بدأ حياته مترجماً وأول لاعب تعاون معه قُتل بالرصاص.. من هو رامي عباس وكيل أعمال محمد صلاح؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/16 الساعة 23:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/18 الساعة 13:37 بتوقيت غرينتش
رامي عباس يصافح الأمير وليام برفقة محمد صلاح (رويترز)

في السنوات الأخيرة، فرض وكلاء أعمال لاعبي كرة القدم أنفسهم بقوة في مجال الساحرة المستديرة، وباتوا جزءا مهماً من عناصر اللعبة، واكتسبوا أهمية توازي قيمة المدرب أو رئيس النادي.

نال بعض هؤلاء الرجال شهرة عالمية واسعة، مثل مينو رايولا وجورجي مينديش، وبات الاهتمام بأخبارهم ومتابعتهم، ضرورية لمعرفة مصير أو وجهة موكليهم.

وفي أحيان أخرى، تتدخل العائلة في الأمور المالية لأفرادها، فنرى أن خورخي ميسي هو وكيل أعمال نجله ليونيل، لاعب باريس سان جيرمان الحالي، وأسطورة برشلونة السابقة، وهو الحال نفسه الذي ينطبق على سيرجيو راموس، الذي يتولى شقيقه راني إدارة أعماله.

من هو رامي عباس وكيل أعمال محمد صلاح؟

ويختلف الحال مع رامي عباس عيسي، اللبناني الأصل، والمولود في مدينة "كالي"، وهي ثالث أكبر مدن كولومبيا، يوم 16 مايو/أيار 1982، والذي يدير أعمال أحد أهم النجوم العرب والعالم حالياً، وهو المصري محمد صلاح.

كشف عباس خلال مقابلة صحفية عام 2019، أن أكثر ما أثر في طفولته هو كرة القدم، وقال: "لا أحب عادةً الأماكن المزدحمة إلا داخل الملعب، عندما يلعب منتخب كولومبيا، أكون بين الجماهير".

تلقى تعليمه الجامعي في مدينة ليستر، ودرس القانون، ليصبح بعدها محامياً قانونياً ودولياً، وقضى معظم حياته في دولة الإمارات.

بدأ عمله في كرة القدم مترجماً عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، حين التقى في الإمارات الكولومبي إليسون بيسيرا، وهو أول لاعب دولي يلعب هناك بعدما انضم للجزيرة الإماراتي.

ساعد عباس بيسيرا في كل ما يحتاج بالإمارات، وطلب منه أن يكون وسيطاً بينه وبين نادٍ أوروبي، قبل أن يُقتل اللاعب برصاصة، إثر شجار في أحد الملاهي الليلية بكولومبيا.

تتلمذ عباس على يد محامٍ برازيلي يُدعى برينو تانوري، والذي كان يعمل على إتمام صفقات تخص اللاعبين في أمريكا اللاتينية بشكل رئيسي، وإبرام عقود لهم في أوروبا.

البداية كانت مع الكولومبي خوان كوادرادو، حيث ظهر تانوري بشكل لافت خلال حفل تقديم اللاعب عام 2015، لكن رامي عباس كان يقف خلف باقي التفاصيل.

بدأ حياته مترجماً

كانت مهمة الرجل اللبناني الأصل تتلخص في كونه مترجماً، يتقن العديد من اللغات، ومع دراسته للقانون، بات عباس محل ثقة عند تانوري، الذي كان وحيداً في بلد أجنبي، فطلب منه أن يقود بعض المفاوضات بنفسه.

تعرف عباس على محمد صلاح خلال أحد التجمعات التي نظمتها وكيلة إيطالية تُدعى كريستيان ماريتشي، والتي بدأت العمل مع النجم المصري، عبر نقله من بازل السويسري إلى تشيلسي.

وذكرت ماريتشي، أن صلاح وعباس، الذي كان مرافقاً لتانوري في ذلك التجمع، تعرفا على بعضهما للمرة الأولى، وقد لاحظت بسرعةٍ أن صلاح ارتاح لعباس، لأنه يتحدث العربية مثله.

وبعدها بأشهر قليلة، اتصل صلاح بعباس وتحديداً في نهاية يناير/كانون الثاني أو بداية فبراير/شباط 2015، من أجل استشارة قانونية، وفق ما رواه الرجل الكولومبي اللبناني.

التقى الرجلان في لندن. لقاء اعتبره عباس أهم لحظة في حياته، وقال عنه: "جلست مع شخص يعمل دماغه دائماً، وعلى الرغم من أنه هادئ، فإنه يعمل باستمرار".

في صيف 2015، انضم صلاح إلى روما، حيث كان الشخص الواقف إلى جواره هو عباس نفسه، بعد أن انفصل عن ماريتشي قبل خمسة أشهر.

