ركلات الترجيح هي فكرة وُجدت في عالم كرة القدم من أجل حسم النتيجة لصالح فريق على آخر، عند انتهاء المباراة بالتعادل.
ويحفل تاريخ الساحرة المستديرة بالعديد من اللقطات التاريخية، التي حُفرت في ذاكرة عشاق كرة القدم، والتي أهدر من خلالها أساطير اللعبة ركلات ترجيح، أسهمت في تحويل دفة لقب من فريق لآخر.
كثير من النقاد والمحللين يعتقدون أن قانون ركلات الترجيح من أقسى القوانين في عالم كرة القدم، كون الحسم لا يعتمد بالدرجة الأولى على المهارة والموهبة، بل ببساطة على "الحظ"، الذي قد يُؤهل منتخباً إلى كأس العالم ويتسبب بإقصاء آخر.
أشهر نجوم كرة القدم الذين أهدروا ركلات ترجيح
في هذا التقرير نرصد أبرز نجوم العالم الذين فشلوا في اختبار ركلات الترجيح في مباريات مصيرية مع منتخبات بلادهم.
ميشيل بلاتيني
منح بلاتيني منتخب بلاده فرنسا هدف التعادل أمام البرازيل عند الدقيقة 40 من عمر المباراة التي جمعتهما يوم 21 يونيو/حزيران 1986، في ربع نهائي كأس العالم في المكسيك.
واستمر التعادل بين المنتخبين فيما تبقى من عمر المباراة، وامتد حتى الشوطين الإضافيين، ليحتكما إلى ركلات الترجيح.
تقدم بلاتيني، الذي ترأس فيما بعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لتنفيذ إحدى الركلات، غير أنه أطاح بها بعيداً عن المرمى، لكن لحسن حظه تمكنت فرنسا من الفوز وإكمال طريقها، قبل أن تودع المسابقة في نصف النهائي أمام ألمانيا.
ماركو فان باستن
تقابلت هولندا مع نظيرتها الدنمارك في نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 1992)، ولجأ المنتخبان لعلامة الجزاء من أجل بلوغ النهائي، عقب انتهاء المباراة بالتعادل 2-2.
كان فان باستن في حينها واحداً من أفضل المهاجمين في العالم، لكن لسوء حظه كان هو اللاعب الوحيد الذي أهدر ركلة ترجيح، ليتبخر حلم "الطواحين" في الفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي.
كيليان مبابي
شهد ملعب "أرينا ناسيونالا" في رومانيا، يوم الإثنين 28 يونيو/حزيران 2021، واحدة من أقوى مباريات ومفاجآت كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020).
كانت الترشيحات تصب في صالح فرنسا لتجاوز نظيرتها سويسرا في الدور ثمن النهائي، وهو ما كان سيحدث بالفعل، عقب تقدم "الديوك" بالنتيجة 3-1، قبل أن يتمكن السويسريون من تعديل النتيجة وفرض أشواط إضافية ومن ثم ركلات الترجيح.
أحرزت سويسرا ركلاتها الخمس، وكذلك فعلت فرنسا في أربع منها، وتقدم كيليان مبابي لتنفيذ الركلة الخامسة للديوك، لكنه سدد بطريقة سهّلت المهمة على الحارس يان سومر، الذي صد الكرة، وحمل بلاده إلى ربع النهائي.
دافيد بيكهام وروي كوستا
تابع العالم في 24 يونيو/حزيران 2004، واحدة من أجمل وأمتع المباريات في كأس الأمم الأوروبية، والتي جمعت بين البرتغال وإنجلترا في الدور ربع النهائي.
تبادل المنتخبان التقدم بالنتيجة، بعد تسجيل أربعة أهداف بواقع اثنين لكل فريق، ليتم اللجوء في النهاية لركلات الترجيح.
انبرى دافيد بيكهام لتنفيذ الركلة الأولى لمنتخب "الأسود الثلاثة"، لكنه سددها بطريقة غريبة للغاية بعيداً جداً عن المرمى.
وبنفس الطريقة تقريباً، وفي نفس المباراة، أرسل النجم البرتغالي روي كوستا الكرة أعلى المرمى، خلال تنفيذه ركلة الترجيح الثالثة، لكن على الجهة اليمنى للحارس.
وفي النهاية تمكنت البرتغال من الفوز بالمباراة بست ركلات مقابل خمسة، وواصلت طريقها نحو النهائي، الذي خسرته على أرضها أمام اليونان.
