تحدث ضياء السيد، نجم الأهلي ومدرب منتخب مصر السابق، في مقابلة مع "عربي بوست"، عن أمور عديدة ومهمة تخص الكرة المصرية والمنتخب الأول والقطبين الأبرزين، الأهلي والزمالك، فيما يخص الأزمات والإيجابيات والأوضاع الحالية والقادمة، وتصوراته بشأن الموسم الجديد والدوري المقبل.
كما تحدث ضياء السيد عن محمد صلاح، نجم الكرة المصرية الأول وليفربول وأفضل لاعب في إنجلترا، والأحاديث عن تدخلاته في اختيار مدربي المنتخب، ووجود بعض اللاعبين واستبعاد آخرين. وهو الحديث الذي انتشر بشدة عنه طوال الفترة السابقة.
وأوضح السيد لـ"عربي بوست" رؤيته لشكل المنتخب في الفترة المقبلة وأموراً عديدة ومواضيع شائكة، نستعرضها لكم في الحوار التالي:
هل يتدخل صلاح في اختيار المدرب واللاعبين بالمنتخب؟
هذا الكلام ظلم كبير لصلاح، وقد نفاه حازم إمام عضو مجلس الاتحاد بشدة، والكل قال إنه كلام غير صحيح بالمرة، ولا يصح الحديث فيه ثانية.
فالأمر مع ميسي في الأرجنتين ليس نفسه هنا، وحتى هناك لم يتدخل النجم العالمي، فمدرب الأرجنتين سكالوني يعد مغموراً في عالم التدريب، ولابد من الكف عن الحديث بهذا الأمر مرة أخرى.
صلاح قائد بمعنى الكلمة، ويحفز اللاعبين بشكل دائم، ويتحدث بشكل جيد في المؤتمر الصحفي، ولدينا قائد ومدرب. مغرض من يقول إنه يطلب من المدير الفني تغييرات معينة، ولا ينظر للأمر على أن صلاح قائد حقيقي وينال ثقة اللاعبين والمدرب.
أما عن كيروش، فهو مدرسة تدريبية جميعنا تعلم منها، ليس في الأمور الفنية فقط، فالمدرب البرتغالي يهتم بمعرفة آراء الجماهير أو المحللين أو النقاد، إنه لا يترك شيئاً للصدفة، ونظم معنا كل شيء متعلق بأدوارنا في الجهاز، وكنت أتمنى استمراره لأنه سيفيد المنتخب كثيراً.
هل ترى أن فيتوريا يسير على نهج كيروش نفسه مع المنتخب؟
روي مدرب عالمي وله اسم كبير ومسيرة تدريبية رائعة بأوروبا وحتى بمنطقة الخليج في تجربته مع النصر السعودي، لكن هو يحتاج لدوري منتظم ولاعبين يحصلون على فترات راحة جيدة مثلما حدث مؤخراً، كي يكونوا جاهزين لتطبيق علمه وفكره كاملاً وبنجاح في الملعب، ومن ثم يكون شكل المنتخب أفضل، وهو ما حاولنا فعله إبان فترة تولي كيروش الفراعنة، ووصلنا لنهائي كأس الأمم والمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم.
ما رأيناه من اختياراته لقائمة المنتخب يدل على أن له العقلية الخاصة بكيروش نفسها، ويعمل في الاتجاه نفسه لأنه الاتجاه الصحيح ونظام العمل المناسب للتعامل مع منتخب مصر والكرة المصرية.
أنا متفائل به وبعمله، والكل يتحدث عنه بإيجابية من لاعبين ومسؤولين، ولو حالفه الحظ سينجح ويفوز بالبطولة الإفريقية ويتأهل لكأس العالم المقبل بإذن الله.
كيف ترى مدرب الأهلي الجديد كولر وما فعله من نظام عمل وأسلوب جديد؟
وفقًا لسيرته الذاتية فهو مدرب جيد ولديه خبرات واسعة أفضل كثيراً من سلفه ريكاردو سواريش ضعيف المسيرة كمدرب، كما أنه واثق من نفسه كثيراً ولديه ابتسامة ثقة تعلو محياه وتؤكد أنه مدرب كبير ولا يهاب أندية القمة، ولديه تعود على ذلك الأمر.
