لا يزال الجمهور الرياضي في المغرب ينتظر الإعلان عن المدير الفني الجديد لـ"أسود الأطلس"، الذي سيشرف على إعداد المنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم قطر 2022، بعد الانفصال مؤخراً عن المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش.
بعد أن كان المدرب المغربي، وليد الركراكي، مرشحاً وحيداً وبارزاً للإشراف على الإدارة الفنية للمنتخب المغربي، علم "عربي بوست" أن الاتحاد المغربي لكرة القدم دخل في مفاوضات مع مدرب آخر إيطالي الجنسية.
كان الاتحاد المغربي قد انفصل بالتراضي عن وحيد خليلوزيتش الأسبوع الماضي؛ "لاختلاف الرؤى الفنية بينه وبين الاتحاد المغربي"، فيما يطمح المغاربة للإعلان في أسرع وقت عن مدرب "أسود الأطلس" الجديد، خاصة مع اقتراب موعد كأس العالم بعد نحو 3 أشهر.
مدرب إيطالي مرشح لقيادة الأسود؟
كان الجمهور الرياضي في المغرب ينتظر إعلاناً رسمياً من اتحاد كرة القدم لتسمية وليد الركراكي مدرباً للمنتخب المغربي، بعد سيلٍ من التقارير الإعلامية بالمغرب وخارجه، جزمت بأن المدير الفني السابق للوداد الرياضي هو المدرب المقبل للمنتخب المغربي.
لكن ظهر مرشح آخر قد يكون المدرب الذي سيقود "أسود الأطلس" في الملاعب القطرية نهاية العام الجاري في المونديال، ويتعلق الأمر بالمدرب الإيطالي والتر مازاري، الذي حطَّ الرحال الثلاثاء 16 أغسطس/آب الجاري بالعاصمة الرباط.
مصدر من الاتحاد المغربي قال لـ"عربي بوست" إن والتر مازاري، المدير الفني السابق لعدد من الأندية الإيطالية، اجتمع مع جلول عينوش، المدير المالي للاتحاد المغربي، ومن المنتظر أن يجمعه اجتماع ثانٍ مع فوزي لقجع، رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد.
وسيعرض مازاري خلال هذا الاجتماع الخطوط العريضة لمشروع "مستعجل"، لتهيئة المنتخب المغربي في الفترة المتبقية عن انطلاق منافسات المونديال، لضمان حضور قوي في العرس الكروي العالمي، بالنظر لضيق الوقت.
وأضاف مصدر "عربي بوست" أن "الإيطالي صاحب الـ 60 سنة يرغب في دخول تجربة الإشراف على المنتخب المغربي، لاقتناعه بقدرته على ترك بصمته في المونديال بالنظر للنجوم الذين يمكنه الاستعانة بهم بعدما غابوا في الفترة الماضية بسبب خلافاتهم مع خليلوزيتش".
من جهتها، ربطت تقارير اعلامية إيطالية زيارة والتر مازاري للمغرب، بإمكانية تعيينه مدرباً للمنتخب المغربي، وذهب البعض لتأكيد حضور العلم الإيطالي في مونديال قطر، في إشارة إلى أن مازاري سيمثل إيطاليا في المونديال من خلال قيادة منتخب المغرب.
أشرف الإيطالي والتر مازاري على العديد من الأندية في بلاده، حيث سبق له تقلد منصب مدير فني لأندية كالياري وتورينو وإنتر ميلانو، وقبلها عمل مع نابولي وسامبدوريا وريجينا وليفورنو وبولونيا.
كما كانت له تجربة أيضاً في الدوري الإنجليزي رفقة نادي واتفورد، في الفترة ما بين 2018 و2022، وهي الفترة التي أشرف خلالها على الدولي المغربي نور الدين أمرابط الذي كان يلعب حينها ضمن صفوف الفريق الإنجليزي.
في المقابل يفتقد مازاري للتجربة في الإشراف على تدريب المنتخبات، إذ لم يسبق له أن درَّب أي منتخب طيلة مسيرته كمدرب، والتي بدأها سنة 1996 كمدرب مساعد بفريق بولونيا.
وليد الركراكي الأوفر حظاً
يبقى وليد الركراكي المرشح الأبرز لخلافة خليلوزيتش في تدريب المنتخب المغربي لكرة القدم، بعدما أجمعت التقارير الإعلامية في المغرب على أن الاتحاد المغربي يراهن عليه لقيادة المغرب في مونديال قطر.
سجَّل الركراكي نجاحه كمدرب واعد، بعدما تمكَّن من قيادة الوداد الرياضي الموسم الماضي إلى الثنائية، بفوزه بلقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي المصري، ولقب الدوري المحلي.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن الركراكي بدأ بالفعل في التواصل مع عدد من اللاعبين الذين يود الاستعانة بهم في المنتخب المغربي، قبل تعيينه رسمياً، لاسيما مع بعض اللاعبين الذين أُبعدوا عن صفوف الأسود في فترة تولي خليلوزيتش مسؤولية الإدارة الفنية.
في مقدمة الأسماء التي تواصل معها الركراكي هناك حكيم زياش لاعب تشيلسي الإنجليزي، وعبد الرزاق حمد الله هداف الاتحاد السعودي، ويوسف المالح لاعب فيرونتينا الإيطالي.
