أثارت تصريحات رئيس الفيفا جياني إنفانتينو انتقادات واسعة بعد أن ادَّعى أن إقامة كأس العالم لكرة القدم كل عامين يُمكن أن تُحدَّ من مخاطرة المهاجرين الأفارقة بحياتهم وعبور البحر المتوسط إلى أوروبا.
تصريحات رئيس الفيفا جاءت خلال خطاب، بشأن الجوانب المادية والقيمية في كرة القدم، ألقاه رئيس الاتحاد الدولي للعبة أمام "مجلس أوروبا"، وهو منظمة قارية أوروبية هدفها المعلن هو حماية حقوق الإنسان والديمقراطية في أوروبا، بحسب ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني الخميس 27 يناير/كانون الثاني 2022.
خلال الخطاب، عرض إنفانتينو اقتراحه المعروف بإقامة كأس العالم لكرة القدم كل عامين بدلاً من كل أربعة أعوام، حيث قال: "نرى أن كرة القدم تسير في اتجاه التحول إلى صيغة يكون فيها قلة من الناس هم من يملكون كل شيء، أما الأغلبية العظمى فلا تمتلك شيئاً".
وأضاف: "نشهد مستوى في أوروبا شبيهاً لمباريات كأس العالم مرتين في الأسبوع، لأن أفضل لاعبي كرة القدم يلعبون هناك، لكن في بقية العالم، فإن هذا القدر من الطموح والفرص ليس متاحاً"، والأمر هنا يشبه القول لمن هم خارج أوروبا: "أعطونا أموالكم، لكن شاهدونا على التلفزيون فحسب".
ومن ثم، يقول إنفانتينو: "يجب علينا أن نعطي الأمل للأفارقة حتى لا يحتاجوا إلى عبور البحر المتوسط من أجل احتمال بأن يجدوا حياة أفضل، أو كما يحدث في كثير من الأحيان، أن يموتوا في عرض البحر".
وأردف: "يجب علينا أن نمنحهم الفرصة، وأن نمنحهم هذا الشرف. ليس تفضلاً منا بذلك، وإنما من خلال السماح لبقية العالم، بالمشاركة".
انتقادات واسعة
وأثارت تصريحات إنفانتينو انتقادات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي من نشطاء في مجال حقوق الإنسان ولاعبي كرة قدم ومشجعين.
وقال أندرو ستروهلين، مدير الإعلام الأوروبي في منظمة "هيومن رايتس ووتش": "زملائي، يتعاملون مع لاجئين في جميع أنحاء العالم كل يوم تقريباً. ونكتب التقارير عن الأسباب، والانتهاكات والمصاعب، التي أجبرتهم على مغادرة منازلهم طلباً للهجرة، ولم يذكر أي منهم ضمن أسبابه توقيت بطولات كأس العالم".
ووصف توني بورنيت، الرئيس التنفيذي لمنظمة Kick It Out المعادية للعنصرية في المجال الرياضي، تعليقات إنفانتينو بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
أما رونان إيفين، المدير التنفيذي لـ"جمعية مشجعي كرة القدم الأوروبية"، فكتب تغريدة يقول فيها: "إلى أي درجة قد يتدنى إنفانتينو بنفسه [للترويج لدعواه]؟ إن استخدام الموت الذي تشهده الهجرات في البحر المتوسط أداةً لبيع خطته المهووسة بالسيطرة أمر تعجز الكلمات عن وصفه. إنه أمر مثير للاشمئزاز. وهو شخص غير مناسب لإدارة منظومة كرة القدم العالمية".
كان الاتحاد السعودي لكرة القدم هو من دعا في البداية إلى حملةٍ للدعوة إلى إقامة كأس العالم كل عامين في مايو/أيار 2021، ثم اكتسبت الحملة مزيداً من القوة في الأشهر الأخيرة.
يأتي أرسين فينغر، مدرب أرسنال السابق ومدير قسم التطوير في الفيفا، في قيادة الجبهة الداعمة لهذا الاقتراح، الذي يؤيده 166 اتحاداً من أصل 210 من اتحادات كرة القدم صاحبة العضوية في الفيفا.
ومع ذلك، فإن عديداً من لاعبي كرة القدم والمدربين يعارضون الفكرة وأشاروا إلى مخاوفهم من التداعيات المحتملة على صحة اللاعبين وقدرتهم على الاستمرار في لعب كرة القدم.
في بيان أرسلته الفيفا، قالت المنظمة إن تصريحات إنفانتينو "أُسيء تفسيرها، وانتُزعت من سياقها"، في حين أن الهدف منها كان التشديد على أن "كل شخص يحظى بموقع في دوائر صنع القرار تقع على عاتقه مسؤولية المساعدة في تحسين وضع الناس في جميع أنحاء العالم".
وأضاف بيان الفيفا أن مقصد إنفانتينو كان الإشارة إلى أنه "كلما زادت الفرص المتاحة، في إفريقيا وبالتأكيد في غيرها من القارات، فإن المفترض أن يتيح ذلك للناس اغتنام مزيدٍ من هذه الفرص في بلدانهم"، وزعم البيان أن تعليق إنفانتينو "كان تعليقاً عاماً، ولم يكن له ارتباط مباشر بالدعوة إلى لعب كأس العالم لكرة القدم كل عامين".