لا تزال خيبة الأمل وصدمة إقصاء إيطاليا من الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم قطر 2022، على يد منتخب مقدونيا الشمالية، تسيطر على الجمهور الإيطالي، وعشاق اللعبة حول العالم، الذين لن يتمكَّنوا من متابعة "الآزوري" في المونديال للمرة الثانية على التوالي.
كانت ليلة الخميس 24 مارس/آذار 2022، حزينة وكئيبة على الإيطاليين، الذين استقبل منتخبهم هدفاً متأخراً وصادماً عند الدقيقة الثانية بعد التسعين، من قدم ألكسندر تراجكوفسكي، بعد تسديدة بعيدة خادعة، استقرت في الشباك على يمين الحارس جان لويغي دوناروما، لتضرب مقدونيا الشمالية موعداً نارياً مع البرتغال في النهائي.
إيطاليا تغيب عن كأس العالم 2022
منذ فوزها بكأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا على حساب فرنسا، لم تتجاوز إيطاليا مرحلة المجموعات، إذ ودَّعت مونديالي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014 من الدور الأول، فيما فشلت في بلوغ بطولتي روسيا 2018 وقطر 2022.
ورغم الإقصاء الصادم، والذي جاء بعد أشهر قليلة من تتويج إيطاليا بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، إلا أن غابرييلي غرافينا رئيس اتحاد اللعبة في البلاد، يريد بقاء روبيرتو مانشيني، مدرب المنتخب، على رأس عمله.
وقال غرافينا: "أتمنى أن يستمر مانشيني معنا خلال الفترة المقبلة، فهو ملتزم في هذا المشروع، وأتمنى أن يتجاوز تأثير الإقصاء، وأن يستمر معنا في هذه المهمة".
وأضاف: "مثلما تقبلنا الإشادة في الصيف الماضي، فإنه يتعين علينا تقبل الانتقادات هذه المرة، وعلينا ألا نفقد الحماس، ولا بأس من الانتقادات، لكننا لا نريد المخاطرة بالتسبب في المزيد من الخسائر".
ويعتبر المنتخب البرازيلي، هو الوحيد في العالم الذي شارك في جميع النسخ السابقة من كأس العالم، وبلغ مونديال قطر أيضاً، في وقت تعد فيه إيطاليا، الفائزة بكأس العالم 4 مرات من قبل، ليست الفريق الكبير الوحيد الذي تغيب شمسه عن العرس العالمي.
منتخبات كبيرة فشلت في التأهل لكأس العالم
كان "الآزوري" واحداً من 7 منتخبات كبيرة، فشلت في بلوغ المونديال في ظروف معينة، نرصدها في التقرير التالي.
إنجلترا 1974 و1994
توج منتخب "الأسود الثلاثة" بكأس العالم للمرة الأولى والأخيرة عندما نظموا البطولة عام 1966، وشاركوا في المونديال الذي يليه في المكسيك.
كانت إنجلترا شابة وقادرة على الوصول لأي مسابقة قارية أو عالمية، لكنها احتاجت للفوز على بولندا في المباراة الأخيرة من تصفيات مونديال ألمانيا 1974.
وبالفعل تقدمت إنجلترا بهدف مبكر في المباراة التي أقيمت في أكتوبر/تشرين الأول 1973، لكنها استقبلت هدف التعادل بطريقة مفاجئة.
قدمت إنجلترا واحدة من أقوى مبارياتها، ومارست ضغطاً مرعباً على الضيوف، لكنه لم يثمر إلا عن هدف وحيد، وسط تألق كبير من الحارس البولندي يان توماسوفسكي، الذي منح في النهاية بطاقة المونديال لبلاده.
وتكرر هذا السيناريو مع الإنجليز في مونديال أمريكا 1994، والذي جاء بعد عامين فقط من إقصائهم من يورو 1992، من مرحلة المجموعات.
شارك الإنجليز في 15 نسخة سابقة من كأس العالم، بينما ستكون السادسة عشرة في قطر.
هولندا 1986 و2002
لم تشارك هولندا في مونديال كأس العالم 1986 الذي أقيم في المكسيك، رغم امتلاكها أسماء مرعبة أمثال رود خوليت وماركو فان باستن وفرانك رايكارد.
لكن هذه الأسماء، استعادت بريق الكرة الهولندية بالتتويج بكأس الأمم الأوروبية عام 1988.
وفي مناسبة أخرى، ضم منتخب "الطواحين" أكثر من لاعب عالمي، مثل إدغار ديفيدز وكلارنس سيدورف ومارك أوفرمارس ورود فان نيستلروي.
