تداولت وسائل إعلام أوروبية في الساعات القليلة الماضية، معلومات تتحدث عن رغبة الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، في العودة إلى ناديه السابق برشلونة الإسباني.
لم يكن موسم ميسي الأول في باريس على مستوى الطموحات، بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا، وكأس فرنسا، حيث لم يتبق للفريق إلا لقب الدوري الفرنسي.
أرقام ميسي في موسمه الأول
ولم يسجل ميسي إلا 7 أهداف فقط، وساهم في 11 تمريرة حاسمة، في 26 مباراة خاضها مع سان جيرمان في جميع البطولات، وهي أرقام متدنية للغاية مقارنة بما كان يقدمه "البرغوث" مع برشلونة.
وما زاد الطين بلة، صفارات الاستهجان التي أطلقها عدد من مشجعي النادي الباريسي تجاه عدد من لاعبي الفريق وبينهم ميسي، قبل وأثناء مباراة بوردو في الدوري الفرنسي، على خلفية الخروج المخيب من الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، عقب الخسارة إياباً من ريال مدريد بثلاثة أهداف لواحد، يوم الأربعاء 9 مارس/آذار 2022، على ملعب سانتياغو برنابيو.
وذكر الصحفي الإسباني جيرارد روميرو، في مدونة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن خورخي ميسي، والد ليونيل ووكيل أعماله، بحث مع إدارة برشلونة إمكانية عودة نجله إلى "كامب نو".
وتنسجم هذه المعلومات مع مداخلة الصحفي الكتالوني كيم دومينيك، في برنامج El Chiringuito التلفزيوني الشهير، التي أكد فيها أن ميسي يريد العودة إلى برشلونة.
أسباب تمنع ميسي من العودة لبرشلونة
وقد تثير هذه التطورات سعادة أنصار برشلونة، الذين صُدموا الصيف الماضي برحيل ليو، لكن عودته لن تكون سهلة على الإطلاق، لعدة أسباب نرصدها في النقاط التالية.
احتمال رحيل مبابي
يعيش كيليان مبابي الشهور الأخيرة في عقده مع باريس سان جيرمان، الذي ينتهي يوم 30 يونيو/حزيران 2022، وعلى ما يبدو فإنه لا يفكر في التجديد.
ولم تنجح محاولات الإدارة الباريسية في إقناع مبابي بالتجديد حتى هذه اللحظة، قبل أن تتعقد الأمور أكثر، عقب إقصاء الفريق من دوري الأبطال، أمام ريال مدريد بالذات.
وتشير وسائل إعلام أوروبية عديدة إلى أن ريال مدريد اتفق مع مبابي بالفعل على كافة بنود العقد، لكن التوقيع سيكون بعد اليوم الأخير من فك ارتباطه بسان جيرمان.
وفي ظل هذه المعطيات، ستكون إدارة باريس متشددة حيال رحيل ميسي، ولن تسمح بذلك، حتى لا تفقد نجمين كبيرين في فترة انتقالات واحدة.
واعترض عدد من أعضاء مجلس الإدارة على صفارات الاستهجان التي أطلقتها الجماهير ضد ميسي، يوم الأحد 13 مارس/آذار 2022، لكن المشجعين لن يعارضوا رحيله في الصيف إن حدث، وفق ما ذكرته صحيفة L'Équipe الفرنسية.
عقده مع باريس
عندما غادر ميسي البارسا في الصيف الماضي، كان متأكداً هو والنادي، أن أمر عودته إلى برشلونة مسألة وقت ليس إلا.
كان الاعتقاد السائد أن ميسي سيعود بمنصب إداري، قبل هذه التطورات الأخيرة، التي تشير إلى أن رؤية "البرغوث" بقميص النادي كلاعب، أمر وارد الحدوث، وإن كان صعباً لكنه ليس مستحيلاً.
وفي يوم 11 أغسطس/آب 2021، أعلن باريس تعاقده مع ميسي في عقد يمتد لموسمين اثنين، مع إمكانية التجديد لموسم ثالث.
وعليه، فإنّ عقد ميسي مع سان جيرمان يجبره على البقاء لموسم آخر في عاصمة الأنوار، ولا يبدو أن الإدارة مستعدة للتفريط فيه، خاصة مع اقتراب مونديال كأس العالم 2022.
وتريد الإدارة الباريسية الإبقاء على ميسي لموسم واحد على الأقل، لكون وجوده مع الفريق يمثل دعاية قوية لمونديال كأس العالم المقررة إقامته في قطر خريف 2022، لذا ستعارض مسألة رحيله بشكل قاطع.
راتبه الكبير
فشل برشلونة في التوقيع مع ميسي على عقد جديد في الصيف الماضي، بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها النادي، وهو الأمر الذي اعترف به الرئيس خوان لابورتا.
ويمثل راتب ميسي العالي عقبة أساسية في وجه أي عودة محتملة لأفضل لاعب في العالم 7 مرات، خاصة مع البيانات والإحصائيات الجديدة التي صدرت عن رابطة الدوري الإسباني، يوم الإثنين 14 مارس/آذار 2022، حول سلم رواتب الأندية الإسبانية.
وأعلنت رابطة "الليغا" عن الحد الأقصى لرواتب اللاعبين في النادي الكتالوني، حيث ارتفع بنسبة بسيطة ليصل إلى 144 مليون يورو فقط، بعد أن كان 97 مليون يورو.
وأشارت إلى أنه سيتعين على برشلونة تخفيض أجور كثير من اللاعبين أو الاستغناء عن بعضهم، إذا ما أراد النادي إبرام تعاقدات جديدة.
مشروع تشافي
على الرغم من العلاقة الرائعة التي تربط ميسي بتشافي هيرناديز، مدرب برشلونة الحالي وزميله الأسبق في الفريق، فإن قرار عودته يبقى في يد المدرب.
وتشير صحيفة MARCA إلى أن تشافي يعلم أن ميسي سيصل إلى عامه الخامس والثلاثين في الصيف المقبل، وهو ما يهدد فلسفته في التعامل مع اللاعبين الشباب.
وعلى الرغم من تراجع نتائج "البلوغرانا" هذا الموسم، وإقصائه مبكراً من دوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا، وابتعاده بـ12 نقطة عن ريال مدريد، متصدر الدوري الإسباني، فإن الفريق يملك مخزوناً رائعاً من اللاعبين الشباب، الذين يقع على عاتقهم مسؤولية استعادة أمجاد برشلونة.
لذا قد لا يرغب تشافي في المخاطرة، وإلحاق الضرر بالمشروع الجديد، بالتالي فإن عودة ميسي لا تزال حلماً بعيد المنال لمشجعي برشلونة.