هذا أهم شيء للعمل مع نادٍ مثل الأهلي، يتطلب الفوز بكل مباراة، وبتقديم أداء جيد كذلك، وهي معادلة صعبة للغاية، ولا يقدر عليها إلا المدربون الكبار.
أسلوب عمله والنظام المختلف الذي اتبعه منذ قدومه بشكل علمي في الأحمال والقياسات البدنية، يؤكد أنه مدرب محترف ولديه طاقم جيد يدرك ما يفعله ويشتغل بأسلوب علمي حديث، كالحال في أغلب أندية العالم الآن بأوروبا وغيرها، ولكننا بعيدون بعض الشيء عن هذه الأمور، فلذلك هي جديدة علينا.
صفقات الأهلي، هل ترى أنها مفيدة أم كان لابد من المزيد من التدعيم؟
أعتقد أن الفريق ليس بحاجة لصفقات كثيرة، فقط يحتاج الدعم في مراكز الهجوم والأجنحة لوجود نقص بها، وكذلك مركز الظهير الأيسر كبديل لعلي معلول، وربما صانع لعب بديل لأفشة.
غير ذلك أرى أن الأهلي مع عودة نجومه لكامل لياقتهم البدنية والفنية وذهاب الإرهاق عنهم، وهو ما تم بفترة الراحة الكافية التي أخذها الجميع، سيظهر الفريق بشكل مختلف وأفضل كثيراً.
أنا أميل لرؤية الإدارة بالتدعيم المحدود الذي حدث مع الاعتماد وتجديد الثقة ثانية في النجوم الأساسية للفريق، بعد شفائها من الإرهاق والإصابات والضغوطات التي مرت بها لتلاحم المواسم الثلاثة الماضية.
هل يعود الأهلي لطريق البطولات بالموسم الجديد؟
هذا في علم الغيب، ولكن إذا أخذنا بالمقدمات فكما قلت إن النجوم عادت لأفضل حال بدني وفني وذهني، ومع عمل المدرب الجديد الواضح أنه مميز منذ بداية فترة الإعداد، وظهرت بشائره في الفوز الكبير بخماسية لهدف على بتروجت أولى وديات الأهلي، أعتقد أن المارد الأحمر في الطريق الصحيح مرة أخرى بالموسم الجديد ونحو منصات التتويج.
فقط أطلب الصبر من الجماهير على المدرب واللاعبين والصفقات الجديدة، حتى ينسجم الجميع مع عمل ونظام كولر ويصبح الفريق وحدة واحدة، حينها سنرى الأهلي المنتظر منهم وفقاً لطموحاتهم الكبيرة كجماهير، في الفوز بالمباريات وتقديم أداء ممتع بالوقت نفسه.
ماذا عن الزمالك؟ كيف ترى الوضع والموسم الجديد مع تدعيماته؟
لا جديد في الزمالك، فهو بطل الدوري مرتين على التوالي، وأيضاً كأس مصر، وأموره مستقرة مع البروفيسور فيريرا الذي غيّر شكل الفريق تماماً ونجح في تنظيمه وإخراج أفضل ما لدى نجومه، وصنع جيلاً جديداً من الشباب رائعين الحقيقة. أرى أنه سيستمر على النهج نفسه وقد ظهر في أول مباراة ببطولة إفريقيا التي سيركز عليها جلياً هذا العام.
التدعيمات جاءت في صميم نواقص قائمة الزمالك، على مستوى لاعب الوسط بعد رحيل طارق حامد بضم زكريا الوردي ونبيل دونجا، وكذلك الظهير الأيمن وقلب الدفاع بعد رحيل حازم إمام ومحمود علاء بضم عمر جابر والزناري، كذلك ثنائي الهجوم إبراهيما نداي وسامسون أكينولا لدعم الجناح والمهاجم.
أعتقد أنها في مكانها بالضبط، وستفيد الفريق، ومع فيريرا لا تقلق على الزمالك؛ فهو مدرب خبير ولديه شخصية قوية ويفصل الفريق تماماً عن كل شيء خارج الملعب، وهو الأهم.
هل سيكون الموسم الجديد من الدوري المصري تنافسياً؟ وماذا تتمنى له؟
أعتقد كذلك خاصة بعد التدعيمات القوية هذا الصيف لبعض الفرق بعينها، مثل المصري مع كامل أبو علي رئيسه الجديد، وإيهاب جلال مديره الفني الجديد كذلك، وأسوان الصاعد حديثاً للممتاز، وقام بصفقات جيدة، والثنائي الرائع من الموسم الماضي فيوتشر بكل نجومه وتدعيماته.
