رغم أن الألماني أنطونيو روديغر مدافع ريال مدريد، القادم للفريق الإسباني مؤخراً، وُلد في ألمانيا ويدافع عن ألوان منتخبها، فإنه شديد التعلق ببلده الأم سيراليون، ويحرص دائماً على التفاعل مع الأحداث الجارية في هذا البلد الإفريقي، ويحاول نقل معاناة سكانه.
وُلد روديغر في برلين عام 1993، وأمضى معظم سنوات عمره في ألمانيا، قبل أن يخوض تجربته الأولى خارجها وتحديداً في إيطاليا، حين انضم لنادي روما عام 2015، ثم انتقل إلى إنجلترا ودافع عن ألوان تشيلسي، وأخيراً حط الرحال في إسبانيا، حيث انضم لريال مدريد.
لاعب ريال مدريد يروي قصة مؤثرة عن بلده الأصلي
مؤخراً أجاب اللاعب المنحدر من عائلة مسلمة، بطريقة غير متوقعة، لدى سؤاله عن مدى الصعوبات التي يواجهها لاعب كرة القدم، مؤكداً أنه لا شيء يُذكر أمام معاناة الفقراء حول العالم، ضارباً مثلاً بما يحدث في بلده الأصلي سيراليون.
وقال في هذا الصدد: "الضغوطات لا تتعلق بكرة القدم. الضغوطات هي أن لا تعرف ماذا ستأكل غداً. في كل مرة أشعر ببعض الضغط عندما أرتدي حذائي قبل مباراة كرة القدم، حينها أسترجع ذكرى معينة، وأشعر وقتها بالسلام على الفور".
وأضاف: "في أول مرة عدت فيها إلى سيراليون مع والدي ووالدتي بعد الحرب الأهلية، كنا نركب سيارة أجرة من المطار، وعلقنا في حركة المرور. كنا متوقفين هناك بدون حركة، وكنت أنظر من النافذة إلى كل الفقر والجوع. كل هؤلاء الرجال والنساء الذين يبيعون الفاكهة والمياه والملابس والأشياء على جانب الطريق للأشخاص القادمين من المطار".
القصة التي تحفز روديغر خلال المباريات
وأردف: "هذه كانت اللحظة التي فهمت فيها لماذا لم يطلق والداي على حارتنا في برلين اسم الغيتو أو المعتقل. كانوا يقولون دائماً إنها جنة على الأرض. ولم أفهم وجهة نظرهم إلا بعد ذهابي إلى سيراليون".
وواصل سرد القصة: "وقتها جاء رجل إلى سيارتنا ليبيع الخبز، وقد بدا يائساً حقاً. قلنا: لا، لا. شكراً لك. ثم جاء رجل آخر إلى سيارتنا يبيع الخبز، وحاول أن يبيعه لنا بجدية أكثر. كان يتحدث عن مدى نضجها، لكنهم قالوا له: لا لا. شكراً لك، ثم جاء رجل ثالث إلى سيارتنا ليبيع الخبز، وكان حقاً يرمي بنفسه. كان يتحدث عن كيف أن هذا أفضل خبز في المدينة، ويرجو أن يتم شراء الخبز منه".
وأتم مدافع ريال مدريد: "أفكر في هذه الذكرى عندما أشعر بأي ضغط في كرة القدم، لأن الحقيقة هي أن هؤلاء الرجال الثلاثة كانوا يبيعون الخبز نفسه بالضبط، من المخبز نفسه بالضبط، إلى السيارات نفسها بالضبط. وفي النهاية سيكون لدى إحدى هذه العائلات طبق من الطعام على المائدة. أما الاثنان الآخران، فربما لا. هذا هو الضغط الحقيقي. هذه هي الحياة الحقيقية".
وكان روديغر أكد عقب انضمامه إلى ريال مدريد عن حياته خارج الملاعب: "أنا عكس ما تراه في الملعب. لا أرى نفسي نجماً، أنا مجرد رجل عادي. ومحظوظ لأنني أعيش حياة جيدة، لأنني ألعب لأندية كبيرة جداً، ولهذا السبب أحب أن أعيد للناس كثيراً مما يمنحونه لي".
وقال: "أحب المساعدة في المستشفيات. لقد نشأت في بيئة مختلفة عما يمكن أن أعيشه الآن. لم نكن أثرياء تماماً، لكنني شعرت دائماً بالثراء، لأنني كنت مع عائلتي. بالنسبة لي الثروة الحقيقية هي الأسرة".