يبدو أن رحلة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، مالك تشيلسي، مع النادي اللندني تقترب من الوصول إلى محطتها الأخيرة، ومن ثم الفراق.
وتسببت تبعات العملية العسكرية التي بدأتها روسيا على أوكرانيا، الخميس 24 فبراير/شباط 2022، بضغوط كبيرة على أبراموفيتش، من أجل التخلي عن تشيلسي.
وأعلن أبراموفيتش، السبت 26 فبراير/شباط 2022، تخليه عن إدارة النادي، وكلف مارينا غرانوفسكايا مديرة تشيلسي التنفيذية، وبيتر تشيك الحارس الأسبق للنادي اللندني، بمسؤولية الإدارة الرياضية للفريق، فيما يتعلق بالانتقالات وعقود اللاعبين.
لكن التصريحات المتواصلة من النواب البريطانيين، والمطالبة بتجميد أصول أبراموفيتش، والعقوبات التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم ونظيره الأوروبي على الرياضة الروسية، حشرت الملياردير الروسي في الزاوية.
رومان أبراموفيتش يعرض نادي تشيلسي للبيع
وأوضحت صحيفة The Sun البريطانية، أن أبراموفيتش في الوقت الحالي، يدرس عملية بيع تشيلسي، لثلاث جهات، خاصةً أن مجموعة من المستثمرين من أمريكا تواصلوا معه بهذا الخصوص.
في السياق نفسه، كشف ملياردير سويسري أنه يدرس شراء "البلوز" من نظيره الروسي، مستغلاً الضغوط الممارسة على أبراموفيتش في بريطانيا.
وقال رجل الأعمال السويسري هانز يورغ فيس، في تصريحات نقلتها "ذا صن": "يعمل أبراموفيتش على بيع جميع العقارات التي يملكها في إنجلترا، ومن ضمنها تشيلسي، تلقيت مع ثلاثة آخرين عرضاً يوم الثلاثاء الماضي لشراء النادي".
وأوضح: "أبراموفيتش يطلب سعراً كبيراً، فتشيلسي مدين له بملياري جنيه إسترليني، لكن النادي لا يملك أموالاً، وهذا يعني أن أي شخص أو شركة ترغب في شراء تشيلسي، عليه أن يعوض أبراموفيتش".
وواصل السويسري: "سعر البيع حالياً لا يزال غير واضح، وسأضطر إلى الانتظار أربعة أو خمسة أيام لمعرفة كيف ستسير الأمور".
وأتم: "أدرس التقدم بعرض مع شركاء لشراء تشيلسي، لكن قبل ذلك يجب أن نتحقق من الشروط العامة بعناية، ما نود تأكيده هو أنني لن أفعل شيئاً كهذا بمفردي. إذا اشتريت تشيلسي، فسيكون مع ستة أو سبعة مستثمرين".
تشيلسي حقق نجاحات كبيرة منذ وصول أبراموفيتش
واشترى أبراموفيتش تشيلسي يوم 2 يوليو/تموز عام 2003، بصفقة دفع خلالها رجل الأعمال الروسي مبلغاً وصل إلى 60 مليون جنيه إسترليني.
وحقق النادي في حقبة أبراموفيتش 19 بطولة، أهمهما على الإطلاق، لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم 5 مرات، ومثلها في كأس الاتحاد الإنجليزي، ولقبان في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
كما حصل تشيلسي في أبريل/نيسان 2013، على المركز السابع بقائمة أغنى الأندية العالمية، بقيمة 588 مليون يورو، بزيادة وصلت إلى 18% عن عام 2012.
وحسب "ذا صن"، فإن مشجعي تشيلسي توسلوا إلى أبراموفيتش، الذي يستعد أيضاً لبيع قصره بحدائق قصر كنسينغتون في لندن، بألا يترك النادي، ووصفوه بأنه "أفضل مالك في كرة القدم للأندية".
وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، رفض التعليق على ما إذا كانت العقوبات ستُفرض على أبراموفيتش، لكنه قال إن "الحلقة تضيق" على الرجال حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووجَّه زعيم المعارضة البريطاني كير ستارمر سؤالاً إلى جونسون عن سبب عدم فرض عقوبات على مالك تشيلسي.
وقال ستارمر: "إنه شخص محل اهتمام وزارة الداخلية، بسبب صِلاته بالدولة الروسية وارتباطه العام بالنشاط والممارسات الفاسدة.. في الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء إن أبراموفيتش يواجه عقوبات، وقام فيما بعد بتصحيح تعليقه ليقول إنه ليس كذلك. حسناً، لماذا تغير الوضع بحق السماء؟!".
وردَّ جونسون بأنه لا يمكنه الخوض في تفاصيل حالات بعينها.
وقال جونسون: "ليس من المناسب بالنسبة لي، التعليق على حالات فردية في هذه المرحلة، لكن لا شك في أن الإجراءات التي اتخذناها بالفعل.. لها تأثير في موسكو من خلال الكشف عن ملكية شركات بالطريقة التي نحن عليها".