وكذلك سيراميكا كليوباترا الذي أبرم صفقات مميزة، ومع مدرب متمكن مثل أحمد سامي سيكون له شأن مختلفا بالموسم المقبل.
هناك فرق إنبي وسموحة وطلائع الجيش مفاجأة الموسم الماضي باحتلاله المركز الرابع بنهاية المسابقة، والمقاولون العرب وغزل المحلة والاتحاد السكندري وغيره وغيره، لم يعد هناك فريق ضعيف، ما يعطي الدوري قوة إضافية وتنافسية أكبر، ولن يكون مقتصراً على أندية القمة والقطبين فقط، بل سيكون مليئاً بالإثارة والحماس.
وأتمنى له الانتظام وعدم تأجيل مباريات حتى ينتهي الدوري في موعده ولا تتكرر أخطاء وأزمات المواسم الماضية من التطويل أو التلاحم وخلافه، وكل ذلك بالنهاية في صالح المنتخب الوطني المقبل على تحديات مهمة بالفترة القادمة.
كيف ترى بطولة كأس العالم في دولة عربية مثل قطر؟
بطبيعة الحال هو أمر يدعو للفخر أن يقام هذا الحدث العالمي بأراضٍ عربية وفي الشرق الأوسط بدولة مثل قطر، وأنا على ثقة بأنها ستقدم أفضل نسخة للمونديال في كل شيء من تنظيم وملاعب وأجواء، وقد حضرت بنفسي هناك ورأيت كل شيء عن قرب، وحقيقي شيء يدعو للفخر بكل أمانة.
الملاعب على أعلى مستوى عالمي يضاهي أكبر وأفخم ملاعب أوروبا والعالم، الفنادق والتنظيم والأجواء، كل شيء على أكمل وجه، وسيعطي صورة وانطباعاً رائعاً عن المنطقة كاملة للعالم أجمع، وأعتقد أنها ستكون نسخة من أمتع النسخ لكؤوس العالم التي لعبت عبر التاريخ كاملاً.
من ترشح من المنتخبات العربية لتحقيق طفرة بالمونديال؟
في رأيي أن المنتخبات العربية خاصة من شمال إفريقيا مثل تونس والمغرب لن تقدم بطولة كبيرة، خاصة مع عدم الاستقرار الذي شهداه مؤخراً من تغيير مدرب واضطراب عام في صفوف المنتخب. كما أن القرعة أوقعتهما في مجموعات قوية، فسيكون من الصعب أن يعبرا للدور الثاني، وأعتقد أنهما سيرحلان مبكراً من الدور الأول.
أما عرب آسيا فنجد منتخب قطر المستضيف سيكون له حظوظ كبيرة بالنظر للعب وسط أرضه وجماهيره، ولكن مجموعته صعبة كذلك، وربما لا يتخطى الدور الأول.
أما السعودية فأكثرها تماسكاً مع المدرب الفرنسي رينار الذي يعمل معهم منذ مدة ولديهم استقرار فني، لكني كذلك أرى صعوبة في تخطيها الدور الأول.
أرشح منتخب السنغال من إفريقيا لصناعة المفاجأة والوصول لأبعد مدى ممكن في المونديال.
من تتوقع فوزه بالمونديال؟ ومن يكون أفضل لاعب؟
أرى أن البطولة تتجه لأمريكا الجنوبية أكثر، وأميل إلى البرازيل أو الأرجنتين، إحداهما سترفع كأس العالم في قطر، هذا توقعي وأيضاً رؤيتي، بالنظر لقوة صفوفهما وامتلاكهما نجوماً بارزة في كل المراكز، ووفرة بلاعب واثنين وثلاثة مميزين بكل مركز كذلك.
هذا المونديال فرصة أخيرة للنجم ليونيل ميسي لمعانقة كأس العالم، وتكرار ما فعله الأسطورة مارادونا للأرجنتين في مونديال 1986 بالمكسيك، لذلك أتوقع أن تكون تلك هي بطولته، وأن يكون أحسن لاعب، ولم لا يعطي التانجو الكأس الذهبية ليتوج مسيرته العظيمة مع كرة القدم؟!