاف: "على الرغم من وجوده بعيداً عن برشلونة لمسافة 7000 كيلومتر، فإن سانشيز لم يتخل عن المثل العليا، وطريقة عمله الفريدة".
بعد شباب برشلونة، سافر سانشيز إلى قطر عام 2006، ليعمل في أكاديمية أسباير، ليستمر فيها 7 أعوام، انتهت يوم 30 يونيو/حزيران 2013، ليبدأ رحلة جديدة مع منتخب قطر للشباب تحت 19 عاماً.
وتدرج سانشيز مع الفئات السنية للمنتخبات القطرية، حيث قاد منتخب تحت 19 عاماً للتتويج بكأس آسيا في عام 2014، حين فاز شباب "العنابي" على كوريا الشمالية في النهائي بهدف أكرم عفيف، وذلك يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2014.
واصل سانشيز العمل مع الجيل نفسه من اللاعبين، في منتخب تحت 20 عاماً، وخاض معهم 6 مباريات، فاز في اثنتين مقابل 4 خسارات.
وتكرر الأمر نفسه مع منتخب تحت 23 عاماً، حيث لعب سانشيز 17 مباراة، فاز في خمس منها، وتعادل مثلها، بينما خسر في 7 مواجهات.
وعلى الرغم من هذه الأرقام، فإن سانشيز حافظ على ثقة مسؤولي الاتحاد القطري، بفضل إنجاز عام 2014، وعُين مدرباً للمنتخب الأول يوم 3 يوليو/تموز 2017، ليواصل رحلته مع اللاعبين أكرم عفيف وحسن الهيدوس والمعز علي، وغيرهم، الذين بدأ معهم في أكاديمية أسباير.
بداية سانشيز مع "العنابي"
يومها تسلم سانشيز وظيفته الجديدة بعد انتهاء مهمة الأورغوياني خورخي فوساتي، في المباريات الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم "روسيا 2018".
قاد سانشيز منتخب قطر للتتويج بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بعد مسيرة مذهلة، هزم فيها كل منافسيه في البطولة.
وعلى الملاعب الإماراتية، فاز منتخب قطر بقيادة سانشيز على منتخبات السعودية ولبنان وكوريا الشمالية، ثم تغلب على العراق وكوريا الجنوبية والإمارات في الأدوار الإقصائية.
وفي النهائي، عطّل سانشيز "الكومبيوتر" الياباني، وفاز عليه بفضل ثلاثية المعز علي وعبد العزيز حاتم، وأكرم عفيف.
وكان سانشيز على رأس الإدارة الفنية لـ"العنابي" خلال بطولة كوبا أمريكا 2019، التي شاركت فيها قطر بدعوة رسمية من اتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول"، استعداداً لكأس العالم 2022.
وقدم سانشيز ولاعبوه أداء مذهلاً، وخسروا بصعوبة بالغة أمام الأرجنتين وكولومبيا، بعد أن تعادلوا أمام باراغواي في المباراة الافتتاحية.
تجديد عقد المدرب الإسباني
وبفضل هذه الأرقام والإنجازات، ازدادت ثقة الاتحاد القطري بسانشيز، ليمدد عقد المدرب الإسباني يوم 6 مايو/أيار 2019، ليبقى على رأس عمله حتى انتهاء مشاركة "العنابي" في نهائيات كأس العالم 2022.
وفي مشاركة دولية ثانية، قاد سانشيز المنتخب القطري، لبلوغ الدور نصف النهائي من بطولة الكأس الذهبية 2021، الخاصة بمنتخبات أمريكا الشمالية والبحر الكاريبي.
وفيها تعادل منتخب قطر مع بنما، ثم فاز على هندوراس وغرنادا في دور المجموعات، قبل أن يُقصي السلفادور من ربع النهائي، لكن "العنابي" خسر بصعوبة أمام الولايات المتحدة الأمريكية في ما قبل النهائي.
بالمجمل، قاد سانشيز "العنابي" في 68 مباراة، فاز في 34 منها، بينما تعادل 13 مرة، وخسر 21 مباراة، مسجلاً 113 هدفاً، واستقبلت شباكه 85 هدفاً.