على مدى سنوات ومنذ إعلان فوز الملف القطري باستضافة نهائيات كأس العالم 2022، وتحديداً عام 2010، نجحت قطر بكسب الرهان فيما يتعلق بالملاعب، وباتت جميعها جاهزة منذ وقت مبكر لاحتضان الحدث العالمي الكبير.
خلال تلك الفترة، جهّزت دولة قطر ثمانية ملاعب من أجل استضافة 64 مباراة، للمونديال الذي يُنظم للمرة الأولى في المنطقة العربية، نستعرض كلاً منها بالتفصيل، ونتناول في السطور التالية استاد أحمد بن علي.
تعرف على استاد أحمد بن علي
عند الوصول إلى أرضية الاستاد، قد يعتقد البعض أن قدمايه وطأتا أرضية ملعب أوروبي تابع لأحد أعظم أندية العالم والقارة "العجوز"، لكن واقع الحال يقول غير ذلك.
فما سيراه المشجع أو اللاعب على حد سواء، هو ستاد أحمد بن علي، الذي تم تطويره ثم تجهيزه خصوصاً ليكون أحد الملاعب الثمانية لاستضافة مباريات المونديال.
يقع استاد أحمد بن علي في مدينة الريان، البعيدة عن العاصمة القطرية الدوحة مسافة 20 كيلومتراً فقط، والتي تُعتبر واحدة من أعرق المدن في البلاد، وهو معقل نادي الريان، صاحب الألقاب الثمانية في بطولة الدوري المحلي.
وفيما يتعلق بتصميم الاستاد، فهو مستوحى من الثقافة والتقاليد المحلية لقطر، وهو يشبه إلى حد بعيد المباني المحيطة به.
وتتجمل واجهة الاستاد بعناصر توضح الثقافة القطرية والعمارة الإسلامية، كما تعرض عدة جوانب أبرزها القيم العائلية وجمال الصحراء والحياة النباتية والحيوانية، إلى جانب التجارة الدولية، وكل هذه العناصر تتجمع في تصميم على شكل درع يرمز إلى القوة والوحدة.
وأثناء العمل على تطوير الملعب، تمت الاستعانة بأكثر من 80% من مواد البناء الموجودة أساساً من قبل، كما تم الاحتفاظ بالأشجار المحيطة بالملعب على أحسن وجه.
تم الانتهاء من بناء الملعب في المرة الأولى عام 2003، قبل أن يُوضع على قائمة الملاعب المستضيفة لمباريات مونديال 2022، ليتم العمل على تطويره مرة أخرى بدءاً من عام 2014.
جاهز منذ عام 2020
وأصبح ستاد أحمد بن علي في شكله الجديد، جاهزاً لاستقبال المباريات منذ يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، أي قبل سنتين تقريباً من انطلاق العرس العالمي.
يومها احتضن ستاد أحمد بن علي المباراة النهائية لكأس أمير دولة قطر التي جمعت بين السد والعربي، وانتهت بفوز الأول بهدفين لواحد، أمام أنظار الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، وبحضور جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
حينها أصبح ستاد أحمد بن علي رابع ملعب يتم الإعلان عن جاهزيته لاستقبال مونديال 2022، بعد استاد خليفة الدولي والجنوب والمدينة التعليمية.
ويتسع ستاد أحمد بن علي، الذي سيستقبل مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وويلز يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، (أول مباراة على هذا الملعب في المونديال)، لحوالي 40 ألف مشجع.
وتحمل المقاعد على المدرجات اللونين الأحمر والأسود، ويوفر الملعب أحدث الوسائل التكنولوجية المتعلقة بتبريد الملاعب.
وصُممت الإضاءة الليلية في الملعب لاستخدامها في مناسبات مختلفة منها الخاصة ومنها المتعلقة بالصحفيين، كما يمكن تفكيك المدرجات العلوية من الملعب واعتبارها مساحات إدارية مفتوحة.
استاد أحمد بن علي يستضيف 7 مباريات مونديالية
ومن المقرر أن يحتضن استاد أحمد بن علي خمس مباريات أخرى في دور المجموعات، وهي بلجيكا وكندا، وويلز وإيران، واليابان وكوستاريكا، وويلز وإنجلترا، وأخيراً كرواتيا وبلجيكا.
كما يستضيف استاد أحمد بن علي مباراة واحدة في الدور ثمن النهائي، وذلك يوم 3 ديسمبر/كانون أول 2022، وهي المباراة الأخيرة في المونديال على هذا الملعب.
ومن المقرر أن تنخفض الطاقة الاستيعابية للملعب إلى 20 ألف متفرج فقط، على اعتبار أنه سيتم تفكيك نصف هذه المقاعد، والتبرع بها لمشاريع تطوير لعبة كرة القدم حول العالم.
وسيتمكن المشجعون من الوصول إلى الملعب عبر نظام مترو الدوحة الجديد، الذي يتميز بأنه صديق للبيئة، والذي يأتي في إطار سياسة الدولة لاستكمال تجربة مستدامة.
أما من يريد الحضور إلى الملعب عبر حافلات وسيارات الأجرة فلن يجد أي صعوبة تُذكر في ذلك، أما أصحاب السيارات الخاصة، فسيكون أمامهم وضعها في مواقف واسعة تتسع لأكثر من ستة آلاف سيارة.