حسم مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي مستقبله، وأعلن توصله إلى اتفاق مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لمواصلة عمله الذي بدأه منذ قرابة أربع سنوات.
وكانت مصادر قطرية أكدت لـ"عربي بوست" أن السد القطري عرض على جمال بلماضي تولي عارضته الفنية لكن المفاوضات بينهما توقفت فجأة.
وقال بلماضي في حوار مع موقع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الأحد 24 أبريل/نيسان إنه أخبر المسؤولين الجزائريين بانتهاء مهامه بعد فشله في بلوغ مونديال قطر لكنهم رفضوا الفكرة وأصروا على بقائه.
ووفق مصادر مطلعة لـ"عربي بوست"، فإن رفض رحيل بلماضي تجاوز الاتحاد الجزائري لكرة القدم، واتخذ على أعلى مستوى في البلاد، بالنظر إلى العلاقة الخاصة التي تربطه بالرئيس عبد المجيد تبون وقائد الجيش سعيد شنقريحة ووزير الرياضة عبدالرزاق سبقاق.
وأكد تبون وشنقريحة دعهما لجمال بلماضي في العديد من المرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستقبله تبون بقصر المرادية بشكل فردي لساعات.
كما كشف الرئيس الجزائري في أحد حواراته التلفزيونية، أن الناخب الوطني يتعرض إلى مؤامرات ودسائس من أجل إفشاله وتكسير عمله، وهو يعرف من يقوم بذلك دون أن يحدد المعنيين.
25 يوماً في حياة جمال بلماضي
لا يمكن أن ينسى الجمهور الجزائري العشر ثوان الأخيرة في مباراتهم ضد الكاميرون والتي فصلت بينهم وبين المشاركة في مونديال العرب بقطر، حيث سجل المنتخب الكاميروني هدفاً قاتلاً في مرمى رايس وهاب مبولحي جعلهم يقتنصون تذكرة المونديال من ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.
ومع انتهاء تلك الثواني بدأت 25 يوماً صعبة في حياة جمال بلماضي الذي خر ساجداً يبكي مع إنهاء الحكم المثير بكاري غاساما اللقاء.
بلماضي حضر الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء وهو متأثر، واتهم غاساما بحرمان فريقه من مونديال قطر ثم طار مباشرة إلى هذه الأخيرة التي يقيم فيها منذ سنوات.
المدرب الجزائري رفض في البداية التجاوب مع كل الاتصالات التي كانت تصله من المسؤولين في الاتحاد الجزائري لكرة القدم وأخبرهم أن مهمته انتهت، وطلب أن يرتاح ليتجاوز صدمة الإقصاء وتبخر حلمه في قيادة بلاده إلى المونديال.
وحسب مصادر "عربي بوست"، بعد مضي أسبوع على إقصاء محاربي الصحراء، بدأت بعض الأندية القطرية والفرنسية والإماراتية والسعودية في جس نبض المدرب الجزائري لكنه لم يتجاوب مع أي واحد منها، لأنه لم يكن قد حسم مستقبله مع المنتخب الجزائري.
وبعد أيام، بدأ بلماضي في التجاوب مع اتصالات ورسائل المسؤولين الرياضيين في الجزائر الذين عبروا له عن تمسكهم به وتمسك الدولة ككل بشخصه، كما نقلوا له حب الجمهور والشعب الجزائري الذي أطلق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي دعماً له.
المدرب الجزائري أخبر مقربيه بأنه محرج من الدعم الجماهيري الذي يراه يومياً ولا يستطيع إدارة ظهره له، وأنه سيعيد التفكير في مسألة مغادرته المنتخب.
التقط الاتحاد الجزائري لكرة القدم هذه الإشارة من بلماضي، وكرر المحاولة معه بأوامر من أعلى مستوى في الدولة، لكن وقتها كان السد القطري قد طرق باب بلماضي وبدأ في التفاوض معه لخلافة خافي غارسيا.
وبعد إجراء قرعة تصفيات أمم إفريقيا التي كانت مهددة بالتأجيل، مارس المسؤولون الجزائريون ضغوطات على بلماضي من أجل اتخاذ قراره ليمنحهم فرصة استقدام مدرب جديد في حال لم يقبل عرض الاستمرار، باعتبار أن أول مواجهة في التصفيات ستكون بعد شهر.
وقبل أسبوع من الإعلان الرسمي عن بقائه مدرباً للخضر أعطى بلماضي موافقته النهائية، وأخبر رئيس الاتحادية المستقيل (يسير أعمال الاتحاد حالياً) شرف الدين عمارة بأنه سيواصل مهمته، ليُرسل الأخير طاقماً تقنياً لتصوير الحوار الذي بث اليوم الأحد 24 أبريل/نيسان، ويعلن بلماضي بنفسه مواصلة مأموريته على رأس المنتخب الجزائري.
ثورة في الفريق
وعد جمال بلماضي بإحداث ثورة داخل المنتخب الجزائري سواء على مستوى اللاعبين أو على مستوى الخطط التكتيكية.
ومن بين أهم الخطوط التي سيتم تدعيمها وإعادة ترتيبها هو خط الدفاع الذي سيشهد إبعاد بعض اللاعبين على غرار مهدي طهرات، وجمال بلعمري، وعيسى ماندي، الذي تشير بعض المصادر الإعلامية إلى اعتزاله دولياً.
كما سيثبت المدرب أحمد توبة وحسين بن عيادة في خط الدفاع.
كما يُتوقع أن يحدث بلماضي تغييرات على مستوى وسط الميدان بإحالة راميز زروقي إلى الاحتياط، والدفع مكانه بآدم زرقان، أو سفيان بن دبكة، فيما قد يبعد أيضاً سفيان فيغولي، وإعطاء فرصة أكبر لهشام بوداوي، وفريد بولاية، وهريس بلقبلة.
أما على مستوى الهجوم، فسيعطي الفرصة للاعب الشاب عمورة، ومحمد بن يطو، على حساب كل من إسلام سليمان وبغداد بونجاح.
وحسب مصادر "عربي بوست"، فإن هناك أكثر من ستة لاعبين جدد من مزدوجي الجنسية سيلتحقون بالمنتخب الجزائري، وسيشاركون تباعاً في تصفيات أمم إفريقيا ساحل العاج 2023.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”