فاجأ لاعب الإسكواش محمد الشوربجي مؤخراً متابعي تلك اللعبة خاصة، والرياضة بشكل عام في مصر، باتخاذ قرار تمثيل إنجلترا بدلاً من بلده الأم، ليمثّل ذلك خسارة كبيرة للعبة التي تحتل فيها مصر مكانة متقدمة عالمياً.
قرار الشوربجي تمثيل منتخب إنجلترا بعد سنوات من اللعب تحت العلم المصري، أثار جدلاً واسعاً في مصر وفي العالم العربي، وأعاد تسليط الضوء على نجوم آخرين من مصر اختاروا تمثيل بلدان أخرى، بعضهم بحكم ولادتهم ونشأتهم في الخارج، وآخرون لحصولهم على التقدير الذي يستحقونه.
رياضيون مصريون قرروا تمثيل دول أخرى قبل محمد الشوربجي
في السطور التالية نسلط الضوء على عدد من الرياضيين المصريين الذين قرروا تمثيل بلدان أخرى.
فارس حسونة
أهدى حسونة، ذو الأصول المصرية، دولة قطر أول ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركاتها في دورات الألعاب الأولمبية الصيفية، وذلك في منافسات رفع الأثقال للرجال وزن 96 كيلوغراماً في أولمبياد طوكيو 2020.
ووصل الرباع حسونة، المولود في مدينة المحلة عام 1988، إلى قطر عام 2014، برفقة والده إبراهيم الذي تلقى عرضاً للتدريب هناك، ومثل فارس قطر في أولمبياد ريو دي جانييرو 2016.
وقبلها طلب الوالد، وهو رباع مصري سابق، من مسؤولي اللعبة في مصر الأوراق الخاصة بنجله، لتأكيد أنه غير مدرج في سجلات المنتخب المصري، وهو ما حدث.
وخرج محمود محجوب، في تصريحات مدوية بعد حصول حسونة على ذهبية رفع الأثقال في طوكيو، أكد فيها أن أرقام اللاعب خلال بداياته طبيعية، ولم تشهد الطفرة إلا عند رحيله إلى قطر.
محمود فوزي سبيع
بدأت أزمة المصارع المصري مع اتحاد بلاده في يوليو/تموز 2017، بعدما وجه اتهاماً للاتحاد بمجاملة فرج عامر، رئيس نادي سموحة، والذي قام بتسجيل نجل أحد أصدقائه للمشاركة في دورة ألعاب البحر المتوسط بدلاً منه، الأمر الذي نفاه عامر.
وبعد حوالي 10 أشهر من تلك الواقعة، أعلن اتحاد المصارعة المصري إيقاف فوزي وإحالته للتحقيق، على خلفية تلك الاتهامات.
بعدها حزم فوزي أمتعته وسافر إلى الولايات المتحدة، بعدما تأكد من عدم مشاركته في أولمبياد طوكيو 2020 على خلفية قرار إيقافه، ليعلن يوم 25 يوليو/تموز 2018، حصوله على الجنسية الأمريكية.
وأكد المصارع المصري، الحاصل على بطولة إفريقيا للمصارعة 5 مرات، وبطولة العرب 4 مرات، وفضية الجائزة الكبرى في إسبانيا عام 2016، حينها استعداده الفوري لتمثيل الولايات المتحدة في البطولات العالمية.
طارق عبدالسلام
أُصيب طارق، الذي مثّل منتخب مصر للمصارعة، في أحد المعسكرات التدريبية لـ"الفراعنة"، ورفض اتحاد اللعبة في بلاده تحمل نفقات علاجه، على اعتبار أنه لاعب غير مؤثر، وهو ما دفعه للسفر إلى بلغاريا عملاً بنصيحة أصدقائه، من أجل تلقي العلاج من جيبه الخاص.
