خيبة الجزائر في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، وتوديع منتخبها للبطولة في الدور الأول، ولّد حالة من الغضب، وفي إطار إستعدادات المنتخب الجزائري لكأس العالم، طالب البعض منهم بإعادة بعض اللاعبين المغضوب عليهم إلى التشكيلة.
وعلى رأس هؤلاء اللاعبين، أندي دولور مهاجم نادي نيس الفرنسي، وفوزي غلام الظهير الأيسر لنادي نابولي الإيطالي، للمشاركة أمام الكاميرون في الدور الحاسم المؤهل إلى مونديال قطر 2022.
ولكن مصادر "عربي بوست" كشفت أن عودة هذا الثنائي في إطار إستعدادات المنتخب الجزائري لكأس العالم مستبعدة في عهد مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي، بسبب رفضهما دعوته للعب رفقة المنتخب الجزائري في وقت سابق.
إستعدادات المنتخب الجزائري لكأس العالم
نفس المصادر أكدت لـ"عربي بوست" أن بلماضي لا يريد لاعبي "مناسبات" ضمن كتيبة "محاربي الصحراء"، ويعتبر أن تلبية الدعوة للدفاع عن الألوان الوطنية واجب مقدس يجب أن يؤديه كل لاعب مهما كانت الظروف أو اختلفت الأوقات والمنافسات، ولذلك أصدر قراره بعدم عودة الثنائي دولور وغلام إلى المنتخب الجزائري ما دام هو المسؤول الأول عن عارضته الفنية.
ويسير طارق قادري، الصحفي الجزائري في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، على نفس رأي المدرب جمال بلماضي، ويرى أن عودة أندي دولور إلى قائمة "الخضر" في إطار إستعدادات المنتخب الجزائري لكأس العالم غير ضرورية وتعد إنقاصاً.
وقال في تصريح لـ "عربي بوست": "بالنسبة لي عودة دولور ليست بالأمر الجيد للمنتخب الجزائري بالنظر إلى ما قام به اللاعب، أولاً، أمضى مع نادي نيس الفرنسي الصيف الماضي، واتفق معهم على عدم المشاركة في كأس أمم إفريقيا، وهذا إنقاص من قيمة المنتخب الجزائري".
وأضاف قادري أن المدرب جمال بلماضي أكد هذا الأمر، عندما قال في مؤتمر صحفي إن دولور تحدث معه، وطلب إعفاءه من المنتخب، ثم العودة إليه بعد كأس أمم إفريقيا".
وأشار الصحفي الجزائري في موقع "الفيفا" إلى أنه ضد عودة دولور قائلاً: "هو لم يحترم المنتخب الجزائري، ومتأكد بأن المدرب جمال بلماضي سيتخذ نفس القرار".
ويعتقد قادري أن فوزي غلام، الظهير الأيسر لنادي نابولي، لا يستحق هو الآخر العودة للعب رفقة المنتخب الجزائري في إقصائيات كأس العالم.
وقال: "فوزي غلام طلب عدم استدعائه للمنتخب مجدداً، ولما استلم المدرب جمال بلماضي مهمة تدريب "الخضر" طلب من اللاعب القدوم للمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2019، ولكن غلام رفض وفضل البقاء مع ناديه، ولا أظن أن بلماضي سيستدعيه مجدداً".
قصة رفض دولور وغلام
التحق أندي دولور، مهاجم نادي نيس الفرنسي، بالمنتخب الجزائري قبل أيام من انطلاق كأس أمم إفريقيا في مصر 2019، ومنحه المدرب جمال بلماضي فرصة حمل قميص "الخضر" والتتويج معه بـ "كان" 2019، كون أن أمه جزائرية تعود جذور عائلتها إلى ولاية غيليزان غربي العاصمة الجزائر، ومن أب فرنسي من غجر كتالونيا في إسبانيا.
ولكن دولور وبعد توقيعه في نادي نيس صيف 2021، طلب من المدرب جمال بلماضي إعفاءه من المشاركة مع المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون حتى يسمح له بالتركيز مع ناديه، وهو الطلب الذي فضحه بلماضي في إحدى الندوات الصحفية، ليقرر بعدها إبعاد اللاعب.
أما بشأن فوزي غلام، الظهير الأيسر لنادي نابولي الإيطالي، فكشفت مصادر "عربي بوست" أن اللاعب دخل في ملاسنات مع خير الدين زطشي، الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، بعد خسارة المنتخب الجزائري أمام ضيفه الزامبي في سبتمبر/أيلول 2017، وطلب عدم توجيه الدعوة له إذا لم تكن هناك فائدة لذلك.
