انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تهرب اللاعبين، وتحديداً في القارة الأوروبية وفي إسبانيا على وجه الخصوص، من دفع الضرائب المستحقة عليهم للدولة التي ينافسون في بطولاتها.
ولا تُعتبر هذه الظاهرة جديدة، لكن اتسعت دائرتها مع تطور منافسات كرة القدم، والرواتب العالية التي يتقاضاها اللاعبون من أنديتهم.
ويسعى بعض النجوم إلى خداع سلطات الضرائب عبر دفع مبالغ معينة، مع إخفاء جزء آخر، في خطوة يعتقدون من خلالها أنهم نجوا من دفع باقي الأموال المستحقة.
وفي كل الأحوال تنكشف هذه التصرفات مع مرور الوقت، حتى بعد الاعتزال، ليدخل اللاعبون في نزاعات قضائية مع مصلحة الضرائب.
وقد يتبادر إلى ذهن القارئ تساؤلات عن الأسباب التي تدفع لاعبين يتقاضون الملايين من الأموال إلى التهرب من دفع هذه الضرائب.
وتكمن الإجابة في أن نظام الضرائب يختلف من دولة إلى أخرى، خاصةً أن بعضها تزيد من نسبة الضريبة كلما ارتفع راتب اللاعب.
وللتوضيح أكثر، فإن وزارة المالية في إسبانيا تفرض على أصحاب الدخل العالي منذ عام 2016، دفع نحو 45% من صافي الراتب كضريبة للدولة، وهي أرقام ضخمة للغاية.
اقرأ أيضاً
أشهر اللاعبين الذين تهربوا من دفع الضرائب
وفي هذه السطور نرصد بعض النجوم الذين دخلوا في هذا الصراع، وفي النهاية قاموا بتسوية أمورهم الضريبية.
اقرأ أيضاً
دييغو أرماندو مارادونا
أصدرت محكمة إيطالية في عام 2005، حكماً على أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية دييغو مارادونا، بدفع 37.2 مليون يورو، من بينها 23.5 مليون يورو فوائد متأخرة؛ لامتناعه عن دفع ضرائب الدخل العادية، وليصل المبلغ لاحقاً إلى 40 مليون يورو.
لكن مارادونا قال في مقابلة صحفية عام 2016: "منذ سنوات يزعمون أنني مدين لهم بأكثر من 40 مليون يورو، لتهرُّب ضريبي لم يثبته جميع القضاة".
وأضاف: "لا أدين بشيء لأي أحد، ورغم أنني بريء فإنني أُعامَل كأسوأ المجرمين أمام الجميع".
وفي وقت لاحق وبالتحديد يوم 10 مارس/آذار 2017، أكد ماتياس مورلا، محامي مارادونا، أن مصلحة الضرائب الإيطالية أسقطت عنه مبلغ 37.2 مليون يورو كضرائب مستحقة عليه، عن الفترة التي قضاها لاعباً لنابولي بين عامي 1984 و1991.
مسعود أوزيل
كشفت التسريبات الشهيرة المعروفة باسم "فوتبول ليكس"، عن تورط النجم الدولي الألماني الأسبق، في التهرب من دفع الملايين من الجنيهات الإسترلينية.
وفي أبريل/نيسان 2016 طالبت السلطات الإسبانية أوزيل بدفع تعويضات مالية إذا ما أراد تجنب مزيد من العقوبات.
وسدد أوزيل مليوناً و55 ألف جنيه إسترليني في عام 2015، من أصل 6 ملايين جنيه إسترليني تطالبه السلطات الإسبانية بدفعها، حتى تعفيه من تهمة التهرب الضريبي.
ليونيل ميسي
أدانت المحكمة العليا في إسبانيا ميسي يوم 24 مايو/أيار 2017 بالتهرب الضريبي، وحكمت عليه بالسجن لمدة 21 شهراً مع وقف التنفيذ، مع دفع غرامةٍ قدرها 2.1 مليون يورو.