ولم تنجح هذه الأسماء أيضاً في حجز تذكرة السفر إلى كوريا الجنوبية واليابان للمشاركة في كأس العالم 2002، بعدما حلت ثالثة في التصفيات خلف كل من البرتغال وإيرلندا.
وتُعرف هولندا بأنها بطل العالم "غير المتوجة"، كونها وصلت إلى المباراة النهائية في 3 مرات، خسرتها جميعاً أمام ألمانيا (1974) والأرجنتين (1978) وإسبانيا (2010).
وستظهر هولندا في مونديال قطر للمرة الحادية عشرة في تاريخها، بعد غيابها عن النسخة الأخيرة، التي احتضنتها روسيا عام 2018.
الاتحاد السوفييتي 1978
كان الإنجاز الوحيد للسوفييت في سبعينات القرن الماضي، هو وصافة كأس الأمم الأوروبية في عام 1972، بعد خسارتهم النهائي أمام ألمانيا الغربية في بروكسل، وما دون ذلك عاش منتخبها فترة قاتمة.
اُستبعد منتخب الاتحاد السوفييتي من مونديال ألمانيا 1974، لرفضه اللعب ضد تشيلي في أعقاب الانقلاب الذي حدث هناك عام 1973.
وفي وقت انتظر فيه العالم عودة الاتحاد السوفييتي في مونديال هولندا 1978، كان للمجريين رأي آخر، حين خطفوا صدارة المجموعة التاسعة في التصفيات، ومعها بطاقة التأهل لكأس العالم.
البرتغال 1998
كان العالم ينتظر متابعة كوكبة من ألمع النجوم البرتغاليين في مونديال فرنسا، كون المنتخب الملقب بـ"برازيل أوروبا" يضم جيلاً ذهبياً رائعاً.
ضمت البرتغال في ذلك الوقت، الذي لعبت فيه التصفيات في المجموعة التاسعة، أسماء ثقيلة بحجم لويس فيغو وروي كوستا وجواو بينتو.
وبعد 10 مباريات فازت خلالها البرتغال بخمس وتعادلت في 4 وتلقت خسارة وحيدة، وجد رفاق فيغو أنفسهم في المركز الثالث خلف ألمانيا المتصدرة، وأوكرانيا الوصيفة التي تأهلت للملحق، فيما اكتفى المنتخب الأيبيري بمتابعة المونديال عبر شاشات التلفزيون.
أمريكا 2018
فرض منتخب الولايات المتحدة الأمريكي نفسه كضيف دائم للمونديال منذ نسخة إيطاليا عام 1990، حتى أُجبر على الغياب عن كأس العالم في روسيا 2018.
فشل الأمريكيون في احتلال أي مركز من الأربعة الأولى في تصفيات منطقة الكونكاكاف التي تتنافس في مرحلتها النهائية 6 منتخبات فقط.
وأنهى المنتخب الأمريكي التصفيات في المركز الخامس، خلف كل من المكسيك وكوستاريكا وبنما، اتي سافرت إلى روسيا، وهندوراس الرابعة، ثم أمريكا وأخيراً ترينيداد وتوباغو.
أسكتلندا 1970
انتظرت القارة العجوز مشاركة أسكتلندا في كأس العالم 1970، الذي احتضنته المكسيك للمرة الأولى، خاصة بعد الطفرة التي أحدثها سيلتيك.
توج سيلتيك بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1967، وهو أمر رفع من سقف طموحات وأحلام الأسكتلنديين للمشاركة في كأس العالم.
لكن أحلامهم اصطدمت بوجود منتخب ألمانيا معهم في التصفيات ضمن المجموعة السابعة، لتكتفي أسكتلندا بالمركز الثاني، بعدما حصدت 7 نقاط، خلف "المانشافت" بـ4 نقاط كاملة.
فرنسا 1994
نقطة وحيدة فقط، كانت كفيلة بحرمان منتخب فرنسا من التأهل لكأس العالم 1994، وهي النسخة التي سبقت تنظيمهم للمونديال.
كان منتخب فرنسا مدججاً بأسماء من العيار الثقيل، مثل جيان بيير بابان وإيريك كانتونا ودافيد جينولا وديديه ديشامب، لكنها عجزت عن الطيران بالديوك للولايات المتحدة.
حلت فرنسا في التصفيات، بالمركز الثالث عن المجموعة السادسة برصيد 13 نقطة، خلف السويد المتصدرة بنقطتين، وبلغاريا الوصيفة بنقطة، واللتين تأهلتا إلى المونديال.