طُرحت العديد من التساؤلات حول مستقبل تشيلسي الإنجليزي، بعد القرار "التاريخي" لمالكه رومان أبراموفيتش، تسليم "إدارة ورعاية" النادي إلى مؤسسة أمنائه الخيرية.
وأعلن أبراموفيتش في بيان رسمي نشره نادي تشيلسي يوم السبت 26 فبراير/شباط 2022، تخليه عن إدارة النادي، وهو قرار أصاب مشجعي "البلوز" بالحيرة والصدمة، كونه جاء بشكل فجائي ودون تمهيد.
أبراموفيتش يرحل عن رئاسة تشيلسي
بعد ابتعاد أبراموفيتش عن المشهد ستتولى شخصية روسية أخرى مسؤولية الإدارة الرياضية للفريق، فيما يتعلق بالانتقالات وعقود اللاعبين، وهي مارينا غرانوفسكايا، مديرة النادي التنفيذية حالياً، على أن يعاونها التشيكي بيتر تشيك، الحارس الأسبق للنادي اللندني.
واتهمت ليلى موران، النائب في البرلمان البريطاني عن الحزب الليبرالي، أبراموفيتش بأنه واحد من بين 35 شخصية روسية، يدعمون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويجب معاقبتهم بتجميد أصولهم ومصادرتها.
ورجحت صحيفة The Sun، أن يكون قرار أبراموفيتش نابعاً من حرصه على حماية النادي، من العقوبات المحتملة التي قد تُفرض عليه، على خلفية بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن خطوة أبراموفيتش الأخيرة لن يكون لها تأثير فوري على تشيلسي داخل المستطيل الأخضر.
وحقق تشيلسي نجاحات غير مسبوقة بعد أن تحولت ملكيته إلى أبراموفيتش عام 2003 وفاز خلال هذه الفترة بلقب الدوري المحلي الممتاز خمس مرات وبكأس الاتحاد الإنجليزي خمس مرات وبدوري أبطال أوروبا مرتين.
اتهامات لأبراموفيتش بالعمل لصالح بوتين
لكن مالك تشيلسي، اتُهم بأنه واحد من 35 أعضاء "الأوليغارشية" الذين حددهم المعارض الروسي أليكسي نافالني كأحد العناصر التمكينية التي يديرها رئيس روسيا فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أنه صديق مقرب من بوتين.
ونفى أبراموفيتش بشدة أنه قريب من الكرملين، أو أنه فعل أي شيء يستحق عقوبات تفرض عليه.
يشار إلى أن أبراموفيتش أصبح مواطناً إسرائيلياً في 2018، مما سمح له بالدخول إلى بريطانيا لمدة تصل إلى 6 أشهر، واستخدم جواز سفره الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في رحلة قصيرة إلى لندن.
وتعيش بريطانيا هذه الأيام حالة من الترقب، لمعرفة العقوبات التي سيقررها رئيس الوزراء بوريس جونسون ضد روسيا.
ونقلت "ذا صن" عن مصادر مقربة من أبراموفيتش، أنه مُصر على أنه لم يفعل شيئاً، من شأنه أن يجعله عرضة للعقوبات.
وسيكون المليادرير الروسي حراً في ضخ الأموال إلى خزينة تشيلسي وقتما يشاء، إذا نجا من العقوبات، أما إذا حدث العكس، فمن المحتمل أن يتم تجميد أصوله.
وفي حال تم تجميد أصوله، فإن هذا الأمر سيعيق قدرة أبراموفيتش على تحويل الأموال لتشيلسي، لكن هذا لن يترك تأثيراً واضحاً على أزرق لندن على المدى القصير.
ويرى خبراء قانونيون أن الحكومة البريطانية قد لا تستهدف النادي في أي إجراءات محتملة، لتجنب تأثير ذلك على تشيلسي، الذي يوظف مئات الأشخاص.
وعليه بمقدور تشيلسي الاستمرار في إدارة أعماله كالمعتاد، بما فيها تلقي أموال البث في المستقبل من الدوري الإنجليزي الممتاز والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ودفع الأجور للموظفين.
تشيلسي يستنكر الهجوم الروسي على أوكرانيا
إلى ذلك أصدر تشيلسي، بياناً رسمياً، أبدى فيه تعاطفه الكامل مع أوكرانيا، وفي نفس الوقت تجاهل الإشارة إلى روسيا بشكل كامل.
وجاء في البيان: "الوضع في أوكرانيا مروع ومدمر، نادي تشيلسي يتعاطف مع الجميع في أوكرانيا، الجميع في النادي يصلون من أجل السلام".
وكان أبراموفيتش قد قال في بيانه: "خلال امتلاكي نادي تشيلسي لمدة 20 عاماً، كنت أرى دوري دائماً كحامٍ للنادي، الذي تتمثل مهمته في ضمان نجاحنا كما يمكن أن نكون اليوم، بالإضافة إلى البناء للمستقبل، بينما أيضاً تلعب دوراً إيجابياً في مجتمعاتنا".
وأضاف: "لقد اتخذت دائماً قرارات مع مراعاة مصلحة النادي، وما زلت ملتزماً بهذه القيم، وعليه أعطي اليوم أمناء مؤسسة تشيلسي الخيرية حق الإشراف ورعاية نادي تشيلسي".
وواصل المالك الروسي: "أعتقد أنهم حالياً في أفضل وضع لرعاية مصالح النادي واللاعبين والجهاز الفني والتدريبي والمشجعين".
ووفق "ذا صن"، فإن أمناء مؤسسة تشيلسي المسؤولين حالياً هم بروس باك، وجون ديفاين، وإيما هايز، وبيارا باور، وسيب كو، وهيو روبرتستون.
وأكد النادي، الذي يستعد لخوض نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، مساء الأحد 27 فبراير/شباط 2022، ضد ليفربول على ملعب ويمبلي، أنه لا يبحث عن ملاك جدد.