ولأن فاتورة العلاج كانت أعلى مما لديه، أُجبر طارق على العمل بائعاً للشاورما في أحد المحال، حتى وصلت قصته إلى مسامع المسؤولين البلغاريين الذين ساعدوه في تحمل نفقات علاجه.
وبعدها تم عرض الجنسية عليه فوافق، ليلعب بعدها طارق عبد السلام تحت العلم البلغاري، إذ حصد ذهبية بطولة أوروبا تحت 75 كيلوغراماً، وذلك يوم 8 مايو/أيار 2017.
وفي تصريحات صحفية، اعترف إبراهيم عادل، عضو الاتحاد المصري للمصارعة، بالتقصير وتجاهل طارق، مؤكداً أنه لا يمكن محاسبته قانونياً لأنه حصل على الجنسية.
وأقر عادل أن اتحاده فشل في تبني موهبة عبد السلام، كما أهمل علاجه وتركه على طبق من ذهب لمن اعتنى به وقَّدر موهبته، وفق وصفه.
سامح الدهان
أثار إعلان الاتحاد المصري للفروسية استبعاد الدهان من المشاركة في دوري الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020، غضب اللاعب الذي قرر تمثيل الاتحاد الإنجليزي تحت العلم البريطاني.
حينها أعلن الاتحاد المصري للفروسية برئاسة هشام حطب، القائمة النهائية للاعبين المشاركين في طوكيو والمكونة من أربعة فرسان، وتم وضع الدهان في المركز الخامس، ما يعني أنه كان على قائمة الانتظار لو حدث أي طارئ.
وحسب الترتيب العالمي، فإن الدهان كان من المفترض أن يكون ثالثاً بعد عبد القادر سعيد ونائل نصار، لكن ما حدث أن الفارس جاء خامساً بعد محمد طاهر زيادة ومحمد البرعي، اللذين يأتيان بعده في الترتيب.
وبعد استبعاده لصالح الفارس زيادة، فكر سامح في التجنيس الرياضي، ليقرر بالفعل اللعب لصالح الاتحاد الإنجليزي بدءاً من يوم 24 أغسطس/آب 2021، وهو القرار الذي حظي بدعم زوجته، التي كانت مالكة الحصان الذي يشارك فيه الدهان في البطولات.
حسين ياسر المحمدي
وُلد المحمدي يوم 9 يناير/كانون الأول 1984 لأب مصري، كان يعيش في العاصمة القطرية الدوحة، الأمر الذي ساهم في حصوله على الجنسية القطرية.
ويُعتبر المحمدي أحد اللاعبين الذي دافعوا عن ألوان قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، وبحكم حمله للجنسية القطرية، مثّل المحمدي المنتخب القطري عام 2002 وكان أحد أبرز نجومه.
وكانت لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم تمنع أي لاعب شارك ولو لدقيقة واحدة مع المنتخب الأول لأي بلد، من تمثيل منتخب آخر، وهو ما حرم المحمدي من اللعب لـ"الفراعنة".
لكن هذه اللائحة تغيرت فيما بعد، وبات "الفيفا" يسمح للاعبين بتمثيل أكثر من منتخب، وفق قواعد وشروط معينة ومعقدة.
وسار شقيقه أحمد ياسر المحمدي على دربه، وحجز مكاناً أساسياً له في تشكيلة منتخب قطر في عام 2013، في مركز قلب الدفاع.
هيثم حسن
وُلد هيثم حسن عام 2002، ويحمل الجنسية المصرية من والده، فيما تمنحه والدته الجنسية التونسية، بجانب الفرنسية، وبالتالي هو مؤهل كروياً لتمثيل 3 منتخبات.
وانضم هيثم حسن في 2021 لفريق ميرانديس، المنافس في دوري الدرجة الثانية الإسباني، معاراً من نادي فياريال، الذي تُوج وقتها ببطولة الدوري الأوروبي.