ديفيد تريزيغيه
أطلق الحكم الأرجنتيني هوراسيو إليزوندو، يوم 9 يوليو/تموز 2006، صافرته معلناً انتهاء موقعة إيطاليا وفرنسا في نهائي كأس العالم بالتعادل 1-1، في مباراة شهدت إقصاء الفرنسي زين الدين زيدان بالبطاقة الحمراء، إثر النطحة الشهيرة بحق المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي.
نجح المنتخبان في تسجيل ركلة الترجيح الأولى، وواصلت إيطاليا ذلك في الثانية، لكن نجم منتخب فرنسا تريزيغيه سدد الكرة فوق المرمى، ليمهد طريق اللقب للأزوري، الذي حسمه بالفعل بنتيجة 5-3.
ليونيل ميسي
بعد عام واحد فقط من خسارة الأرجنتين لنهائي كوبا أمريكا 2015 أمام تشيلي، عاد المنتخبان لخوض نهائي النسخة الاستثنائية، التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك يوم 27 يونيو/حزيران 2016.
كانت الأرجنتين تسعى لكسر سلسلة الخيبات المتتالية، التي فشل فيها "التانغو" في التتويج بأي بطولة، منذ كوبا أمريكا 1993، رغم وصولها لنهائي كأس العالم 2014، ونهائي كوبا أمريكا 2004، و2007 و2015.
وبعد مباراة سلبية، أهدر أرتورو فيدال الركلة الأولى لتشيلي، لتسنح الفرصة أمام الأرجنتين لتحقيق الأفضلية، ومَن غير ليونيل ميسي ليفعل ذلك.
لكن ميسي خيّب آمال الجميع بعدما اعتقد أن تسديد الكرة بقوة قد يحقق ذلك، لكنه أرسلها أعلى إطار المرمى، لتتبخر الأحلام الأرجنتينية بتحقيق اللقب بعد خسارتهم 2-4.
روبيرتو باجيو
اكتسب باجيو شهرة عالمية بطريقة سلبية، إذ ساقه القدر لتنفيذ أشهر ركلة ترجيح ضائعة في تاريخ كأس العالم على الإطلاق.
تقابلت إيطاليا والبرازيل في نهائي كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة. مباراة انتهت بالتعادل السلبي بعد شوطين أصليين وآخرين إضافيين.
أخذت البرازيل الأسبقية بنتيجة 3-2، قبل أن يتقدم باجيو لتنفيذ الركلة الخامسة لبلاده، والتي يطمح من خلالها إلى مد عمر المباراة.
ورغم نجاح أسطورة الكرة الإيطالية في خداع الحارس البرازيلي تافاريل، الذي اتجه ناحية اليسار، فإن باجيو أطاح بالكرة أعلى بكثير من المرمى، في لقطة لم ولن ينساها العالم ولا باجيو.
محمد صلاح
انتهت مباراتا الذهاب والإياب بين المنتخبين المصري والسنغالي، في الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، بالتعادل بهدف لكل فريق، حيث تمكن كل منتخب من الفوز على أرضه 1-0.
ومن أجل قطع تذكرة السفر إلى قطر، لجأ المنتخبان لركلات الترجيح يوم الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، وكانت الفرصة مواتية للمصريين من أجل خطف الأسبقية، بعدما أصاب كاليدو كوليبالي العارضة بدلاً من الشباك في الركلة الافتتاحية.
تقدم محمد صلاح لتنفيذ الركلة الأولى لمصر، وهو المتخصص الأول في تنفيذ ضربات الجزاء مع ليفربول، لكنه سدد الكرة بغرابة شديدة أعلى المرمى، بعد تعرضه لمضايقات بالليزر من الجماهير السنغالية، ليتأهل أصحاب الأرض في النهاية للمونديال.
زيكو
يُعتبر أرثر أنتونيس كيومبرا، الشهير بـ"زيكو"، واحداً من أعظم اللاعبين في العالم، الذين لم ينالوا شرف الفوز بكأس العالم.
لكن الحال يختلف مع زيكو، وهو الذي فوت على منتخب بلاده فرصة الفوز في المباراة ضد فرنسا، في ربع نهائي كأس العالم 1986، بعدما أهدر ضربة جزاء تصدى لها الحارس الفرنسي، كانت كفيلة بتحقيق الفوز.
اتجهت المباراة للحسم من علامة الجزاء، وفيها نجح زيكو في تعويض إخفاقه، وسجل ركلته بنجاح، لكن ذلك لم يكن كافياً لبلوغ الدور نصف النهائي.