يرى الأطباء أن العصبية والتوتر الذي يصيب مشجع كرة القدم، قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصةً في وقت الهزائم.
ويقرر بعض المشجعين الخروج من غرفة التلفاز أو تغيير مكان وجودهم، حين تصل المباراة إلى ركلات الترجيح مثلاً، أو عند اتخاذ الحكم قراراً لا يعجبهم؛ سعياً منهم لخفض التوتر الذي يتعرضون له في تلك اللحظة؛ لأن جسم الإنسان يقابل شغف كرة القدم، بردود فعل خطيرة.
كرة القدم ترفع نسبة الإقبال على عيادات القلب
وحسب الأطباء، فإن الأحداث الرياضية الكبرى في عالم كرة القدم وغيرها، تزيد عدد مرات زيارة عيادات القلب، وبالتالي يرتفع عدد الفحوصات.
ويقول الدكتور لويس سيغورا، طبيب القلب السريري والتداخلي بعيادة Creu Blanca، وهو خبير في التصوير القلبي المتقدم أيضاً: "هناك أشخاص أدركوا أو رأوا على مر السنين، أنهم قد يعانون من مشاكل حتى في أثناء كونهم متفرجين، بسبب عبء التوتر أو التوتر الناتج عن المباريات".
وأوضح سيغورا: "يريد هؤلاء المتفرجون تجنب الخوف والتوتر حتى في أثناء سير المنافسات".
وشهد الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم موقفاً مروعاً في يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين تعرَّض أحد المشجعين لنوبة قلبية، كادت تودي بحياته.
وتوجه سيرخيو ريغيلون، لاعب توتنهام، إلى الحكم أندريه مارينر، بعدما انتبه إلى شيء غريب يحدث على مدرجات ملعب "سانت جيمس بارك"، معقل نادي نيوكاسل.
لكن العناية الإلهية ثم سرعة تصرف الأطباء أنقذتا حياة المشجع، الذي توقفت لأجله مباراة نيوكاسل وضيفه توتنهام هوتسبير بعض الوقت، قبل أن تستمر مجدداً.
وصرَّح ريغيلون بعد تلك المباراة: "توجهت إلى الحكم مباشرةً، وطالبته بضرورة إيقاف المباراة، لأنني شاهدت أحد مشجعي نيوكاسل يونايتد يسقط في المدرجات، ويهتز بشدة".
وأضاف: "بعدما قمت بإخبار الحكم قام بإيقاف المباراة، وأظن المشجع حالياً بخير، بحسب ما سمعته بعد نهاية المباراة. والحمد لله كل شيء سار في النهاية على خير".
وذكر موقع larazon الإسباني حادثة مماثلة وقعت في بلد الوليد مؤخراً، بدوري الدرجة الثانية في إسبانيا، حيث أصيب مشجع بنوبة قلبية، وتم نقله إلى المستشفى، لكن حظه لم يكن مثل حظ مشجع نيوكاسل، ففارق الحياة.
آثار الهزائم على المشجعين أكبر مما يتوقعه البعض
ومثلما تتسبب كرة القدم بإحباط الإنسان وتصيبه بالاكتئاب عند الخسارة، فإنها تمنحه شعوراً بالمتعة والسعادة والنشوة بعد الفوز.
ويقول الدكتور سيغورا: "تكون المخاطر أكبر عند الخسارة، فهزائم الفريق هي التي تحطم القلب، وهذه ليست مبالغة".
وواصل: "عندما يتعلق الأمر بالهزائم، يشعر الناس بالغضب، يتسبب ذلك في إفراز الكاتيكولامينات التي يمكن أن تؤثر سلباً على القلب".
وأوضح: "يعاني القلب من هذا الضغط على مستوى العضلات والشرايين، ويؤدي إلى وضع مستوياتٍ أعلى من الضغط على القلب، وبشكلٍ عام إلى زيادة ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبةٍ قلبية".
وتطرق الدكتور سيغورا إلى الحديث عن الحالة التي يشعر بها الإنسان عند الفوز، فقال: "هناك انتصارات إذن هناك أفراح، فذلك يؤدي إلى إفراز الأدرينالين والكاتيكولامينات والإندورفين، التي تؤثر بشكلٍ إيجابي على صحة الإنسان".
وبيّن: "تعمل هذه الهرمونات في بعض الأحيان بشكلٍ جيد للقلب، حيث يتم الشعور بالسعادة".
نصائح للمشجعين قبل مشاهدة المباريات
وتنصح الجمعية الإسبانية لأمراض القلب المشجعين بعدم الشرب أو التدخين أو الأكل بكثرة قبل مشاهدة المباريات، وبالاسترخاء قدر الإمكان في أثناء المتابعة، وتقول: "ليس سيئاً أن تتابع بشغف، لكن تجنب المبالغة".
وتصرُّ الجمعية على ضرورة ألا ينخدع الإنسان بالنشوة المفرطة بعد الفوز؛ لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى جهود غير عادية، وألا ينجرف إلى الحزن عند الخسارة.
وينصح الدكتور سيغورا المشجعين، بالتوقف عن مشاهدة المباراة إذا شعروا بالتوتر الشديد، والخروج في نزهة على الأقدام؛ لضبط عملية التنفس، مؤكداً: "إن التنفس بعمق والقيام بتمارين الاسترخاء يمكن أن يساعداك على الشعور بالهدوء".