ولم يتم تطبيق قرار الحبس باعتبار أن العقوبة أقل من سنتين، إضافة إلى خلو سجل ميسي المدني من أي تهم جنائية سابقة، وهو أمر متعارف عليه في القانون الإسباني، فيما بقيت العقوبة المالية.
وقررت المحكمة ذلك على خلفية اتهام ميسي ووالده خورخي، في يوليو/تموز 2016، بالتهرب من دفع الضريبة المقدرة بـ4.16 مليون يورو، والمتعلقة بحقوق صورة النجم الأرجنتيني التي تقاضاها خلال الفترة بين عامي 2007 و2009 عبر شركات وهمية.
وخلال تلك الفترة وقّع ميسي عقوداً مع شركات أديداس وبيبسي ودانون، ولكن ليس شخصياً بل عن طريق شركات وهمية.
وبرر "ليو" ذلك بأنه يركز فقط على كرة القدم، وأنه لا يعلم بنود العقود وصياغتها في ما يتعلق بإدارة ثروته، وهي حجة لم تقبلها المحكمة.
كريستيانو رونالدو
على طريقة ميسي، أبرم غريمه كريستيانو رونالدو صفقة مع القضاء الإسباني؛ من أجل حل قضية التهرب الضريبي، التي وصلت قيمتها إلى 14.7 مليون يورو، تمت من خلال هيكلة تجارية، أخفت أرباح النجم البرتغالي في الفترة ما بين 2011 و2014.
وحُكم على رونالدو بالحبس لمدة عامين مع وقف التنفيذ يوم 22 يناير/كانون الثاني 2029، مع استبدال العقوبة بغرامة مالية تُضاف إلى المبلغ المذكور أعلاه.
وألزمت المحكمة النجم البرتغالي بدفع غرامةٍ قدرها 3.2 مليون يورو، مع استبدال عقوبة السجن مع وقف التنفيذ بمبلغ 356 ألف يورو.
ولكن متحدثاً باسم المحكمة لم يحدد ما إذا كان مبلغ الـ3.2 مليون يورو ضمن التسوية، التي تم الاتفاق عليها بين محامي الدفاع عن كريستيانو والسلطات الإسبانية في يونيو/حزيران 2018، والتي تفرض على "الدون" دفع 18.8 مليون يورو على خلفية تهربه الضريبي.
واين روني
كشفت صحيفة بريطانية عن مخطط مهاجم مانشستر يونايتد الأسبق، الذي واجه في أكتوبر/تشرين الأول 2016، اتهاماً خامساً بالتهرب الضريبي.
وحسب صحيفة "التايمز" فإن روني كان ينوي تقديم أوراق تثبت تعرضه للخسارة عقب دخوله في شراكات بمشاريع غير مربحة.
وسعى روني من وراء ذلك إلى إعفائه من دفع الضرائب، لكن حيلته لم تنطلِ على القضاء الإنجليزي، الذي اتهمه بالتهرب الضريبي للمرة الخامسة في ظرف 4 سنوات فقط.
خافيير ماسكيرانو
احتال المدافع الأرجنتيني على مصلحة الضرائب وهرب من دفع 1.5 مليون يورو، مقابل بيع الحقوق التجارية لصوره إلى شركة أجنبية.
وطالب القضاء الإسباني، يوم 27 يونيو/حزيران 2016، مدافع برشلونة الأسبق بسداد المبلغ كاملاً، إضافة إلى 220 ألف دولار من الفوائد المستحقة.
ولم يقدم ماسكيرانو إلى مصلحة الضرائب في 2011 و2012 الوثائق الخاصة بعائدات بيع الحقوق التجارية لصوره، ولم يسدد الضرائب المستحقة عليها، وأن هذا الأمر بدأ حينما كان لاعباً في ليفربول واستمر في برشلونة.