في ذلك الوقت، كان فيورنتينا يحاول الإبقاء على صلاح رغم الاختلاف بينهما، وسط فوضى الصحافة الإيطالية التي لم تكن متأكدة من هوية موكله.

المهمة التي زادت ثقة صلاح بعباس

لكن عباس قاد صلاح إلى روما رغم الشكاوى التي حررها "الفيولا"، والتي استمر النظر فيها لمدة عامين، رفضت خلالها لجنة النزاعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الشكوى ضده بشأن تحكمه في مصير صلاح، كما رفضت المحكمة الرياضية الدولية دعوى بالتعويض بمبلغ 30 مليون جنيه إسترليني من فيورنتينا في 2017.

حينها كان عباس على دراية بإجراءات قاعات المحاكم، ورغم أنه تولى إدارة شؤون صلاح، فإنه واصل العمل مع تانوري.

ويفكر عباس بطريقة تختلف تماماً عن وكلاء اللاعبين الآخرين، خاصةً أنه لا يتفق معهم، ويرى أنهم يحبون السيطرة على اللاعب، وأن دوافعهم تتعارض مع رغبات موكليهم.

وأوضح عباس في مقابلة صحفية مع مجلة GQ الشرق الأوسط عام 2019، رأيه فيما يتعلق بهذه المسألة وقال: "أعتقد أن الوكيل سيعمل على الموازنة بين مصالحه، لأنه عندما يمثل 30 أو 40 لاعباً، فإنه لن يستطيع الاعتناء بهم بالقدر نفسه في الوقت نفسه".

وأضاف: "أعتقد أنني لا أحترم كثيراً وكلاء كرة القدم. لا أعرف عنهم سوى أنهم مهووسون بالسيطرة على موكليهم، لكني أختلف تماماً عنهم".

وواصل عباس: "لمْ أذهب لصلاح مطلقاً وأطلب منه التوقيع لنادٍ معين. هو يخبرني ماذا يريد وأين يحب الذهاب، وأنا بدوري أبذل جهوداً كبيرة لتحقيق ذلك".

وأوضح: "في النهاية هو لاعب كرة قدم، ولن أفهمها كما يفهمها هو، لذا فدوري هو تسهيل الحصول على ما يريد، وعليه فلا يوجد أي وكيل يفعل ذلك أبداً".

وأتم: "إذا قال لي محمد: سأكون مناسباً أكثر في هذا الفريق، أو سأتناسب بشكل أفضل مع هذا النادي، ونظام هذا المدرب يعمل بشكل أفضل بالنسبة لي، فلن أناقشه أبداً في ذلك، لأني لست لاعباً ولا أكون معه داخل الملعب، إنها ليست وظيفتي".

أصعب لحظة في حياته

ويعتبر رامي عباس عيسى، أن نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2017-2018، كان اللحظة الأكثر إيلاماً في حياته، خاصةً اللقطة التي تعرض فيها صلاح للإصابة، بعد تدخل متهور من الإسباني سيرجيو راموس، مدافع ريال مدريد السابق، وباريس سان جيرمان الحالي.

ويروي عباس: "أكثر اللحظات المؤلمة بحياتي، كانت في كييف، عندما سقط محمد مصاباً، كان الأمر مروعاً للغاية".

وأضاف: "كنت على المدرجات، وحاولت الوصول إليه في أرض الملعب لكنني لم أستطع، عندما سقط علمت أنه لن يستمر".

ويواصل: "أتذكر أنهم مرروا الكرة إليه ولم يركض لها، كان يمشي فقط، وقبل أن يجري مرة أخرى، وضع يده على كتفه المصابة، أدركت أنه لن يكمل، كانت أسوأ لحظة أتذكرها على الإطلاق".

وأثار رامي عباس الجدل مؤخراً حول ملف تجديد عقد صلاح مع ليفربول، بعدما نشر تغريدة عبر حسابه على تويتر، تتضمن عدداً من رموز الوجوه الضاحكة.

وجاءت هذه التغريدة بالتزامن مع تصريحات الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، حول مسألة تجديد عقد اللاعب المصري، قال فيها: "إنه قرار صلاح، والأمر الآن أصبح في يده، لأن النادي فعل ما يمكن فعله، هذا كل شيء فيما يخص هذا الموضوع".

ويتفاوض صلاح مع إدارة ليفربول منذ عدة أشهر بخصوص تجديد عقده مع الفريق، الذي ينتهي في يونيو/حزيران 2023، لكنها لن تثمر عن أي شيء حتى الآن.

وسبق لعباس أن ساعد صلاح في وضع شروط أخرى بعقده الجديد مع ليفربول في عام 2018، بعد عام واحد من انضمامه للفريق.

تحميل المزيد