تصفيات كأس العالم تُقسم الاتحاد المغربي حول مصير خليلوزيتش.. هل يغادر مدرب “الأسود” بعد هزيمة “الكان”؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/02 الساعة 09:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/14 الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش
مدرب المنتخب المغربي رفقة الطاقم الفني للفريق (رويترز)

طالب الشارع الرياضي المغربي إقالة مدرب المنتخب المغربي بعد ليلة حزينة بعد خروج منتخبه الوطني لكرة القدم، الأحد الماضي 30 يناير/كانون الثاني 2021، من دور ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم.

وقع الصدمة كان كبيراً، بعدما عقد الجمهور المغربي آمالاً عريضةً على الجيل الحالي من لاعبي "منتخب أسود الأطلس"، وبقدر ارتفاع الآمال كانت السقطة موجعة.

وانطلقت الاحتجاجات عبر وسائط التواصل الاجتماعي وفي الشوارع،  مطالبة بإقالة المدير الفني وحيد خليلوزيتش وأفراد طاقمه، بل وامتد الغضب الشعبي إلى الاتحاد المغربي، الذي لم يسلم بدوره من مطالب الرحيل والمحاسبة، على ما اعتبره المحتجون تبديداً للمال العام دون تحقيق نتائج تُذكر.

مصادر "عربي بوست" كشفت أن الاتحاد المغربي وأمام هذه الورطة، وجد نفسه مقسماً إلى فريقين: الأول يريد الدفع نحو امتصاص الغضب الشعبي عبر إقالة المدرب البوسني-الفرنسي خليلوزيتش، والثاني يُطالب بالتريث، خاصة أن المنتخب المغربي مقبل الشهر المقبل على مباراتين حاسمتين، أمام منتخب الكونغو الديمقراطي في الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022.

مضيفة أن الاتجاه الذي يلقى دعم فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم هو استمرار المدرب في منصبه إلى ما بعد مباراتي الذهاب والإياب أمام الكونغو، بسبب ضيق الوقت وصعوبة تحضير المنتخب المغربي لهذا الدور الحاسم في هذا الظرف.

لقجع قال إن هناك شروطاً جديدة أمام مدرب المنتخب المغربي، لأن إقصاء المغرب من "الكان" أعطى لمسؤولي الكرة المغربية أداة تقليم أظافر خليلوزيتش، ذي الشخصية الصدامية والعنيدة، والذي كان حتى وقت قريب يمارس "ديكتاتورية" مطلقة في "منتخب الأسود".

مدرب المنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش (رويترز)
مدرب المنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش (رويترز)

إقالة مدرب المنتخب المغربي

كما تعالت أصواتمن لهم مطلب إقالة مدرب المنتخب المغربي، مدرب المنتخب المغربي من منصبه، بعد الخروج من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وباتت إقالة خليلوزيتش مطلباً شعبياً، بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني في النهائيات.

وأرجع المطالبون بالإقالة إخفاق الأسود إلى العناد الكبير الذي أبانه المدرب منذ إعلانه لائحة اللاعبين الذين شاركوا في النهائيات، وإصراره على استبعاد لاعبين، رغم أدائهم الجيد مع أنديتهم، وتفضيله لاعبين احتياطيين.

وطالب الجمهور المغربي من فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، تفعيل بند إقالة مدرب المنتخب المغربي من منصبه، بحكم أنه عجز عن تحقيق أحد الأهداف المضمنة في العقد، وهي بلوغ نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم 2021.

ويتضمن عقد خليلوزيتش ثلاثة أهداف أساسية، ويتعلق الأمر ببلوغ نصف نهائي كأس إفريقيا 2021، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، والتتويج بنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2023، التي تحتضنها كوت ديفوار السنة المقبلة.

وسبق للقجع التأكيد على أن الفشل في تحقيق أي هدف من الأهداف الثلاثة يسمح للاتحاد المغربي بتفعيل بند إقالة مدرب المنتخب المغربي من منصبه، وهو التصريح الذي أدلى به في ندوة صحافية سابقة رفقة خليلوزيتش، الشيء الذي دعا الجمهور المغربي إلى المطالبة بالإقالة.

