منذ أن امتلك الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش نادي تشيلسي الإنجليزي في عام 2003، حتى قرر عرضه للبيع يوم 2 مارس/ آأذار 2022، عاش "البلوز" حقبة ذهبية، تُوِّج خلالها بعدد كبير من البطولات، لم يكن يحلم فيها أكثر المتفائلين من مشجعي الفريق اللندني.
لم يكن تشيلسي قبل أبراموفيتش ذلك النادي الكبير، الذي يؤرق فرق أوروبا، لكنه تحوّل إلى وحش حقيقي في أغلب الأوقات، وفرض نفسه كواحد من أقوى الأسماء في كرة القدم الإنجليزية والأوروبية.
وحقق النادي في حقبة أبراموفيتش 19 بطولة، أهمهما على الإطلاق، لقبان في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ولقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم 5 مرات ومثلها في كأس الاتحاد الإنجليزي.
المدربون الذين قادوا تشيلسي في عهد أبراموفيتش
وطيلة 19 عاماً، تعاقد أبراموفيتش مع 12 مدرباً، من أجل تحقيق هذه النقلة النوعية، لم تكن جميع خياراته موفقة، لكن 8 منهم نجحوا في قيادة تشيلسي لتحقيق بطولة كبيرة على الأقل، نستعرضهم في السطور التالية:
كلاوديو رانييري
كان الإيطالي "الخبير" أول رجل تولى مهمة تدريب تشيلسي منذ وصول أبراموفيتش في صيف 2003، حيث تم تخصيص ميزانية انتقال ضخمة له.
أنفق أبراموفيتش ما يقرب من 120 مليون جنيه إسترليني، للتعاقد مع داميان داف وجو كول وخوان سيباستيان فيرون وهيرنان كريسبو وكلود ماكيليلي، في خطوة أثارت الرعب بين أندية "البريميرليغ".
مع هذه الأسماء، أنهى رانييري موسم 2003-2004 في المركز الثاني، خلف البطل أرسنال، الذي تُوِّج بلقب "البريميرليغ" دون أي هزيمة، كما وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
لكن هذه النتائج لم تشفع لرانييري في البقاء موسماً آخر مع "البلوز"، بعد أن قرر أبراموفيتش إقالته بصورة مفاجئة في صيف 2004.
جوزيه مورينيو
وضع مورينيو أقدام تشيلسي على طريق المجد والبطولات، ووصفت الصحافة الإنجليزية المدرب البرتغالي، بأنه "المدرب المميز" في عصر أبراموفيتش.
وصل "السبيشل ون" إلى "ستامفورد بريدج" في صيف 2004، بعد أيام قليلة من تتويجه مع بورتو البرتغالي بلقب دوري أبطال أوروبا.
لم يخذل مورينيو أنصار تشيلسي ومالك النادي أبراموفيتش، وفاز في موسمه الأول 2004-2005، بلقب الدوري الإنجليزي، وذهب أبعد من ذلك، حين نجح في الحفاظ علي "البريميرليغ" في الموسم التالي.
وأضاف إليهما مورينيو لقب كأس الاتحاد الإنجليزي نهاية موسم 2006-2007، لكن دوري الأبطال استعصى على المدرب البرتغالي، ليرحل عن الفريق في سبتمبر/أيلول 2007.
عاد مورينيو إلى تشيلسي مرة أخرى في صيف 2013، قاد فيها الفريق موسمين ونصف، أضاف خلالهما لقباً ثالثاً له في الدوري الإنجليزي، والخامس في تاريخ النادي، ولقباً في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية.
أفرام غرانت
تولى غرانت تدريب تشيلسي خلفاً لمورينيو في عام 20017، حيث اختاره أبراموفيتش كونه صديقاً شخصياً له، رغم أنه لا يملك أي مقومات تؤهله لقيادة فريق بحجم "البلوز".
اتفق الصديقان على أن يقود غرانت تشيلسي حتى نهاية ذلك الموسم، الذي وصل فيه الفريق إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ودوري الأبطال.
