اعترف البوسني وحيد خليلوزيتش، مدرب منتخب المغرب السابق، بأن سيناريو إقالته للمرة الثالثة من قيادة أحد المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم، يُشعره بالمرارة، مشيراً إلى أن اعتزال التدريب بشكل نهائي من بين الاحتمالات التي يدرسها حالياً.
وأعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم في 11 أغسطس/آب 2022، انفصاله "بالتراضي" عن مدرب "أسود الأطلس" وحيد خليلوزيتش، وذلك قبل نحو ثلاثة أشهر من انطلاق بطولة كأس العالم 2022 في دولة قطر.
وقالت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في بيان، إن هذا القرار جاء "بالنظر للاختلافات وتباين الرؤى حول الطريقة المثلى لتهيئة المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات" المونديال.
وأعرب عن "الشكر الجزيل لما قدمه المدرب وحيد خليلوزيتش خلال الفترة التي أشرف فيها على قيادة المنتخب الوطني في مقدمتها التأهل الى نهائيات كأس العالم قطر 2022 بمنتخب شاب واعد مليء بطموحات مستقبلية كبيرة".
وحيد خليلوزيتش يُلمح لاعتزال التدريب
وفي أول تصريحات له عقب رحيله عن المنتخب المغربي اعترف خليلوزيتش، بأن الانفصال عنه من قبل ثلاثة منتخبات في مساره قبل نهائيات كأس العالم أمر صعب التقبّل بالنسبة له.
وأضاف لموقع Reprezentacija البوسني أنه يعتبر نفسه أفضل مدرب في تاريخ الكرة المغربية من حيث الأرقام والإحصائيات، بدليل قيادته "أسود الأطلس" إلى نهائيات كأس العالم بجدارة وبعد مستويات مميزة خلال مشوار التصفيات.
وقال: "كل ما حصل لي آلمني بشكل كبير، هل أنا ملعون؟ بناءً على الإحصائيات، فأنا أنجح مدرب في تاريخ المنتخب المغربي، لكن هذا الأمر لا يمثل أهمية. الأسف يعتريني بعدما حدث لي هذا للمرة الثالثة في مسيرتي، خاصة في ظل المجهود والعمل الذي قُمت به".
ولمح خليلوزيتش إلى أن اعتزاله مهنة التدريب يظل من بين الخيارات المطروحة أمامه، مشيراً إلى أنه سيحظى بفترة يخلد فيها للراحة، قبل اتخاذ القرار المناسب.
وأوضح المدرب البالغ من العمر 69 عاماً، أنه تلقى عدة عروض بعد رحيله عن منتخب المغرب، وقال: "لدي الآن ثلاثة أو أربعة منتخبات تتصل بي، إضافة إلى أندية أخرى، غير أنني سأتخذ وقتي في هذه العملية. أحتاج الآن إلى الخلود للراحة، كل شيء وارد الحدوث وهناك عدة احتمالات، من بينها وضع حد لمسيرتي التدريبية".
ونجح المدرب المخضرم في قيادة منتخب المغرب للتأهل إلى مونديال قطر 2022، حيث يواجه كلاً من بلجيكا وكرواتيا وكندا، غير أنه دخل في خلاف مع الاتحاد المغربي، بسبب رفضه استدعاء مهاجم نادي تشيلسي الانجليزي حكيم زياش لأسباب انضباطية.
مسيرة وحيد خليلوزيتش التدريبية
بدأ خليلوزيتش مسيرته التدريبية عام 1990 مع فريق موستار الكرواتي، وفي عام 1997 أشرف على فريق الرجاء البيضاوي المغربي، الذي حقق معه بطولة الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا.
بعد ذلك أشرف على تدريب ثلاثة أندية فرنسية هي ليل وستاد رين وباريس سان جيرمان، ليتوَّج بكأس فرنسا مع الأخير، قبل أن يسافر إلى تركيا للعمل مع طرابزون سبور، ثم إلى السعودية لتدريب اتحاد جدة.
بعد تجربة اتحاد جدة، وقّع خليلوزيتش أول عقد له مع المنتخبات الوطنية، حيث تسلم مهمة تدريب ساحل العاج.
قاد البوسني منتخب الأفيال في 23 مباراة، فاز في 11 وتعادل 10 مرات وخسر اثنتين فقط، ليصل بهم إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، لكنه أقيل في فبراير/شباط 2010، أي قبل 4 أشهر من المونديال الإفريقي.
وبعد ستة أشهر من تلك الإقالة، أشرف خليلوزيتش على تدريب دينامو زغرب، ليحقق معه الفريق ثنائية الدوري والكأس في كرواتيا لموسم 2010-2011.
تجربة خليلوزيتش مع منتخب الجزائر
عاد خليلوزيتش مرة أخرى إلى تدريب المنتخبات الوطنية وهذه المرة مع منتخب الجزائر، الذي قاده في 30 مباراة، فاز في 18 وتعادل 5 مرات وهُزم في 7 لقاءات، وبلغ معه نهائيات كأس العالم في البرازيل.
وصل خليلوزيتش مع "محاربي الصحراء" إلى الدور ثمن النهائي، وودَّع المونديال بعد مباراة ملحمية ضد منتخب ألمانيا (الذي تُوج باللقب لاحقاً وسحق البرازيل 7-1)، التي احتاجت إلى شوطين إضافيين من أجل كسر عناد الجزائريين.
عاد خليلوزيتش إلى طرابزون سبور من جديد، لكن الفترة الثانية لم تدم إلا 3 أشهر، ليتفق مع الاتحاد الياباني لكرة القدم على تدريب منتخب الساموراي.
وكما كان الحال مع ساحل العاج والجزائر، وصل خليلوزيتش باليابانيين إلى كأس العالم "روسيا 2018″، لكنه أُقيل أيضاً قبل انطلاق المنافسات بشهرين، بالتحديد في أبريل/نيسان من ذلك العام.
مشوار وحيد خليلوزيتش مع منتخب المغرب
عمِل خليلوزيتش بعدها لموسم ونصف الموسم مع نانت، ثم سافر إلى المغرب من أجل تدريب "أسود الأطلس" وذلك يوم 15 أغسطس/آب 2019.
وحمل خليلوزيتش على عتقه مسؤولية بلوغ منتخب المغرب إلى مونديال قطر، وهو ما تحقق بالفعل بعد الفوز على الكونغو الديمقراطية في الدور الفاصل بنتيجة 5-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
استمر خليلوزيتش على رأس عمله رغم الخلافات الكبيرة التي هزت علاقته بالإعلام المحلي وبنجوم المنتخب المغربي وفي مقدمتهم حكيم زياش.
ولكن الاتحاد المغربي قرر وضع حد لكل الأزمات التي صاحبت فترة خليلوزيتش مع المنتخب، وقرر إقالته يوم 11 أغسطس/آب 2022، لتستمر لعنة المونديال تطارد المدرب البوسني؛ لكونه سيُحرم من الوجود فيه للمرة الثالثة.
وأوضح الاتحاد المغربي في بيان رسمي، أنه اتخذ هذا القرار بسبب صعوبة استمرار الطرفين في علاقتهما، لوجود خلافات واختلاف كبير في وجهات النظر بين الطرفين.