ودخل خليلوزيتش في خلافات مع الصحافة والجمهور المغربي، بسبب اختياراته وإصراره على استبعاد اللاعب حكيم زياش لاعب تشيلسي الإنجليزي، ونصير مزراوي مدافع أياكس أمستردام الهولندي، وأمين حاريث لاعب مرسيليا الفرنسي، وغيرهم من اللاعبين المتألقين.

بالمقابل فاجأهم في مباراة مصر، بالاعتماد على لاعبين لم يشاركوا في دور المجموعات، خاصة منير الحدادي وأيمن برقوق، إضافة إلى يوسف النصيري مهاجم إشبيلية الإسباني، رغم أنه حديث العهد بالعودة من الإصابة.

وقدم العديد من اللاعبين السابقين والمدربين مطلباً للقجع يرمي إلى إقالة مدرب المنتخب المغربي وطاقمه الفني، بعد خيبة الأمل التي أصابتهم، جراء الخروج على يد المنتخب المصري، والإحباط الذي شعر به الجميع، بسبب الفشل في التتويج باللقب منذ 46 سنة من الانتظار. 

مُني المنتخب المغربي بهزيمة أمام نظيره المصري (رويترز)
مُني المنتخب المغربي بهزيمة أمام نظيره المصري (رويترز)

اللاعبون أيضاً

لم يُخفِ لاعبون داخل المنتخب المغربي استياءهم من طريقة إدارة خليلوزيتش للمنتخب المغربي، سواء تعلق الأمر باختياراته البشرية أو التكتيكية، فضلاً عن تغييره المستمر لمراكز اللاعبين ونظام اللعب ما تسبب في إرباكهم في عدة مباريات. 

واستناداً إلى مصادر "عربي بوست" فإن رحلة عودة البعثة المغربية بالكاميرون إلى المغرب، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، خيمت عليها أجواء مشحونة، وصارح خلالها لاعبون فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي، بعدم رضاهم عن طريقة عمل المدير الفني للمنتخب المغربي.

وطالب اللاعبون بتدخلٍ عاجلٍ لوقف انفراده بالقرارات، كما التمسوا من رئيس الاتحاد التوسط لإعادة النجمين حكيم زياش ونصير المزراوي، لمساعدة المنتخب في الدور الفاصل من تصفيات المونديال، فضلاً عن لاعبين آخرين خاصة في وسط الميدان، لإعادة التوازن إليه، بعدما طردهم وحيد.

وحسب المصادر نفسها، فإن اللاعبين اعتبروا أنه من حق كل لاعب مغربي، أن يمثل منتخب بلده إذا ما توفرت لديه المؤهلات الكافية لذلك، مضيفة أن رئيس الاتحاد وعدهم خيراً في هذا الصدد.

وسبق للاعبي المنتخب المغربي، كما أشار "عربي بوست" إلى ذلك في تقرير سابق، أن طالبوا فوزي لقجع بإبعاد البوسني وحيد خليلوزيتش وتعويضه بمدرب آخر قبل انطلاق النهائيات القارية الجارية بالكاميرون.

مدرب المنتخب المغربي رفقة اللاعب أشرف حكيمي (رويترز)
مدرب المنتخب المغربي رفقة اللاعب أشرف حكيمي (رويترز)

مؤتمر الحسم 

وتتجه أنظار الجمهور المغربي والشارع الرياضي إلى المؤتمر الصحافي الذي سيعقده خليلوزيتش، الخميس 4 فبراير/شباط 2022، بملعب محمد السادس الدولي بمدينة سلا، إذ لم يكشف الاتحاد المغربي أسباب نزول هذا المؤتمر.

وتضاربت التكهنات حول ماذا سيعلنه المدرب البوسني-الفرنسي، إذ تعود الجمهور المغربي المفاجآت من المدير الفني للمنتخب المغربي، الذي "لا يتوقعه أحد" سواء في عمله كمدرب أو خلال تصريحات وخرجاته الإعلامية وقراراته.