أصيب أبراموفيتش بخيبة أمل كبيرة من صديقه "الإسرائيلي"، وقرر إقالته بعد الخسارة من توتنهام ومانشستر يونايتد في نهائيي المحترفين والأبطال على التوالي.
لويس فليبي سكولاري
تمتع المدرب البرازيلي بسيرة ذاتية رائعة، كيف لا وهو الفائز مع منتخب بلاده بكأس العالم 2002، لكن أيامه مع تشيلسي لم تكن بذلك البريق.
أُقيل سكولاري بعد سبعة أشهرٍ فقط من توليه المنصب، بعد احتلاله المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، وبقائه في المنافسة على دوري أبطال أوروبا.
حينها، علق السير أليكس فيرغسون، المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد، على إقالة سكولاري بالقول: "إنها علامة هذا العصر، لا يوجد صبر على الإطلاق في العالم الآن".
غوس هيدينك
انتقل أبراموفيتش للاستعانة بالمدرسة الهولندية، وتعاقد مع هيدينك، بعد انتهاء مهمته من تدريب المنتخب الروسي لكرة القدم.
كان الإنجاز الأبرز للمدرب الهولندي، هو الفوز مع تشيلسي بكأس الاتحاد الإنجليزي، وإقصاؤه أمام برشلونة من نصف نهائي دوري الأبطال 2008- 2009، بعد مباراة مثيرة للجدل.
تراجعت نتائج "البلوز" تحت قيادته، ليرحل هيدينك عن النادي اللندني من الباب الخلفي، قبل أن يعود مرة ثانية عام 2015، لكنه احتل مع تشيلسي المركز العاشر في "البريميرليغ"، وفشل في الفوز بالبطولات الأخرى.
كارلو أنشيلوتي
عاد الملياردير الروسي أبراموفيتش للمدرسة الإيطالية، وانتدب الخبير أنشيلوتي، الذي كسر احتكار مانشستر يونايتد للقب الدوري، الذي توج به "البلوز" موسم 2009-2010، للمرة الرابعة في تاريخه.
وكما أضاف أنشيلوتي لقبي درع المجتمع وكأس الاتحاد الإنجليزي لخزينة النادي اللندني، لكنه فشل في الحفاظ على لقبه أمام يونايتد، الذي انتزع بطولة الدوري من أنياب العملاق اللندني.
كان موسم 2010-2011، عصيباً على تشيلسي وأنشيلوتي، فقد انتهى دون تحقيق أي بطولة، ليلحق المدرب الإيطالي بأسلافه، خارج أسوار "ستامفورد بريدج".
أندريه فيلاش بواش
حلّ بواش على "ستامفورد بريدج"، باعتباره أفضل مدرب أوروبي لموسم 2010-2011، الذي فاز فيه مع بورتو بأربعة ألقاب، لتطلق عليه الصحافة لقب "مورينيو الجديد".
لكن بواش (34 عاماً) في حينه، فشل في تكرار إنجاز مورينيو الأصلي، وأقيل بعد تسعة أشهر فقط، لأنه فاز بأقل من نصف المباريات التي خاضها، إضافة إلى فشله في السيطرة على غرف الملابس.
روبيرتو دي ماتيو
بعد إقالة بواش، تم تكليف مساعده دي ماتيو بإكمال الموسم، الذي كان شاهداً على أغرب اللحظات التي عاشها النادي طوال تاريخه.
فشل دي ماتيو في تحسين نتائج "البلوز" في "البريميرليغ"، وأنهى الموسم بالمركز السادس، ولكن المعجزة حدثت في ربيع 2012.
في 19 مايو/أيار من ذلك العام، قاد دي ماتيو تشيلسي أخيراً، للتتويج بدوري الأبطال، للمرة الأولى في تاريخ النادي، بعد أسبوعين من فوز الفريق بكأس الاتحاد الإنجليزي.
