أثارت مشاركة بعض لاعبي المنتخب الوطني الجزائري مع أنديتهم في مباريات بتل أبيب في إطار المنافسات الأوروبية، الكثير من الجدل، خاصة أن الجزائر تُعد من أكثر الدول رفضاً ومعارضة للتطبيع مع إسرائيل.
وكان الرباعي الجزائري في نادي نيس الفرنسي يوسف عطال وأندي ديلور وبلال براهيمي وهشام بوداوي قد سافروا إلى إسرائيل لمواجهة ماكبي تل أبيب في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي.
وسُئل مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي الإثنين 18 سبتمبر/أيلول في ندوة صحفية قبيل المواجهتين الوديتين أمام غينيا ونيجيريا عن تطبيع لاعبيه مع أنديتهم، وإمكانية اتخاذه إجراءات تأديبية ضدهم، فقال إنه ليس سياسياً ولا يملك أي تعليق.
ووفق مصدر مطلع لـ"عربي بوست"، فإن الاتحاد الجزائري يواجه معضلة حقيقية بشأن تطبيع اللاعبين رياضياً، حيث يتلقى انتقادات إعلامية وشعبية واسعة كلما شارك لاعب دولي ضد فريق إسرائيلي.
وحسب المصدر ذاته، فإن الاتحاد الجزائري لكرة القدم يتبنى موقف البلاد السياسي، ويُعارض كل أشكال التطبيع لكنه يترك الحرية للاعبيه في المشاركة من عدمها بسبب عدم تلقيه أي أوامر حكومية بذلك.
ويضيف المصدر أن الحكومة الجزائرية تترك للمتنافسين الجزائريين في مختلف الرياضات حرية رفض أو مواجهة نظرائهم الإسرائيليين تجنباً للعقوبات التي تسلطها الهيئات الرياضية عليهم.
ما عدا الرياضة.. التطبيع مرفوض
من المعروف أن الجزائر تتبنى سياسياً الطرح المناهض للتطبيع مع إسرائيل في مختلف المجالات.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في عز موجة التطبيع العربي، إن بلاده ترفض التطبيع والهرولة باتجاهه، مؤكداً أنها لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل في ظل عدم قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس.
وعادة ما تنسحب البعثات الجزائرية في الخارج من الملتقيات التي تشارك فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي كنوع من رفض التطبيع.
ودفعت السلطات الجزائرية رئيس اللجنة الأولمبية السابق مصطفى بيراف إلى الاستقالة من منصبه بسبب وقوفه للنشيد الوطني الإسرائيلي في أحد التجمعات الرياضية رفقة مسؤولين رياضيين من اللجنة الأولمبية.
وأعلنت نقابة القضاة الجزائرية السبت 17 سبتمبر/أيلول مقاطعة اجتماع للاتحاد الدولي للقضاة الذي يقام في تل أبيب، وذلك انسجاماً مع الموقف الرسمي الرافض للتطبيع وتضامناً مع الفلسطينيين وفق بيان النقابة.
إكراهات الاحتراف
تعرض الدولي الجزائري محمد الأمين عمورة لعقوبة من ناديه لوغانو السويسري قبل أسابيع قليلة بسبب رفضه السفر لإسرائيل لمواجهة هوبيل بئر السبع في دوري المؤتمر الأوروبي.
وكاد ناديه أن يفسخ عقده بسبب إحجام اللاعب عن السفر إلى تل أبيب، معتبراً تصرفه غير احترافي.
كما تعرض زميله في المنتخب أحمد توبة لانتقادات واسعة في تركيا بسبب رفضه المشاركة مع ناديه إسطنبول باشاك شهير ذهاباً وإياباً ضد ناد إسرائيلي في بطولة المؤتمر الأوروبي.
وفي هذا السياق، نصح مسؤول بالاتحاد الجزائري لكرة القدم، رفض الإفصاح عن اسمه، لـ"عربي بوست" اللاعبين الجزائريين باشتراط عدم اللعب بإسرائيل في عقودهم لتجنب عقوبات أنديتهم في حال قرروا عدم المشاركة في تلك اللقاءات.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”