كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" أن مدرب المنتخب الوطني الجزائري، جمال بلماضي، كان وراء تراجع محمد روراوة عن الترشح لرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بعدما كان يحظى بالإجماع لقيادة الكرة الجزائرية في المرحلة القادمة.
ووفق المصادر ذاتها فإن الخطط التي اقترحها روراوة على المسؤولين في الجزائر لم تعجب بلماضي، خاصة أنها شملت مراجعة راتب المدرب الضخم الذي يبلغ 230 ألف يورو في الشهر.
ويتمتع جمال بلماضي بنفوذ كبير في الكرة الجزائرية، لدرجة أنه كان وراء وصول الرئيس السابق، شرف الدين عمارة، للاتحاد الجزائري لكرة القدم.
ومنذ تم تداول خبر اعتزام روراوة تقديم ملف ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، توقّع الكثير من المتابعين أن يتحرك المدرب الجزائري لمنع ذلك بالنظر إلى قوة شخصية روراوة ونفوذه الكبير، فضلاً عن شعبيته لدى الجمهور الجزائري.
ويعرف روراوة بشخصيته القوية وحبه للسيطرة، وهو ما يجعل تصادمه مع مدرب المنتخب الجزائري، جمال بلماضي، الذي تعود أن يكون الآمر الناهي في كل شيء خلال فترة رئاستَي الرئيسَيْن السابقين خير الدين زطشي وشرف الدين عمارة.
لهذا استخدم بلماضي الـ"فيتو" ضد محمد روراوة
منذ تسرب خبر اعتزام محمد روراوة الترشح لخلافة شرف الدين عمارة على رأس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وكثيرون يتساءلون عن مدى التوافق بينه وبين مدرب المنتخب جمال بلماضي.
ويختلف الرجلان في رؤيتهما لعدة ملفات مهمة، فمن بين الملفات التي كانت من اختصاص روراوة قبل رحيله سنة 2017 واستأثر بها بلماضي لنفسه، بعد انتدابه في 2018، ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية.
ويختلف الرجلان في أسلوب التعامل مع هذا الملف، بحيث يعتمد روراوة على الإغراءات المالية والتفاوض مع اللاعبين وعائلاتهم على شاكلة الأندية المحترفة، في حين يرى بلماضي أن على اللاعب مزدوج الجنسية أن يأتي إلى المنتخب بكامل إرادته، وأن يصرح بذلك ويقوم بإجراءات التخلي عن الجنسية الرياضية الأخرى بنفسه.
الملف الثاني الذي كان سيكون حامي الوطيس بين المدرب والرئيس هو عقد بلماضي، الذي سينتهي بنهاية السنة الجارية.
وتفاجأ الكثير من المتابعين للشأن الرياضي بالراتب الكبير الذي يحصل عليه بلماضي، رغم فشله في تحقيق الأهداف المسطرة.
وكان من الطبيعي أن يُرَاجع العقد بالنظر إلى النتائج السلبية التي حققها بلماضي مؤخراً، إذ أقصي من الدور الأول من أمم إفريقيا، وفشل في التأهل إلى مونديال قطر 2022، لكن ذلك لم يحدث بسبب الشعبية الجارفة لبلماضي في الشارع الجزائري.
ويتقاضى بلماضي 230 ألف يورو شهرياً، وهو أغلى مدرب في إفريقيا، إذ تضاعف راتبه أكثر من ثلاث مرات منذ توليه العارضة الفنية للخضر في 2018.
ويعيش الاتحاد الجزائري لكرة القدم أزمة مالية خانقة جعلته مداناً بحوالي 10 ملايين دولار، بعدما تركه روراوة سنة 2017 من أغنى الاتحادات الكروية في القارة السمراء.
أما الملف الثالث الذي كان سيكون عقبة في مشوار الرجلين معاً، هو ملف النقاش والتشاور والحساب، ويعرف عن روراوة أنه يحب الاطلاع على كل كبيرة وصغيرة في المنتخب، مع المطالبة بتقديم تفسيرات لكل اختيارات المدرب، في حين تعوّد بلماضي على التصرف بحرية كبيرة، وعدم تقديم أي تقارير للاتحاد عن النجاحات والإخفاقات، في ظل ضعف رئيسَي الاتحاد السابقيْن.
أسباب أخرى أبعدت روراوة
إضافة إلى تحفظ جمال بلماضي عن قيادة محمد روراوة للاتحاد الجزائري لكرة القدم، هناك أسباب أخرى جعلت الرجل القوي سابقاً في الاتحاد الدولي لكرة القدم، والاتحاد الإفريقي غير متحمس لخوض مغامرة ثالثة على رأس الكرة الجزائرية وهي:
عدم استجابة الجهات الوصية لمطالبه المالية من أجل إعادة هيكلة الاتحاد، حيث وفقاً لمصادر "عربي بوست"، فإن روراوة طلب قرضاً بقيمة 60 مليون دولار يتم تسديده بعد 5 سنوات.
كما تم رفض فكرته المتعلقة بإصلاح الأكاديميات الرياضية التي كان قد أنشأها خليفته خير الدين زطشي، والتهمت أموالاً ضخمة كان قد تركها روراوة في خزينة الاتحاد قبل مغادرته.
ولم تقبل أيضاً الجهات الوصية (وزارة الشباب والرياضة) مقترح محمد روراوة بأن تدفع هي راتب المدرب الوطني المكلف جداً لخزينة الاتحاد المفلس أصلاً.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”