ووفق صحيفة "أل باييس" الإسبانية فإن ماسيكرانو اعترف بالمسؤولية الكاملة عن هذه القضية، عكس مواطنه ليونيل ميسي الذي كان والده متهماً معه فيها.
أليكسيس سانشيز
حكمت المحكمة الإسبانية على مهاجم إنتر ميلان الحالي، يوم 7 فبراير/شباط 2017، بالسجن لمدة 16 شهراً، بسبب التهرب من الضرائب.
وأدانت المحكمة سانشيز بالتهرب من دفع مبلغ مليون يورو خلال الفترة التي لعب فيها بقميص برشلونة، وذلك بسبب حقوق الصور خلال عامي 2012 و2013.
وتوصل المهاجم الدولي التشيلي إلى اتفاق مع سلطات الضرائب الإسبانية، لتسديد الأموال المستحقة بجانب الفوائد التي وضعت عليه.
راداميل فالكاو
تم تغريم المهاجم الكولومبي من قِبل محكمة إسبانية يوم 22 مايو/أيار 2018، بدفع مبلغ 9 ملايين يورو، إضافة إلى عقوبة السجن مع وقف التنفيذ، بسبب التهرب الضريبي
وكان فالكاو قد دفع فعلاً يوم 14 يوليو/تموز 2017، مبلغ 8.2 مليون يورو؛ من أجل تسوية قضية تهربه من الضرائب في عامي 2012 و2013، في أثناء دفاعه عن قميص أتلتيكو مدريد.
وأوضحت صحيفة "إل موندو" الإسبانية حينها، أن "النمر" الكولومبي دفع 7.4 مليون يورو مقابل تهربه الضريبي، إضافة إلى 790 ألف يورو كفوائد.
وحصل فالكاو على عائدات بقيمة 5.6 مليون يورو من حقوق بيع صوره في تلك الفترة، ويُعتقد أنه استخدم شركات وهمية في الجزر العذراء البريطانية وإيرلندا وكولومبيا وبنما؛ للتهرب من دفع هذه الضرائب.
نيمار دا سيلفا
تتهم سلطات الضرائب الإسبانية النجم البرازيلي بالتهرب من دفع 34 مليون يورو، وفقاً لوثيقة رسمية صادرة عنها يوم 30 سبتمبر/أيلول 2020.
وجاء اسم نيمار ضمن قائمة تضم آلاف الأفراد والشركات المتهمة بالتهرب الضريبي، حيث وُضع البرازيلي في اللائحة عن الفترة التي كان يلعب فيها لبرشلونة بين عامي 2013-2017.
ولم توضح الوثيقة ما إذا كانت الضرائب متعلقة بصفقة انتقال نيمار من سانتوس إلى برشلونة في صيف 2012، لكنها أكدت أن البرازيلي تجاوز الموعد النهائي لتسديد الديون في ديسمبر/كانون الأول 2019، ليتم وضعه على القائمة السوداء.
صامويل إيتو
وصل القضاء الإسباني إلى قناعة بأن إيتو مدان بالتهرب الضريبي، وعليه حكم بسجنه لمدة 22 شهراً مع وقف التنفيذ، وذلك يوم 20 يونيو/حزيران 2022.
وفي تعليقه على الحكم، أقر إيتو بالتهم المنسوبة إليه، مشيراً إلى أنه كان صغيراً وقتها، قبل أن يؤكد أنه سيقوم بدفع المبالغ المطلوبة منه.
وثبَّتت المحكمة تهرُّب إيتو، الذي يرأس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم حالياً، من دفع الضريبة المقدرة بـ3.8 مليون يورو في الفترة ما بين 2006 و2009، وحينها كان لاعباً في برشلونة.
ويتهم إيتو وكيلَ أعماله السابق خوسيه ماريا ميساييس، الذي حُكم عليه أيضاً بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، بارتكاب جرائم احتيال واختلاس في إدارة أصوله، وهي ادعاءات قيد التحقيق حالياً.