في عالم كرة القدم يحدث أن يرتدي بعض اللاعبين أرقاماً غريبة وغير معتادة، ويظل أشهرهم لاعب عربي توفي عام 2004 في حادث سير، هو المغربي هشام الزروالي، الذي ارتدى قميصاً يحمل رقماً لم يسبقه إليه أحد، ولم يرتدِه أحد بعده.
هشام الزروالي المولود يوم 17 يناير/كانون الثاني 1977، سلك طريق النجاح مبكراً مع منتخب المغرب للشباب، بعدما قاد "أشبال الأطلس" للتتويج بكأس الأمم الإفريقية عام 1997، بعد الفوز في النهائي على جنوب إفريقيا.
المغربي هشام الزروالي الذي حمل الرقم 0 ومات شاباً
هذا التتويج في حينه، أوصل المغرب إلى نهائيات كأس العالم للشباب، التي أقيمت في نفس العام في دولة ماليزيا، وفيها ودّع المغاربة المنافسات من الدور ثمن النهائي، بعد الخسارة بصعوبة بالغة بهدف لاثنين أمام إيرلندا، في مباراة امتدت لشوطين إضافيين، لكن الزروالي لم يشارك فيها.
قبل مونديال الشباب، كان الزروالي يواصل طريقه نحو حجز مكان أساسي في التشكيل، حيث سجل في شباك كل من هولندا وأرهق دفاعات كرواتيا في دورة تولون الدولية في فرنسا، غير أنه تعرّض لإصابة خطيرة حرمته من المشاركة في المونديال، لكنه سافر مع المنتخب إلى ماليزيا.
وتكفل الزروالي بمهمة إيصال المنتخب الأولمبي إلى دورة الألعاب الأولمبية عام 2000 في سيدني، بعد الفوز على مصر بهدف نظيف، وإحرازه هدفاً في مرمى تونس، لكن الإصابة "اللعينة" حرمته من الظهور في الأولمبياد.
تعافى اللاعب من الإصابة، وعاد لارتداء قميص منتخب المغرب، ولكن هذه المرة مع الفريق الأول في كأس الأمم الإفريقية 2002 في مالي.
سجل الزروالي هدفين في مباراة الفوز على بوركينا فاسو 2-1، لكن منتخب "أسود الأطلس" ودع البطولة من الدور الأول بعد التعادل سلبياً مع غانا، والخسارة بهدف لثلاثة أمام جنوب إفريقيا، ليكون اللاعب بذلك قد ارتدى قميص المغرب في جميع الفئات السنية.
الأندية التي لعب لها هشام الزروالي
وفي مسيرته مع الأندية، بدأ الراحل مع فريق يعقوب المنصور المغمور، ثم نادي اتحاد الشرطة، وفق صحيفة "المنتخب" المغربية، قبل أن يلمع بقميص الفتح الرباطي الذي قاده للعودة والصعود إلى الدرجة الأولى عام 1998.
وبعدها انتقل إلى مواطنه الجيش الملكي، ثم سافر إلى الإمارات للدفاع عن ألوان النصر، ثم حزم حقائبه ليعود إلى المغرب، ليخوض تجربة ثانية مع الجيش الملكي، توج خلالها بلقب كأس العرش مرتين.
وفي تلك الفترة، احترف الزروالي في الدوري الأسكتلندي، ووقّع على عقد انتقاله إلى أبردين (Aberdeen) لمدة ثلاثة مواسم، نال فيها إعجاب أنصار الفريق.
لفت اللاعب المغربي أنظار الجماهير في أسكتلندا والعالم، بعدما اختار ارتداء القميص رقم صفر، وهو رقم لم يسبق لأي لاعب أن ارتداه، وفق صحيفة المنتخب المغربية.
وتوضح الصحيفة أن الزروالي اختار هذا الرقم، الذي ارتداه لموسم كامل، نظراً لأن الصحافة وقتها أطلقت عليه لقب "زيرو" اختصاراً لاسمه، فما كان منه سوى اختيار رقم صفر "zero"، لكن الاتحاد الأسكتلندي قام بحجب الرقم بعد انتهاء ذلك الموسم.
وسرعان ما تألق الزروالي مع أبردين، حيث أحرز هدفين في أولى مبارياته مع الفريق، ثم دخل التاريخ بإحرازه الهدف رقم 700 للنادي، الذي قاده للوصول إلى نهائي بطولتي كأس أسكتلندا وكأس الرابطة.
بعد رحيله عن أسكتلندا سافر الزروالي إلى الإمارات، لكن تجربته الخليجية مع النصر لم تدم طويلاً، ليعود مرة أخرى إلى بلاده.
وفاة هشام الزروالي في حادث سير
توفي هشام الزروالي يوم 5 ديسمبر/كانون الأول من عام 2004، في حادث سير، وكان حينها في السابعة والعشرين من عمره، تاركاً ورءئه زوجته الأسكتلندية وابنته الوحيدة.
وفاة الزروالي جاءت بعد ساعات قليلة من آخر مباراة لعبها مع الجيش الملكي بالدوري المغربي، سجل فيها هدفين بالدقائق الخمس الأولى في شباك الكوكب المراكشي ثم طُرد قبل انتهاء الشوط الأول.
أثناء الحادث حاول الزروالي تجنب صدم أحد الكلاب الضالة الذي ظهر أمامه بشكل مفاجئ على الطريق الواصل بين تمارة والرباط، ليفقد السيطرة على السيارة التي انزلقت في المنعرج المبلل بالمطر، ثم اصطدمت بشجرة؛ مما أدى إلى وفاته على الفور قبل أذان الفجر بساعات.