تتميز البرازيل بكونها الدولة الوحيدة التي لم تغِب شمسها عن بطولة كأس العالم منذ انطلاقها في عام 1930، حتى نسخة قطر 2022، والمقرر إقامتها في الفترة ما بين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 و18 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام.
وخلال النسخ الـ21 السابقة، شهدت البطولة بطبيعة الحال مشاركة منتخبات من قارات العالم المختلفة، لكن منها ما ظهر في بطولة وغاب لسنوات طويلة قبل أن يعود مجدداً للمشاركة.
أطول فترات الغياب عن كأس العالم
وكان المنتخب الكندي آخر هذه الفرق، التي ستعود للمشاركة في كأس العالم من بوابة دولة قطر، بعد سنوات من الغياب وصلت إلى 36 عاماً، لكنه لم يكن الوحيد حيث عاشت منتخبات عديدة المصير ذاته، نأتي على ذكرها في التقرير التالي.
الجزائر 1986 – 2010 (26 عاماً)
عرف "محاربو الصحراء" طريق المونديال بدءاً من نسخة إسبانيا عام 1982، وسافروا مرة أخرى إلى المكسيك في مونديال 1986.
ضلَّ الجزائريون طريق كأس العالم منذ ذلك الوقت، حتى اهتدوا إليه مجدداً في المونديال الذي احتضنته القارة السمراء لأول مرة في التاريخ، وبالتحديد في جنوب إفريقيا عام 2010.
بذلك كسرت الجزائر صيامها عن المشاركة في كأس العالم بعد 26 عاماً، لكنه كان ظهوراً عادياً، لأن الفريق غادر من دور المجموعات، قبل أن يكتب ملحمة تاريخية ضد ألمانيا في مونديال البرازيل 2014، التي خسرها "محاربو الصحراء" بهدفين نظيفين في الدور ثمن النهائي بعد 120 دقيقة.
وتطمح الجزائر إلى تسجيل حضورها للمرة الخامسة في كأس العالم، وهي بالفعل قريبة من ذلك، لكن يتعين عليها أن تخرج متعادلة أو فائزة من موقعة الكاميرون، المقررة يوم الثلاثاء 29 مارس/آذار ،2022 على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة.
أستراليا 1974 – 2006 (32 عاماً)
كانت مشاركة "الكنغر" الأسترالي خجولة للغاية في نسخة ألمانيا عام 1974 والتي فشل فيها في تجاوز دور المجموعات، حيث احتل المنتخب ذيل المجموعة الأولى بعد ألمانيا الشرقية وألمانيا وتشيلي.
وكما ظهرت في ألمانيا للمرة الأولى، عادت أستراليا من نفس الباب لمونديال عام 2006، بعد 32 عاماً من مشاركتها الأولى.
سجلت أستراليا حضوراً أقوى في المرة الثانية، وخسرت من إيطاليا بصعوبة بالغة بهدف دون رد، في الدور ثمن النهائي.
ووضعت أستراليا نفسها في موقف حرج من أجل وصول مونديال قطر، والمشاركة للمرة السادسة، إذ يتعين عليها خوض ملحق آسيوي ضد الإمارات أو العراق، وفي حال نجحت في تجاوز منافسها الآسيوي، ستلعب ملحقاً قارياً ضد خامس أمريكا الجنوبية.
كوريا الجنوبية 1954 – 1986 (32 عاماً)
نالت كوريا الجنوبية شرف الظهور في كأس العالم للمرة الأولى في سويسرا، وكحال معظم المنتخبات المشاركة للمرة الأولى، غادر الفريق الآسيوي المونديال من الدور الأول.
ضلت كوريا طريق المونديال حتى وجدته مرة أخرى في عام 1986، لتنهي 32 عاماً من الحرمان والغياب عن كأس العالم.
ومنذ تلك النسخة، تداوم كوريا الجنوبية على الحضور، وقد وصلت رسمياً لنهائيات كأس العالم قطر 2022، للمرة الحادية عشرة في تاريخها.
بولندا 1938 – 1974 (36 عاماً)
رغم أنها كانت ضيفة للمرة الأولى على كأس العالم 1938، إلا أن بولندا لم تكن لقمة سائغة، وودعت المنافسات بعد هزيمة وبصعوبة بالغة أمام البرازيل بخمسة أهداف مقابل ستة.
ولم تعد بولندا للمنافسات مرة أخرى إلا في نسخة ألمانيا 1974، لتضع حداً لسنوات من الغياب وصلت إلى 36 عاماً.
وتقترب بولندا من الوصول إلى مونديال قطر، ولكن يتعين عليها قبل ذلك الفوز على السويد يوم 29 مارس/آذار 2022، في نهائي الملحق الأوروبي، من أجل المشاركة للمرة التاسعة.
بيرو 1930 – 1970 ومن 1982 – 2018 (40 عاماً و36 عاماً)
سجلت بيرو حضورها في النسخة الأولى من كأس العالم، التي أقيمت على أراضي جارتها أورغواي في عام 1930، قبل أن تظهر مجدداً في مونديال المكسيك عام 1970، بعد 40 عاماً من الغياب.
ولم تكن هذه الفترة الطويلة من الغياب عن كأس العالم هي الوحيدة بالنسبة لبيرو، التي ظهرت للمرة الرابعة في مونديال إسبانيا عام 1982.
في تلك النسخة ظهرت بيرو بشكل باهت، وتذيلت ترتيب المجموعة الأولى خلف بولندا وإيطاليا اللتين أكملتا مشوارهما، والكاميرون.