غير أن مصادر "عربي بوست" استبعدت إعلانه عن استقالته أو رحيله في هذا الظرف بالذات، خاصة أن رئيس الاتحاد المغربي يُساند الطرح الذي يرى أن ضيق الوقت واقتراب موعد الدور الحاسم من تصفيات المونديال، سيصعب من اتخاذ قرار قد يربك المنتخب المغربي ويقلص حظوظه في تسجيل سادس حضور لها في نهائيات كأس العالم.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الاتحاد المغربي سيفرض على المدرب التخلي عن تصلبه، وإعادة اللاعبين المغضوب عليهم إلى المنتخب الوطني، والانفتاح على آراء طاقمه الفني ومساعديه بخصوص اختياراته الفنية والتكتيكية خلال المباريات، وهو ما يبدو صعباً بالنظر إلى شخصية المدرب، الذي قد يفاجئ الجميع ويخرج عن الاتفاق مع الاتحاد المغربي خلال المؤتمر الصحافي المذكور، بإعلان انسحابه ورمي قنبلة موقوتة في يد الاتحاد المغربي.

الحكومة تدعم المنتخب 

لقجع ليس وحده من يدعم الاستمرارية في المنتخب المغربي، بل امتد الدعم ليشمل الحكومة المغربية، التي أعلنت عبر رئيسها عزيز أخنوش، كامل الدعم للمنتخب الوطني لكرة القدم، عقب خروجه من دور ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم.

وقال رئيس الحكومة، في ختام مداخلته، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، في جلسة عمومية بالبرلمان، إنه يعلم حجم الحزن الذي خيم على المغاربة بعد الهزيمة والإقصاء من "الكان"، مضيفاً: "جميعنا نمنا حزينين ليلة المباراة، لكننا استيقظنا في حالة جيدة، لكن بالمقابل اللاعبون والطاقم التقني لم يستطيعوا النوم، تحدثت معهم جميعهم لقد قضوا ليلتهم يبكون".

وأضاف أن المنتخب الوطني فريق شاب، ويشتغل ويتقدم إلى الأمام، منتقداً في الوقت ذاته، تدوينات "مسؤولين كبار" على منصات التواصل الاجتماعي، ينتقدون المنتخب الوطني وطاقمه الفني.

وزاد: "نحن بحاجة لهذا المنتخب الشاب، ويجب علينا دعمه بقوة، خاصة أنه مقبل على مباراتين حاسمتين في الدور الفاصل من تصفيات كأس العالم قطر 2022، حتى يتمكن من تحقيق التأهل إلى المونديال".

وأوضح أن اللاعبين سيغادرون ولن يجتمعوا إلا بعد شهر من اليوم، ولا يجب أن يغادروا صوب أنديتهم حزانى، علينا أن نشعرهم بدعمنا، الحكومة تدعم المنتخب الوطني من أجل البناء والتألق مستقبلاً، وعلينا أن نناقش موضوع الإقصاء بطريقة أفضل من التي تجري حالياً".

شغب وتخريب بعد الإقصاء

أوقفت مصالح الأمن بمدينة سلا 10 أشخاص من مشجعي فرق محلية، بعد تورطهم في أحداث شغب وتخريب وعنف، عقب نهاية مباراة المنتخبين المغربي والمصري، بسبب تورطهم في تكسير العشرات من السيارات النفعية، وسيارة شرطة.

مصادر مطلعة كشفت لـ"عربي بوست" أن مصالح الأمن حررت مذكرات بحث بحق بعض المتورطين الآخرين الذين لاذوا بالفرار، بعد أحداث الشغب المذكورة، التي أعقبت المباراة.

وأضافت المصادر نفسها أن أحداثاً مماثلة عاشتها بعض أحياء عددٍ من المدن المغربية بعد إقصاء المنتخب المغربي، ما دفع بالمصالح الأمنية إلى القيام بجولات تمشيط للعديد من الشوارع في الأحياء المعنية والبؤر السوداء، في الوقت الذي طلبت مصالح الأمن من المتضررين تحرير شكايات، بشأن الأضرار التي لحقت سياراتهم.

“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى. 

نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”

تحميل المزيد