وسبق لحسن أن مثل منتخب فرنسا في الفئات السنية الصغرى، ويحلم باستدعائه إلى صفوف المنتخب الأول، وفق ما قال وائل جمعة، نجم الأهلي الأسبق والمحلل الفني في قنوات beIN Sports.
وكشف جمعة، حينما كان مديراً للكرة مع منتخب مصر، عن سبب عدم استدعاء اللاعب لتمثيل "الفراعنة"، وقال: "تواصلت بالفعل مع والد اللاعب هيثم حسن، وأبلغني أن نجله سيختار ثم سيبلغنا، ولكنني أعتقد أنه ينتظر الانضمام للمنتخب الفرنسي".
وفي نفس الوقت يسعى المنتخب التونسي إلى إقناع هيثم حسن بالانضمام لـ"نسور قرطاج"، ولو استجاب اللاعب لهذه المساعي، فعليه تقديم طلب لـ"الفيفا" من أجل تغيير جنسيته الكروية من فرنسية إلى تونسية.
عبد الله ياسين
خاض اللاعب المولود في فرنسا لأب مصري وأم جزائرية، تجربة احترافية مع أندية إيطالية وفرنسية استمرت لسنوات، بدأت عام 2011 وانتهت عام 2019 مع باريس سان جيرمان.
وخلال تلك الفترة لعب ياسين لأندية بولونيا وتراباني وأزيرو في إيطاليا، ولنادي لوريان إلى جانب سان جيرمان في فرنسا.
وانضم اللاعب قبل سنوات للمعسكرات التدريبية لمنتخب مصر للشباب في أكثر من مناسبة، وشارك في بطولة إفريقيا للشباب، لكنه لم يحظَ بفرصة اللعب مع المنتخب الأول بعد عدة أزمات.
وفضَّل ياسين المشاركة مع منتخبات فرنسا الصغرى، إذ شارك في 36 مباراة بمختلف الفئات العمرية، سجل خلالها 22 هدفاً.
أحمد عبد المقصود
وُلد عبد المقصود في مدينة الإسكندرية الساحلية يوم 7 أغسطس/آب 1989، قبل أن تسافر عائلته إلى دولة الكويت لتستقر هناك، وفيها تُوج مع فريق القادسية بدوري الناشئين.
عاد إلى مصر لفترة من الوقت، ليلعب مع ناشئي الأهلي، قبل أن يسافر إلى الكويت مرة أخرى، ومنها إلى قطر بصحبة عائلته، لينضم إلى صفوف السد عام 2007.
واجه اللاعب مشكلة قبل قيده مع الفريق مع انتهاء عدد اللاعبين الأجانب المسموح بوجودهم في القائمة، ليتكفل السد بمهمة إقناعه بالحصول على الجنسية القطرية، وهو ما تم بعد جهد.
وفي الدوري القطري لعب لعدة أندية منها الأهلي والريان وأم صلال والدحيل ولخويا، إلى جانب السد، ليتم استدعاؤه لتمثيل منتخب "العنابي"، حيث تُوّج معه ببطولة خليجي 22، التي أقيمت عام 2014.
أحمد أشرف الفقي
يملك اللاعب المولود في 31 ديسمبر/كانون الأول 1992، الجنسيتين المصرية والسعودية، ولعب في صفوف الهلال السعودي.
وبسبب أسلوب لعبه، القريب إلى حد ما من أسلوب نجوم كرة القدم البرازيلية، أطلقت عليه الجماهير السعودية لقب "برازيلي الرياض".
كان الفقي من العناصر التي تم استدعاؤها لتمثيل منتخب السعودية في بطولة خليجي 23 التي أقيمت في الكويت، لكنه لم يشارك.
حاول الأرجنتيني هيكتور كوبر، مدرب مصر الأسبق، ضمه لصفوف المنتخب، لكن اللاعب رفض تمثيل "الفراعنة"، وفضّل "الأخضر" السعودي، وفق موقع "صوت الأمة" المصري.