كافأ أبراموفيتش المدرب الإيطالي، وأعلنه مدرباً رسمياً لتشيلسي، لكن النتائج سرعان ما تدهورت، ليُقال دي ماتيو بعد ستة أشهر من بداية الموسم الجديد.
رافائيل بينيتز
فاجأ الملياردير الروسي أبراموفيتش الجميع، بإعلانه التعاقد مع بينيتيز، مدرباً للفريق؛ لكون الإسباني كان مدرباً في وقت سابق لليفربول.
لم يحظَ هذا القرار بشعبية كبيرة لدى جماهير النادي، بيد أنه أفرز لقباً أوروبياً جديداً، وهو الدوري الأوروبي في موسم 2012-2013، كما قاد تشيلسي للمركز الثالث في الدوري الإنجليزي.
وأصبح تشيلسي واحداً من الأندية الأوروبية القليلة التي نجحت في التتويج بدوري الأبطال والدوري الأوروبي europa league وكأس الكؤوس وكأس السوبر الأوروبي، لكن بينيتيز أُقيل بعدها، ليفسح المجال أمام حقبة مورينيو الثانية.
أنطونيو كونتي
مثل مورينيو وأنشيلوتي، كان لكونتي تأثير فوري على ملعب "ستامفورد بريدج"، فقد فاز الإيطالي بالدوري الإنجليزي، ووصل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في موسمه الأول.
خسر كونتي لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم الأول، لكنه عوض ذلك في الموسم التالي، الذي فشل فيه في إنهاء الدوري بالمراكز الأربعة الأولى، لتتم إقالته.
يمكن القول إن عصر كونتي كان الأكثر فوضى في حقبة أبراموفيتش، حيث انتشرت شائعات عن خلافات طاحنة بين الرجلين وراء الكواليس، تبع ذلك معركة قانونية بين تشيلسي ومدربه، انتهت بحصول الأخير على مبلغ 85000 جنيه إسترليني، بقرار من محكمة العمل في يناير/كانون الثاني 2020.
ماوريسيو ساري
كان ساري المدرب الوحيد الذي غادر تشيلسي بنفسه في حقبة أبراموفيتش، حيث عاد إلى إيطاليا من أجل تدريب يوفنتوس في يونيو/حزيران 2019.
لكن الإيطالي عاش 12 شهراً من النجاح مع تشيلسي، حيث قاد الفريق للتتويج بلقب الدوري الأوروبي 2018-2019، كما احتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي.
فرانك لامبارد
وصل لامبارد، اللاعب السابق والمحبوب لدى جماهير تشيلسي، لتدريب الفريق، بعد أن قاد ديربي كاونتي، إلى مباراة "البلاي أوف" للصعود للبريميرليغ.
لكن تشيلسي اصطدم بعقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم، التي حرمته من التعاقدات لفترتين، ليستقر أبراموفيتش على لامبارد لتدريب الفريق، وهو الفائز بأحد عشر لقباً مع الفريق كلاعب والهداف التاريخي للنادي.
ورغم كل الصعوبات، أنهى تشيلسي الموسم في المركز الرابع، ووصل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وبعد رفع الحظر أنفق تشيلسي مبالغ طائلة على صفقات على غرار تيمو فيرنر وكاي هافرتز وبن تشيلويل، لكنها فشلت في تحقيق المطلوب، ليغادر لامبارد مطروداً في يناير/كانون الثاني 2021، تاركاً الفريق في المركز التاسع.
توماس توخيل
يمكن القول إن توخيل هو المدرب الأخير في حقبة أبراموفيتش، اعتماداً على المدة التي يستغرقها إتمام عملية البيع.
ويعتبر توخيل أحد أفضل انتدابات أبراموفيتش، حيث فاز بدوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية خلال 13 شهراً.
كما وصل أيضاً إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الذي خسره أمام ليستر سيتي، وتنازل عن لقب كأس المحترفين لليفربول قبل أيام.