فشل ذريع وتبذير للمال العام.. هل فوزي لقجع هو المسؤول عن هزائم المنتخب المغربي المتتالية؟

عدد القراءات
2,103
عربي بوست
تم النشر: 2022/01/31 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/02 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش
رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع / الشبكات الاجتماعية

بعد كل إخفاق للكرة المغربية، تخرج الجماهير المغربية متحسرة على الفشل الذي صار لصيقاً بمنتخبها في المنافسات التي يشارك فيها، وكانت آخر الصدمتين تلقتهما الجماهير المغربية، إقصاء المنتخب المحلي من كأس العرب في دوري ربع النهائي أمام المنتخب الجزائري، بركلات الترجيح، وإقصاء أسود الأطلس من الدور ذاته أمام منتخب المصري بهدفين مقابل واحد في كأس الأمم الإفريقية المقامة حالياً بالكاميرون، والإشكال هو أن المنتخب المغربي دائماً ما يدخل منافسة ما، هو المرشح لنيل اللقب، رغم أن أسود الأطلس على مر التاريخ ليس لها تاريخ كروي يشفع لهم بذلك في إفريقيا، باستثناء اللقب الوحيد الذي حققه منذ سنوات خلت، والنهائي الذي لعبه على أرض تونس سنة 2004 مع الإطار الوطني بادو الزاكي، لنتساءل من المسؤول عن هذه الإخفاقات المتتالية للكرة المغربية، رغم الملايين من الدراهم التي تنفقها الدولة المغربية بسخاء على محبوبة الجماهير المغربية، كرة القدم.

توسم المغاربة خيراً في قدوم فوزي لقجع كرئيس للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عام 2014، معتقدين أنه هو منقذ الكرة المغربية من براثين الفشل، لكن سرعان ما ظهر العكس لكل متتبع للرياضة في المغرب، وهو أن لقجع أفشل رئيس في تاريخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمعطيات والأرقام تؤكد ذلك.

ونبدأ الحديث من عام 1986 إلى 2009، عرفت الكرة المغربية توهجاً تحت قيادة الجنرال حسني بنسليمان ومن سبقه من الجنرالات، قل نظير هذا التوهج في سنوات تسيير البركاني فوزي لقجع للاتحاد المغربي لكرة القدم، فخلال هذه الحقبة حققت الكرة المغربية نتائج مبهرة جعلت الجميع يقف احتراماً لكرة القدم المغربية، داخل المغرب وخارجه، حيث حقق المنتخب الوطني للكبار أربع مشاركات في كأس العالم، واحتل المرتبة العاشرة كأحسن تصنيف دولي للمنتخبات العربية، وكان ذلك أواخر عام 98 بعد الأداء الجيد لأسود الأطلس في كأس العالم بفرنسا، كما بلغ المنتخب ذاته نصف نهائي لكأس إفريقيا ثلاث مرات 1980 و1986 و1988، دون أن نغفل لعبه للنهائي عام 2004 في تونس، وبلغ إلى الربع النهائي مرة واحدة كانت 1998.

أما المنتخبات الأخرى كالأولمبي والشباب، فبدورهما حققا نتائج جيدة جعلت الجميع يصفق لهما، إذ بلغ الألمبيون الألعاب الأولمبية سنوات 1984، 1992، 2000، 2004، أما في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، فبلغ إلى نصف النهائي سنة 2005، ومنتخب الشباب بدوره حقق نتائج إيجابية، كانت آخرها بلوغه نصف نهائي مونديال الشباب بهولندا عام 2005، وثمن النهائي عام 1997، وفي كأس إفريقيا شارك 10 مرات، كان البطل مرة واحدة عام 1997، كما بلغ نصف النهائي 1987 و2005.

أما حقبة فوزي لقجع فتبتدئ من سنة 2014 إلى عامنا هذا، وحسب الأرقام والمعطيات فهذه أضعف حقبة تحقق من خلالها الكرة المغربية نتائج جيدة، حيث شارك منتخب الكبار مرة واحدة في كأس العالم كانت عام 2018، أما مشاركته في كؤوس إفريقيا ففي كل مشاركة كانت تسبقها تطبيل إعلامي وخروج مبكر دون نتائج يذكرها التاريخ، أما المنتخبات السنية الصغيرة فتقصى من الأدوار التمهيدية، ولا تتأهل بتاتاً حتى لتشارك في كأس إفريقيا، فما بالك بأن تحقق نتائج إيجابية كما حدث في الحقب السابقة قبل قدوم البركاني فوزي لقجع، وما ميز هذه الحقبة هو تبذير للمال العام، دون تحقيق نتائج جيدة موازاة مع الأموال التي تنفق عليها، عكس ما هو عليه الأمر في الحقب السابقة، حيث كانت النتائج جيدة، والأموال تنفق بحكمة ورزانة، دون إسراف أو تبذير، الأمر الذي ميز حقبة تسيير البركاني فوزي لقجع للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

من خلال هذه الكرونولوجيا التاريخية يتضح أن حقبة لقجع منفوخة إعلامياً لا أقل ولا أكثر، ما يستدعي الوقوف على مكامن الخلل، وأسباب الفشل، فرغم توفير الإمكانات المادية الهائلة، التي تنفق على رياضة كرة القدم في المغرب، إلا أن النتائج سلبية، حيث صار المنتخب الوطني يقصى من الدور الذي تقصى منه منتخبات أقل من الأسود مادياً ومعنوياً، وبالتالي حق للشعب المغربي الذي طالب يوماً بإقالة رؤساء الجامعة السابقين لعدم تحقيق لقب قاري، رغم تسييرهم الجيد، والنتائج الإيجابية التي حققوها، أن يرددوا الآن في وجه البركاني فوزي لقجع قول الشاعر:

دعوت على عمرو فمات وسرني .. وعاشرت أقواماً فبكيت على عمرو.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

زوجال بلقاسم
كاتب صحفي
كاتب صحفي
تحميل المزيد