تُوّج المنتخب الأرجنتيني بكأس السوبر الأوروبية اللاتينية، التي أُطلق عليها اسم "فيناليسيما"، عقب الفوز الكبير على المنتخب الإيطالي على ملعب ويمبلي الشهير في العاصمة البريطانية لندن.
وتغلب "التانغو" على "الآززوري" بنتيجة 3-0، يوم الأربعاء 1 يونيو/حزيران 2022، في المباراة التي جمعت بين بطلي كوبا أمريكا 2021 وكأس الأمم الأوروبية (يورو 2020).
ولا تُعتبر هذه المباراة هي الأولى من نوعها في التاريخ؛ إذ سبق تنظيمها من قبل بين بطلي كوبا أمريكا وكأس الأمم الأوروبية في مناسبتين سابقتين.
ما هي بطولة فيناليسيما؟
وانبثقت فكرة إقامة هذه البطولة، من مسابقة الأندية المعروفة باسم "الإنتركونتينينتال"، التي كانت تُقام بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، وظهرت للمرة الأولى عام 1960.
أنشئت البطولة تحت اسم كأس الأمم الأوروبية الأمريكية الجنوبية، قبل أن يتم تغييرها إلى "أرتيميو فرانكي"، وهو اسم الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وتغير اسم البطولة، التي كانت بمثابة كأس سوبر بين القارتين، إلى أرتيميو فرانكي، كونه توفي في حادث سير عام 1983.
وتم الاتفاق بين الاتحادين الأوروبي لكرة القدم "يويفا" وأمريكا الجنوبية "كونميبول" على إقامة البطولة كل 4 سنوات، على أن يتم استضافة المباريات بالتناوب بين القارتين.
وكانت النسخة الأولى من البطولة، قد لُعبت بين فرنسا (بطل يورو 1984)، وأوروغواي (بطل كوبا أمريكا 1983) يوم 21 أغسطس/آب 1985 على ملعب "دو فرانس"، في العاصمة الفرنسية باريس.
بدأ أبطال أوروبا المباراة بقوة، واحتاجوا لـ5 دقائق فقط من أجل هز شباك الحارس رودولفو رودريغيز، بواسطة لاعب خط الوسط دومينيك روشيتو.
وفي الشوط الثاني أطلق لاعب خط الوسط الآخر، جوزيه توريه، رصاصة الرحمة على أوروغواي، وأحرز الهدف الثاني في الدقيقة الـ56، ليفوز منتخب "الديوك" بلقب النسخة الأولى.
وبعد 4 سنوات من ذلك، فشل الاتحادان القاريان في تنظيم المباراة الثانية، بسبب عدم اتفاق هولندا (بطل يورو 1988)، وأوروغواي (بطل كوبا أمريكا 1987)، على تحديد موعد لإقامتها.
تتويج أرجنتيني
وأحيت الأرجنتين (بطل كوبا أمريكا 1991)، والدنمارك (بطل يورو 1992)، البطولة من جديد، عندما تقابلتا يوم الأربعاء 24 فبراير/شباط 1993، على ملعب خوسيه ماريا مينيلا، في مدينة مار ديل بلاتا الأرجنتينية.
في تلك المباراة قبلت الدنمارك هدية أرجنتينية مبكرة، وتقدمت في النتيجة بعد 12 دقيقة من البداية بهدف عكسي من المدافع نيستور كرافيوتو، لكن زميله كلاوديو كانيغيا صحح خطأ مواطنه، وأعاد الأمور إلى نصابها مع انقضاء نصف الساعة الأولى.
كانيغيا بالذات كان الوحيد الذي أهدر ركلة ترجيح للأرجنتين في تلك المباراة، ولكن من حسن حظه، فقد أضاعت الدنمارك ركلتي ترجيح عن طريق بيارنه غولدبيك وكيم فيلفورت، ليفوز "التانغو" بنتيجة 5-4.
وكانت هذه الكأس بمثابة آخر لقب يرفعه الأسطورة مارادونا، حيث لم يشارك مع بلاده في كوبا أمريكا 1993 بسبب خلافاته مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، ولا في بطولة 1991 على خلفية الإيقاف لمدة 15 شهراً بسبب تعاطي الكوكايين، وهما النسختان اللتان توجت بهما الأرجنتين.
وقبل لقاء الأرجنتين والدنمارك، كانت هناك بطولة عالمية وليدة تُنظم في المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في عام 1992، حملت اسم كأس الملك فهد/كأس القارات.
توجت الأرجنتين بالنسخة الأولى عام 1992، على حساب السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وساحل العاج، بينما حصدت الدنمارك لقب البطولة الثانية عام 1995، قبل أن تصبح بطولة معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بدءاً من النسخة الثالثة 1997، بمشاركة المنتخبات أبطال القارات، وتُوجت بها البرازيل.
وعلى إثر بطولة كأس القارات، أُوقفت بطولة كأس الأمم الأوروبية الأمريكية الجنوبية، قبل أن يتم إعادة إحيائها، بعدما قرر "فيفا" إلغاء كأس القارات يوم 15 مارس/آذار 2019.
ووقع "يويفا" و"كونميبول" اتفاقاً جديداً يوم 12 فبراير/شباط 2020، يهدف إلى تعزيز التعاون بين الاتحادين، تضمن أحد بنودها إقامة 3 نسخ من البطولة بين بطلي القارتين في مسابقات كرة القدم الرجالية والنسوية، على أن تُقام أولها في عام 2022، وتحمل اسم "فيناليسيما"، ويعني "النهائي الكبير" في اللغة الإيطالية.
عودة باسم جديد
وتم الاتفاق يوم 22 مارس/آذار 2022 على إقامة المباراة بشكل رسمي على ملعب ويمبلي في لندن، لتجمع بين الأرجنتين (بطل كوبا أمريكا 2021)، وإيطاليا (بطل يورو 2020)، على كأس أرتيميو فرانكي.
وأقيمت المباراة بالفعل يوم 1 يونيو/حزيران 2022، وفازت بها الأرجنتين بـ3 أهداف نظيفة، ليحقق "التانغو" اللقب للمرة الثانية.
وافتتح لاوتارو مارتينيز التسجيل "للتانغو" في الدقيقة الـ32، قبل أن يعزز دي ماريا تقدم رفاق ميسي بالهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول.
وبعد دقيقتين من نزوله اختتم البديل باولو ديبالا ثلاثية الأرجنتين، وتحديداً في الدقيقة الـ90، بعد تسديدة من حدود منطقة الجزاء، ارتطمت في القائم الأيسر للحارس جانلويجي دوناروما، قبل أن تواصل طريقها نحو الشباك.