كما أضاف مصدر "عربي بوست" أن وليد يرغب في منح أدوار أكثر أهمية لبعض اللاعبين كإلياس الشاعر لاعب كوينز بارك رينجر الإنجليزي، بعدما طاله التهميش ولزم كرسيَّ البدلاء مع خليلوزيتش.
وقالت المصادر ذاتها إن الركراكي يتابع عن كثب أداء بعض اللاعبين الشباب، الذين قد يستدعيهم للمنتخب الوطني بعد تعيينه مديراً فنياً بشكل رسمي، ويتعلق الأمر بمتوسط الميدان بلال الخنوس لاعب جينك البلجيكي، وإسماعيل الصيباري لاعب إيندهوفن الهولندي.
وكشفت المصادر ذاتها أن الركراكي جهَّز طاقمه الفني المساعد الذي من المنتظر أن يتشكَّل من الثنائي رشيد بنمحمود المدرب المساعد السابق في المنتخب المحلي، وعادل رمزي مدرب رديف إيندهوفن الهولندي الحالي.
عادل رمزي لم يخف، في اتصال هاتفي مع "عربي بوست"، توصُّله بعرض من الاتحاد المغربي ليكون فرداً ضمن الطاقم الفني الجديد للمنتخب المغربي، وزاد: "تلقيت اتصالاً من قبل الاتحاد المغربي، وشرف كبير لي أن أعمل مع منتخب بلدي".
وقال أيضاً: "أخبرت مجلس إدارة فريقي الحالي إيندهوفن الذي يربطني به عقد احترافي بالموضوع، ولم يمانع، شرط الجمع بين المهمتين في النادي الهولندي ومنتخب المغربي، وهو الشرط الذي عرضته على الاتحاد المغربي في انتظار القرار النهائي بالتنسيق مع المدير الفني المنتظر لمنتخب المغرب".
المدرب الذي يريده لقجع
الأسباب التي دفعت فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي، إلى الاستغناء عن خدمات خليلوزيتش قد تعطي صورة حول "بروفايل" المدرب الذي يريده الأخير لقيادة المغرب في نهائيات كأس العالم بقطر.
إذ قال لقجع في حوار سابق مع وكالة "إيفي الاسبانية"، إن لاعبي المنتخب المغربي والشارع الرياضي لم يتقبلوا أن لاعبين حملوا القميص الوطني لفترة تتراوح ما بين 6 و7 سنوات أصبحوا مُبعدين وممنوعين من تمثيل المنتخب.
وأضاف أنه لمس لدى خليلوزيتش نوعاً من اللامبالاة عندما يتعلق الأمر بتفضيل اللاعبين ارتباطهم بالمغرب على اللعب مع منتخب أوروبي، وتابع: "هذا الوضع ولَّد نوعاً من الإحباط لدى المجموعة، ولم يكن في وسعي إلا أن أحيط خليلوزيتش علماً بأن المغاربة بدأوا يشعرون بنوع من التعب من فلسفته وأسلوبه".
كما كشف لقجع في الحوار ذاته تحديات المدرب المقبل قائلاً: "إلى جانب إعداد المنتخب لكأس العالم أهدافنا واضحة، التأهل للمونديال وكأس إفريقيا للأمم، أمران غير قابلين للنقاش، وبما أننا نحتل المركز الثاني وراء السنغال إفريقيا (بحسب تصنيف الفيفا)، فعلينا الوصول إلى الدور النهائي لكأس إفريقيا للأمم، وأمامنا عام من أجل التحضير لهذا الحدث، الذي سيقام نهاية عام 2024 بكوت ديفوار".
الاستعداد للمونديال
وضعت إدارة المنتخب المغربي لكرة القدم برنامج تحضيرات معسكر إسبانيا الذي سيقام في سبتمبر/أيلول المقبل، استعداداً لكأس العالم الذي سيقام نهاية العام الحالي في قطر.
وسيخوض أسود الأطلس مباراتين إعداديتين ضمن المعسكر أمام منتخبي شيلي وباراغواي في الفترة ما بين 20 و27 سبتمبر/أيلول المقبل، علماً بأن منتخب المغرب أجرى مباراة ودية واحدة حتى الآن استعداداً للحدث العالمي أمام الولايات المتحدة الأمريكية، انهزم خلالها بثلاثية مع تقديم مستوى باهت، عجَّل بقرار الانفصال عنه.
واصطدم الاتحاد المغربي لكرة القدم بالكثير من الصعوبات في برمجة مباريات ودية مع منتخبات أوروبية خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، لارتباط منتخبات القارة العجوز بخوض مباريات دوري الأمم الأوروبية، ما دفعه إلى التواصل مع منتخبات أمريكا اللاتينية.
ويأمل المنتخب المغربي من خلال مباراتي شيلي وباراغواي بأن يستعد بصورة جيدة لنهائيات كأس العالم قطر 202، كما يهدف إلى إعادة الثقة للجمهور المغربي بعد المستوى المخيِّب الذي ظهر به في ودية الولايات المتحدة الأمريكية مايو/أيار الماضي.
إذ سيقود المنتخب المغربي في التجمع الإعدادي بإسبانيا المدرب الجديد لأسود الأطلس، وسيكون أول ظهور وأول امتحان له قبل خوض غمار منافسات المونديال القطري، الذي سيواجه خلاله كل من منتخبات كندا وكرواتيا وبلجيكا في دور المجموعات.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”