واستعادت بيرو بعضاً من بريقها الكروي اللاتيني، وعادت للمشاركة في كأس العالم روسيا 2018، بعد 36 عاماً من الغياب، لكنها غادرت من الدور الأول أيضاً بعد انتصار وحيد على أستراليا، وخسارتين أمام فرنسا والدنمارك.
الولايات المتحدة 1950 – 1994 (44 عاماً)
هناك في سويسرا عام 1950 كانت أمريكا تسافر إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها، وتذيلت ترتيب المجموعة الثانية، خلف إسبانيا وإنجلترا وتشيلي.
ومنذ ذلك التاريخ لم تعرف الولايات المتحدة لكأس العالم طريقاً، لولا أنها كانت البلد المستضيف لنسخة 1994، لتظهر في المونديال مرة أخرى بعد 44 عاماً، لتودع المنافسات من أمام البرازيل، المتوجة باللقب في ذلك العام.
وتقترب الولايات المتحدة من تسجيل حضورها العاشر في مونديال قطر، وتحتاج فقط لنقطة وحيدة من أجل تأهلها بغض النظر عن نتائج المنافسين.
بوليفيا 1950 – 1994 (44 عاماً)
تتسم مشاركات بوليفيا في كأس العالم بأنها خجولة، إذ إن مشاركتها في عام 1950 انتهت من دور المجموعات.
حتى وبعد عودتها للمونديال في نسخة الولايات المتحدة بعد 44 عاماً من الغياب، تكرر معها نفس السيناريو.
تركيا 1954 – 2002 (48 عاماً)
سافرت تركيا إلى سويسرا من أجل حضورها الأول في كأس العالم عام 1954، لكنها ودَّعت من دور المجموعات عقب الخسارة الثقيلة 2-7 من ألمانيا، التي تُوجت باللقب.
وبعد سنوات من الغياب دامت 48 عاماً، عادت تركيا للظهور في المونديال، وكان ذلك في عام 2002، في نسخة كوريا الجنوبية واليابان، وفيها نقش الأتراك في الذاكرة أفضل إنجاز كروي لهم، بحلولهم في المركز الثالث.
مصر 1934 – 1990 (56 عاماً)
تعتبر مصر أول دولة عربية نالت شرف الظهور في كأس العالم، وكان ذلك في النسخة الثانية التي نظمتها إيطاليا عام 1934.
وكان المنتخب المصري واحداً من 16 فريقاً خاضت تلك النسخة، التي أقيمت بخروج المغلوب من مباراة واحدة، وفيها خسر "الفراعنة" بنتيجة هدفين لأربعة أمام المجر.
ومنذ ذلك الوقت لم يُكتب لمصر المشاركة في كأس العالم حتى النسخة التي استضافتها إيطاليا مرة أخرى في عام 1990، لتنهي 56 عاماً من الغياب.
لعبت مصر في تلك النسخة في المجموعة السادسة، ونجحت في خطف تعادلين تاريخيين أمام إنجلترا وهولندا، قبل أن تخسر من إيرلندا وتودع المسابقة.
وشاركت مصر في كأس العالم للمرة الثالثة في عام 2018 بروسيا، وهي تقترب من الظهور الرابع لو كُتب لها تجاوز السنغال، في إياب الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية.
النرويج 1938 – 1994 (56 عاماً)
تأهلت الدولة الإسكندنافية للمشاركة في النسخة الثالثة من كأس العالم، والتي أقيمت هذه المرة في فرنسا عام 1938.
لُعبت البطولة بنفس نظام سابقتها، وحينها واجهت النرويج نظيرتها إيطاليا يوم 5 يونيو/حزيران 1938، وخسرت أمام بهدف لاثنين، في الوقت القاتل.
لم تعرف النرويج لكأس العالم طريقاً منذ ذلك التاريخ، حتى اهتدت إليه في نسخة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، لتكسر 56 عاماً من الانتظار.
ودعت النرويج تلك المسابقة بسيناريو غريب، حيث نجحت في الفوز على المكسيك وخسرت من إيطاليا وتعادلت مع إيرلندا، لتجمع 4 نقاط، وهو نفس رصيد المنتخبات الثلاثة الأخرى، لكن فارق الأهداف صب في مصلحة المكسيكيين والطليان.
ووصلت النرويج لكأس العالم مرة ثالثة، وكان في مونديال فرنسا 1998، والذي ودعته من الدور ثمن النهائي، بالخسارة أمام إيطاليا بالذات بهدف وحيد أحرزه كريستيان فييري.
ويلز 1958 – تقترب من 2022 (64 عاماً)
وضعت ويلز أقدامها على خارطة الكرة العالمية للمرة الأولى في مونديال السويد عام 1958، حيث وقعت في المجموعة الثالثة.
انتهى بها المطاف في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، خلف السويد المتصدرة بـ6 نقاط، ومتأخرة بفارق الأهداف عن المجر صاحبة المركز الثاني.
وتقترب ويلز من الظهور الثاني في كأس العالم، حيث بلغت المباراة النهائية للملحق الأوروبي النهائي، وتأجل تحقيق حلمها حتى الصيف المقبل.
وينتظر رفاق غاريث بيل في نهائي الملحق، الفائز من مواجهة أوكرانيا وأسكتلندا، التي تأجلت إلى شهر يونيو/حزيران 2022، بسبب العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وفي حال تمكنت ويلز من قطع تذكرة السفر إلى قطر، فإنها ستنهي خصومتها مع كأس العالم والتي استمرت 64 عاماً.