وأضافت نفس المصادر أن المدرب جمال بلماضي وبعد تسلمه مهمة تدريب "محاربي الصحراء" ذهب بنفسه إلى مدينة نابولي الإيطالية، وجلس مع غلام في أحد فنادق المدينة لإقناعه بالمشاركة مع المنتخب في كأس أمم إفريقيا بمصر عام 2019، ولكن اللاعب رفض الدعوة بحجة التركيز مع ناديه نابولي.
تغييرات مرتقبة
وعلم "عربي بوست" أن المدرب جمال بلماضي سيضخ دماء جديدة في المنتخب الجزائري، في إطار إستعدادات المنتخب الجزائري لكأس العالم ويجري بعض التغييرات في القائمة استعداداً لمواجهة الكاميرون في الدور الحاسم المؤهل إلى كأس العالم شهر مارس القادم.
مصادر "عربي بوست" أوضحت أن التغييرات في القائمة قد تشمل عودة رياض بودبوز، لاعب خط وسط نادي سانت إيتيان الفرنسي، إلى كتيبة "الخضر" بعد غيابه عنها منذ 11 يوليو/حزيران 2017 لدى استدعائه للمشاركة في المباراة أمام منتخب توجو ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019.
نفس المصادر أشارت إلى أن الطاقم الفني للمنتخب الجزائري بقيادة المدرب بلماضي معجب بما يقدمه بودبوز مع ناديه سانت إيتيان هذا الموسم، ومعجب كذلك بما يقدمه في مركزه الجديد كلاعب ارتكاز، علماً بأنه كان يشغل مركز لاعب جناح منذ بداية مسيرته الكروية.
وخاض بودبوز حتى الآن 17 مباراة مع فريقه سانت إيتيان هذا الموسم ضمن جميع المسابقات، وسجل هدفين وقدم تمريرة حاسمة واحدة لزملائه.
ويتوقع سيد أحمد محرز، الحارس الدولي الجزائري السابق والمدرب الحالي لحراس "رديف" نادي الدحيل القطري، أنه لا تكون هناك تغييرات كثيرة في قائمة المنتخب الجزائري أمام الكاميرون.
وقال محرز في تصريح لـ"عربي بوست": "هل ستكون هناك تغييرات في المنتخب الجزائري أم لا؟ أعتقد أن هذا الأمر يتعلق بالمدرب جمال بلماضي، وكيف سيتعامل مع الوضع باعتبار أن المنتخب خرج من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا، أرى أنه سيدرس الموضوع جيداً ويحاول تصحيح الأوضاع، أظن حسب رأيي أن القائمة لن تتغير كثيراً، لأن المدرب لديه ثقة باللاعبين الموجودين، ربما تكون بعض الإضافات، وإذا كانت فستكون من القائمة الموسعة".
ويعتقد سيد أحمد محرز أنه إذا كانت هناك إضافات -مثلما وصفها- في تشكيلة "الخضر"، فإنها ستكون في خط الهجوم، ويصرح: "بصراحة أعتقد أنه إذا كانت هناك تغييرات أو إضافات وليست تغييرات إن صح التعبير، فإنها ستكون في الشق الهجومي بسبب ما لاحظناه من غياب للفعالية في المنتخب الجزائري خلال كأس أمم إفريقيا، إن شاء الله المدرب بلماضي سيتعامل بجدية مع الموضوع، وهو يملك المعطيات التي تسمح له باختيار العناصر المناسبة لخوض المباراة الفاصلة شهر مارس أمام الكاميرون".
"محاربو الصحراء" يختارون مقر إقامتهم في الكاميرون
وشرع الاتحاد الجزائري لكرة القدم في التحضير لرحلة المنتخب إلى الكاميرون من أجل خوض مباراة الذهاب في الدور الحاسم المؤهل لمونديال قطر، وقالت مصادر "عربي بوست" إن الهيئة الكروية اختارت فندق "هيلتون" في العاصمة الكاميرونية ياوندي مقراً لإقامة أشبال المدرب جمال بلماضي هناك.
وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب الجزائري سيخوض مباراة ذهاب الدور الحاسم المؤهل إلى كأس العالم 2022 أمام الكاميرون يوم 23 مارس/آذار 2022 في ملعب "أوليمبي" بالعاصمة ياوندي، على أن يلعب لقاء الإياب يوم 29 في نفس الشهر بملعب الشهيد مصطفى تشاكر بمدينة البليدة غربي العاصمة الجزائر.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”