يمر الملاكم الجنوب إفريقي سيفيسيل مونتونغوا بحالة نفسية سيئة للغاية، على خلفية النزال الذي جمعه بمواطنه سيميسو بوثيليزي الأسبوع الماضي، والذي انتهى بطريقة مأساوية.
وأعلن اتحاد اللعبة في جنوب إفريقيا وفاة بوثيليزي يوم 8 يونيو/حزيران 2022، بعد أيام من خوضه نزالاً ماراثونياً من عشر جولات ضد مونتونغوا.
الملاكم الذي تسبب بوفاة منافسه يُهدد بالانتحار
وذكرت صحيفة marca الإسبانية، أن مونتونغوا تعرض لحملة إهانات عنيفة، على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعله يفكر في الانتحار.
وقال مونتونغوا في حديث مع وسائل إعلام محلية: "تعرضت لانتقادات شديدة، وتلقيت إهانات على منصات التواصل الاجتماعي عندما تم إدخال سيميسو إلى المستشفى".
وأضاف: "زادت حدة هذه الإهانات بعد وفاته، وصلت لدرجة لا يمكنني تحملها، والآن أنا أمام أمر واحد وهو أن أقتل نفسي".
وتابع مونتونغوا: "حتى جيراني نشروا رسائل بشعة جداً عني على وسائل التواصل الاجتماعي، لم أعُد آمناً، أنا لم أقتل سيميسو".
وواصل: "ربما شاركنا في معركة ملاكمة، لكنها لم تكن مسألة حياة أو موت، كل ما أردته هو الفوز باللقب، والذي ربما سيساعد في تغيير حياتي وحياة عائلتي".
وأوضح: "أنا الوحيد الذي يعمل في المنزل، حيث أقيم مع أخي الصغير وخالتي وأطفالها، ماتت والدتي عندما كنت في الرابعة من عمري، لا يزال والدي على قيد الحياة ولكننا لا نعيش معه".
وأتم: "لذا، فإن الفوز بهذا اللقب (بطولة WBF الإفريقية للوزن الخفيف) سيساعدني مالياً، لكن الناس وصفوني بالقاتل، كان من الممكن أن أكون أنا الذي مات وليس بوثيليزي".
مدرب الملاكم يحاول إنقاذه
في هذه الأثناء أكد مميلي مخيزي، مدرب مونتونغوا، أنه يبذل جهوداً مضنية من أجل مساعدة لاعبه على التغلب على هذه الضغوط، وتخليصه من تفكيره بالانتحار.
وكشف مخيزي أن لاعبه تعرض لضغوط لا يمكن تحملها، أجبرته على عدم حضور جنازة بوثيليزي أو تقديم التعازي لأسرته.
وتلقى بوثيليزي (24 عاماً) ضربة قاضية تسببت له بنزيف حاد في المخ، حيث ظهر في مقطع فيديو مؤثر وهو يسدد اللكمات في الهواء ولا يرى منافسه، الأمر الذي استدعى الحكم إلى إنهاء النزال.
وعلى إثر ذلك تم نقل الملاكم الشاب على الفور إلى مستشفى ووُضع في غيبوبة مستحثة طبياً بعد اكتشاف نزيف في المخ، لكنه فقد حياته.
وأكد الاتحاد الجنوب إفريقي للملاكمة، أنه سيجري تحقيقاً مستقلاً في ملابسات الحادث، بينما شدد بيكي منغوميزولو، مدرب بوثيليزي، أنه كان بصحة جيدة في الفترة التي سبقت المباراة.
ومع تكرار مثل هذه الحوادث، تطفو على السطح التساؤلات حول جدوى رياضة الملاكمة، وما الفائدة التي تقدمها لعشاق الرياضة والترفيه على حد سواء، ليعود الجدل حول هذه الرياضة "العنيفة".
وصرّح الملاكم الأمريكي الراحل جو فريزر في عام 2011 قائلاً: "الملاكمة هي الرياضة الوحيدة في العالم التي قد تتسبب بضرر لدماغك، وتفقدك أموالك، وتحجز لك موعداً لدى الحانوتي".